Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السكن التشاركي... البديل لدور المسنين في المكسيك

انطلق عام 2009 على صورة مشروع جامعي يتمحور حول تحسين الظروف المعيشية للكبار

"لا غوانشا" هو أول مشروع سكن مشترك في المكسيك للمسنين (أ ف ب)

ملخص

تسجل المكسيك "معدلات شيخوخة متقدمة إلى حد ما" في هذا البلد الذي يناهز عدد سكانه 130 مليون نسمة، إذ ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة من 12.3 في المئة إلى 14.7 في المئة بين عامي 2018 و2023.

غادرت تيشا مارتينيز وزوجها مدينة مكسيكو متجهين إلى "لا غوانشا" وهو أول مشروع سكن مشترك (cohousing) في المكسيك للمسنين القلقين في شأن استقلاليتهم بعيداً من دور الرعاية، في بلد يشهد تسارعاً في معدلات شيخوخة السكان.

وتنتمي هذه الأستاذة المتقاعدة البالغة 65 سنة وزوجها فرانسيسكو فيخيل ذو الـ61 سنة إلى مجموعة مكونة من نحو 30 متقاعداً تشاركوا في بناء ستة منازل في مالينالكو، وهي قرية ذات طابع خاص تقع على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة المكسيكية.

وعلى أرض تحيط بها الغابات والجبال يقيم ستة أشخاص بالفعل بصورة دائمة في "لا غوانشا" (اسم المشروع)، بينما يتردد آخرون على الموقع لفترات معينة ثم يغادرون، في انتظار الاستقرار في مالينالكو لبقية حياتهم.

وعن فكرة السكن المشترك، وهو نموذج إسكان تعاوني انطلق أساساً في الدنمارك، يوضح فيخيل "في حياتي المهنية، كنت أبذل ذاتي بصمت لأنني كنت أحصل على راتب".

ويضيف الموظف السابق في قطاع صناعة السيارات "الأمر الآن مختلف لأنه يتعلق بالتعاون"، "وقد تعلمت أن العطاء يوفر الرضا أكثر بكثير مما كنت أتخيله".

وقبالة حديقة كبيرة وحوض سباحة في المناطق المشتركة، يوضح الزوجان أنهما يريدان أن يتقدما في السن في ظروف أفضل من تلك التي اختبرها والداهما، كما يريدان أن يكون أبناؤهما قادرين على الصمود بأنفسهم في وجه صعوبات الحياة.

وتقول مارتينيز التي توفي والدها عن 91 سنة بعد تمضية أيامه الأخيرة في أحد الملاجئ الخاصة بالمسنين، إن كبار السن "لا يتلقون أبداً الاهتمام الذي يحتاجون إليه، فهم وحيدون للغاية".

انطلق "لا غوانشا" عام 2009 على صورة مشروع جامعي بقيادة دكتورة العلوم الاجتماعية مارغريتا ماس ويتمحور حول تحسين الظروف المعيشية لكبار السن. وكتبت الأستاذة الجامعية في مقال لها "في العقود الأخيرة، شهدت المكسيك تحولاً سكانياً مع انخفاض معدلات الخصوبة والمواليد، وزيادة متوسط العمر المتوقع"، "وقد أدى هذا إلى زيادة عدد كبار السن".

ونسبياً، تظل المكسيك أقل تأثراً بالشيخوخة مقارنة ببلدان الاتحاد الأوروبي، إذ يتجاوز عمر أكثر من 20 في المئة من السكان 65 سنة، تماماً كما الحال في مقاطعة كيبيك الكندية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، تسجل "معدلات شيخوخة متقدمة إلى حد ما" في هذا البلد الذي يناهز عدد سكانه 130 مليون نسمة، بحسب تعبير الحكومة.

وارتفعت نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة من 12.3 في المئة إلى 14.7 في المئة بين عامي 2018 و2023 وفق المعهد الوطني للإحصاء، وانخفض معدل الخصوبة من 2.07 إلى 1.6 طفل لكل امرأة في المتوسط.

وعمدت ماس مع شركاء لها إلى شراء أرض قبل أن يستثمرها أصحابها بعد بضعة أعوام من طريق تركيب ألواح شمسية لتسخين المياه. كما زرعوا أشجاراً مثمرة (المانغو والبرتقال والغوافة وغيرها)، وتقول تيشا مارتينيز "الطبيعة هي ما يملأ روحي".

ولخدمة المجتمع الصغير الذي انتقل إليه، صمم فرانسيسكو فيخيل نظاماً معلوماتياً لإنشاء قائمة تسوق بناء على قوائم جماعية.

وتوضح ماس أن "السكن المشترك يشكل حلاً جيداً جداً للأشخاص الذين يجدون أنفسهم وحيدين"، و"للأشخاص الذين ليس لديهم كثير من المال، لأن الأمر يتعلق بمشاركة الكلف وأيضاً للذين يعانون أمراضاً، لأنه من خلال وجودهم معاً يمكنهم تشارك الخدمات الطبية".

وتوضح أن هذا النموذج يختلف عن هيكل دور رعاية المسنين لأن المجموعة "تقرر كيف تريد الدار الذي ستسكنه، وأين يريدونها وما حجمها ومع أي أشخاص يرغبون في تشاركها، وبأية موارد اقتصادية".

وتضرب مارغريتا ماس مثالاً بأحد السكان الذين ماتوا بمرض ألزهايمر، والذي كانت تجربة "لا غوانشا" مفيدة له لأنه كان يستطيع تقسيم وقته بين لعب الدومينو ومشاهدة أفلام السينما والسباحة.

واندمجت تيشا مارتينيز في الحياة داخل مالينالكو إذ يعاني أكثر من نصف السكان من الفقر، فقد استفادت من خبرتها التربوية لتدريس اللغة الإنجليزية والمشاركة في دروس الخزف، وتؤكد أنها تعيش "حياة جديدة" في الموقع.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات