Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القاهرة والدوحة: تصريحات نتنياهو تعرقل جهود وساطة الهدنة

مصر ترفض مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي تهريب الأسلحة منها إلى غزة والبيت الأبيض يؤكد ضرورة تسريع وقف إطلاق النار

ملخص

أكدت منظمة الصحة العالمية في غزة اليوم أنها تجاوزت أهدافها الخاصة بحملة التطعيمات ضد شلل الأطفال بعد مرور ثلاثة أيام على انطلاق الحملة، موضحةً أن نحو رُبع عدد الأطفال دون سن الـ10 تلقوا التطعيم.

 أبدت القاهرة اليوم الثلاثاء اعتراضها على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن رفضه سحب القوات الإسرائيلية من الحدود بين مصر وقطاع غزة، معتبرة أن الهدف منها "عرقلة جهود الوساطة" المصرية- القطرية- الأميركية للتوصل إلى هدنة في غزة، وصدر كذلك بيان قطري في الاتجاه نفسه.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر تعبر عن "رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي وحاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة".

وأكد نتنياهو أمس الإثنين تمسكه بالإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي عند الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والمعروف باسم "محور فيلادلفيا"، قائلاً إن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا" والسيطرة عليه "تضمن عدم تهريب المخطوفين إلى خارج غزة".

وأضاف أنه "في اللحظة التي تركنا فيها محور فيلادلفيا (الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 2005)، لم يعُد لدينا أي حاجز لمنع التهريب الكثيف للأسلحة والمعدات الحربية وآلات صناعة الصواريخ وماكينات حفر الأنفاق".

ورفضت مصر هذه "المزاعم"، وحمّلت "الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية التي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة".

وأصدرت قطر من جهتها بياناً أعربت فيه عن "تضامنها التام مع مصر" و"رفضها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة جهود الوساطة المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين"،

مضيفة أن "محاولة تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي ستقود في نهاية المطاف إلى وأد جهود السلام وتوسعة دائرة العنف في المنطقة".

وأتى موقف نتنياهو عقب احتجاجات شعبية شهدتها إسرائيل منذ أول من أمس الأحد، ورافقها إضراب جزئي أمس في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية، بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة من الرهائن في جنوب غزة قتلوا "من مسافة قريبة جداً" على أيدي حركة "حماس"، وفق المسؤولين الإسرائيليين.

ومن بين 251 شخصاً احتجزوا رهائن خلال هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ما زال 97 في غزة، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

البيت الأبيض يطالب بضرورة تسريع الهدنة

في المقابل، أعلن البيت الأبيض اليوم أن مقتل الرهائن الست الذين انتشلت القوات الإسرائيلية جثثهم أول من أمس يؤكد مدى الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح بقية المحتجزين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي خلال إفادة صحافية "من الواضح أن ما حدث مطلع الأسبوع يؤكد مدى أهمية إنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً أن حركة "حماس" مسؤولة عن مقتلهم.

وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة حتى لو موقتاً لإطلاق سراح الرهائن المرضى والمسنين والجرحى.

وعلى رغم الجهود، فإن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيد المنال، ويعمل مسؤولون أميركيون على ما يسميه بعضهم "المقترح النهائي"، لكن كيربي أكد أن الولايات المتحدة ليست بصدد فرض فكرة "إما قبول المقترح أو رفضه بالكامل"، وقال "نعمل على اقتراح من شأنه تأمين إطلاق سراح الرهائن الباقين وسيشمل تقديم مساعدات فورية وكبيرة لسكان غزة وسيؤدي أيضاً إلى وقف القتال"، مضيفاً أن ليس لديه إطار زمني حول موعد تقديم المقترح رسمياً".

