أسبوع حافل بالبيانات الأميركية والأوروبية يعزز الدولار في أولى جلساته

صعد الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين مقابل اليورو اليوم الإثنين مع تراجع الرهانات على تبني مسار تيسير نقدي حاد في الولايات المتحدة، وذلك في وقت يترقب المتداولون صدور تقرير الوظائف الأميركي هذا الأسبوع.

وارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته منذ 21 أغسطس (آب) الماضي أمام الين، بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف أغسطس بعد بيانات أظهرت عدم حدوث تراجع يذكر في معدل التضخم، مما قلل من احتمال أن يقدم مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في 18 سبتمبر (أيلول) الجاري.

ويتوقع المتعاملون بنسبة 33 في المئة أن يخفض مجلس الاحتياط الاتحادي سعر الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في سبتمبر الجاري، مقابل احتمال بنسبة 67 في المئة أن يخفضها 25 نقطة.

وارتفع الدولار بنحو 0.27 في المئة إلى 146.60 ين قبل أن يتراجع إلى 146.04 ين في التعاملات الصباحية، وصعد مؤشره مقابل ست عملات رئيسة إلى 101.79 نقطة في بداية التداولات في آسيا، وهو مستوى لم يشهده منذ 20 أغسطس الماضي.

وسجل المؤشر 101.72 نقطة في أحدث التداولات، وتراجع اليورو إلى 1.1042 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 19 أغسطس الماضي، قبل أن يجري تداوله عند 1.1046 دولار.

وقال محللون إن عطلة رسمية في الولايات المتحدة اليوم الاثنين تؤثر في أداء الدولار، لكن ستشهد الأيام القليلة المقبلة صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية منها بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة المقبل.

ولن يجري التداول على سندات الخزانة الأميركية اليوم بالتزامن مع العطلة الرسمية، لكن العائد على السندات لأجل 10 سنوات بلغ 3.9110 في المئة بعد ارتفاع بلغ 4.4 نقطة أساس يوم الجمعة الماضي.

واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.31255 دولار، قرب أدنى مستوى سجله يوم الجمعة الماضي عند 1.31095 دولار، وهو الأضعف منذ 23 أغسطس الماضي.

الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوع

وانخفضت أسعار الذهب اليوم إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع مع ارتفاع الدولار وتحول تركيز المتعاملين في السوق إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية المقرر صدورها هذا الأسبوع بحثاً عن أي دلائل على مدى خفض مجلس الاحتياط الاتحادي لأسعار الفائدة.

ولم يطرأ تغير يُذكر على أسعار الذهب في المعاملات الفورية واستقر عند 2505.11 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أدنى مستوى له في جلسة 23 أغسطس الماضي.

وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 2537.30 دولار، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 28.64 دولار للأوقية لتلامس أدنى مستوى لها في غضون أسبوعين، وزاد البلاتين تقريباً 0.4 في المئة إلى 929.75 دولار للأوقية، وارتفع البلاديوم 0.4 في المئة إلى 969.02 دولار للأوقية.

هبوط الأسهم الأوروبية

تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم في ظل ترقب المستثمرين لأسبوع حافل بالبيانات وتصريحات من مسؤولين من البنك المركزي الأوروبي بحثاً عن أي مؤشرات حول توجه البنك في شأن السياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.2 في المئة، بعدما سجل أعلى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي مع انخفاض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.2 في المئة في أغسطس الماضي ليتحرك بأبطأ وتيرة له منذ يوليو (تموز) 2021.

وقفز سهم "رايت موف" 24.5 في المئة بعدما قالت "ريا غروب للعقارات"، التي تملك "نيوز كورب" حصة أغلبية فيها، إنها تدرس شراء الشركة البريطانية لتأسيس شركة عقارات عالمية عملاقة.

وزاد سهم "سانوفي" 2.5 في المئة، وفشل عقار الشركة لعلاج التصلب المتعدد في تحقيق الهدف الرئيس في تجربتين متقدمتين لعلاج المرض مما قلل من احتمالات إصدار هذه الفئة من العقاقير.

وينتظر المستثمرون صدور بيانات الصناعات التحويلية لشهر أغسطس الماضي من ألمانيا وإسبانيا ومنطقة اليورو، التي تضم 20 دولة، في وقت لاحق اليوم لقياس قوة الاقتصادات في المنطقة.

"نيكاي" يلامس أعلى مستوى في شهر

صعد المؤشر الياباني "نيكاي" اليوم ولامس مستوى 39 ألف نقطة للمرة الأولى منذ أواخر يوليو الماضي، بدعم من ضعف الين ومكاسب "وول ستريت" يوم الجمعة الماضي.

وأغلق المؤشر على ارتفاع 0.1 في المئة عند 38700.87 نقطة بعدما سجل أعلى مستوى له منذ 31 يوليو الماضي عند 39080.64 نقطة خلال التداولات التي شهدت تقلبات في وقت لاحق وسط عمليات بيع لجني الأرباح وتماسك لسعر الين بعد تراجعه.

وارتفعت "وول ستريت" يوم الجمعة بعد بيانات اقتصادية جديدة أثارت توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياط الاتحادي أسعار الفائدة على نحو متواضع في سبتمبر الجاري.

وتستفيد شركات التصدير من تراجع العملة اليابانية الذي يزيد قيمة الأرباح المحققة في الأسواق الخارجية عند إعادتها إلى اليابان.

وتراجعت أسواق الأسهم العالمية بحدة في أوائل الشهر الماضي بسبب مخاوف من ركود وشيك في أكبر اقتصاد في العالم، لكن بيانات اقتصادية صدرت في الآونة الأخيرة عززت التوقعات ببلوغ الاقتصاد الأميركي بر الأمان.