وأردف "ما زلنا في محادثات مستمرة مع قطر ومصر وإسرائيل، وبالطبع قطر ومصر على تواصل مع ’حماس‘، وسنفعل ما بوسعنا للتوصل إلى اتفاق".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إن نتنياهو بحاجة لبذل مزيد من الجهد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

 

33 قتيلاً

في الأثناء، أفاد مسؤولون فلسطينيون اليوم بأن القوات الإسرائيلية قتلت 33 فلسطينياً في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية في قتالها ضد مسلحين بقيادة "حماس"، غير أن توقف القتال لفترات وجيزة سمح للمسعفين بإنجاز عمليات التطعيم ضد شلل الأطفال لليوم الثالث.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن أربع نساء بين القتلى في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وثمانية قرب مستشفى في مدينة غزة شمالاً، بينما لقي الباقون حتفهم بضربات جوية منفصلة في أرجاء القطاع.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل ثمانية مسلحين فلسطينيين، بينهم قائد كبير في "حماس" شارك في هجمات السابع من أكتوبر، بمركز قيادة قرب المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة.

وأورد بيان أن أحمد فوزي ناصر محمد وادية تولى قيادة "مذبحة للمدنيين ارتكبها إرهابيو حماس" في بلدة نتيف هعاسارا الإسرائيلية قرب حدود غزة، ولم يأتِ رد من الحركة بعد.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إنهما يقاتلان القوات الإسرائيلية في حي الزيتون بمدينة غزة وكذلك في رفح وخان يونس جنوباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجهود الدبلوماسية متوقفة

ومع ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية في غزة اليوم أنها تجاوزت أهدافها الخاصة بحملة التطعيمات ضد شلل الأطفال بعد مرور ثلاثة أيام على انطلاق الحملة، موضحةً أن نحو رُبع عدد الأطفال دون سن الـ10 تلقوا التطعيم.

وتعتمد الحملة التي تسارعت بعد اكتشاف أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة الشهر الماضي، على فترة توقف للقتال بين إسرائيل و"حماس" في مناطق محددة من القطاع المحاصر لمدة ثماني ساعات يومياً.

وتوقفت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن الأجانب والإسرائيليين المحتجزين في غزة وإعادة كثير من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وقال نتنياهو أمس إن القوات الإسرائيلية ستبقى في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الطرف الجنوبي لغزة، وهذه إحدى النقاط الشائكة الرئيسة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة الرهائن.

وترى "حماس" التي ترغب في اتفاق لإنهاء الحرب وإخراج القوات الإسرائيلية من كل قطاع غزة، أن مثل هذا الشرط، من بين أمور أخرى، سيمنع التوصل إلى اتفاق.

حملة التطعيم

وبدأت الأمم المتحدة بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية اليوم الثالث لحملة تطعيم نحو 640 ألف طفل في قطاع غزة ضد شلل الأطفال.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن للصحافيين في جنيف إن المنظمة منحت اللقاح لأكثر من 161 ألف طفل تحت سن الـ10 في المنطقة الوسطى خلال أول يومين من الحملة على رغم أن المستهدف كان تطعيم 150 ألف طفل.

وأضاف أنه "حتى الآن تسير الأمور على ما يرام. هذه الهدن الإنسانية ناجحة حتى الآن. لا يزال أمامنا 10 أيام"، مردفاً أن هناك بعض الأطفال في جنوب غزة يُعتقد بأنهم خارج المنطقة المتفق على تطبيق فترة الهدنة فيها وأن المفاوضات مستمرة من أجل الوصول إليهم.

ويقول فلسطينيون إن السبب الرئيس وراء عودة مرض شلل الأطفال هو انهيار منظومة الصحة وتدمير معظم المستشفيات في القطاع، فيما تتهم إسرائيل "حماس" باستخدام المستشفيات لتنفيذ عملياتها المسلحة، مما تنفيه الحركة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنه منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، قُتل 40819 فلسطينياً فيما بلغ عدد الجرحى 94291.

غويتريش ينتقد

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة للسماح بالتطعيم ضد مرض شلل الأطفال "بصيص أمل وإنسانية نادر في مواجهة سلسلة من الرعب".

وأضاف دوجاريك "إذا كان بإمكان الأطراف التحرك لحماية الأطفال من فيروس قاتل. فمن المؤكد أنهم يستطيعون ويجب عليهم التحرك لحماية الأطفال وجميع الأبرياء من أهوال الحرب".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط