ملخص
حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس كلاً من إسرائيل وحركة "حماس" على التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن واشنطن ستطرح مزيداً من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
قال مسعفون إن 12 فلسطينياً على الأقل قتلوا في غارات شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة اليوم الجمعة، بينما استأنف مسؤولو الصحة تطعيم عشرات الآلاف من أطفال القطاع ضد مرض شلل الأطفال.
وذكر المسعفون أن غارة إسرائيلية أودت بحياة امرأتين وطفلين في مخيم النصيرات، فيما قُتل ثمانية آخرون في غارتين أخريين في مدينة غزة.
في غضون ذلك، اشتبكت قوات إسرائيلية مع عناصر في حركة "حماس" في حي الزيتون بمدينة غزة، إذ قال سكان إن الدبابات تنفذ عمليات هناك منذ أكثر من أسبوع، وفي شرق خان يونس وفي رفح قرب الحدود مع مصر.
وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية فجرت منازل عدة في رفح.
وبعد مرور 11 شهراً على اندلاع الحرب، فشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
حملة تطعيم الأطفال
في غضون ذلك، واصل سكان خان يونس والعائلات النازحة من رفح التوافد إلى المراكز الطبية حاملين معهم أطفالهم لتلقي لقاح شلل الأطفال.
وانطلقت الحملة الصحية بعد اكتشاف حالة إصابة لطفل يبلغ من العمر سنة واحدة بمرض شلل الأطفال، مما نتج منه إصابته بشلل جزئي.
وكانت هذه الحالة هي أول إصابة معروفة بالمرض في قطاع غزة منذ 25 عاماً. وعاد المرض إلى الظهور وسط انهيار منظومة الصحة في القطاع تقريباً وخروج عدد من المستشفيات عن الخدمة بسبب الحرب.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 160 ألف طفل في الأقل تلقوا اللقاحات في مناطق بجنوب غزة أمس الخميس إذ بدأ العاملون في القطاع الطبي المرحلة الثانية من الحملة، مستفيدين من اتفاق إسرائيل و"حماس" على هدنة محدودة في القتال.
وقالت الـ"أونروا" في منشور على منصة "إكس"، "منذ الأول من سبتمبر، قامت الأونروا وشركاؤها بتطعيم ما يقارب 355 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مناطق وسط وجنوب غزة". وأضافت، "في الأيام القليلة المقبلة، سنواصل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بهدف الوصول إلى حوالى 640 ألف طفل دون العاشرة بهذا اللقاح المهم".
وستنتقل الحملة بعد غد الأحد إلى شمال قطاع غزة الذي كان محور تركيز الهجوم العسكري الإسرائيلي الكبير خلال الأشهر الماضية. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه سيتعين إطلاق جولة ثانية من التطعيم بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.
المساعي الدبلوماسية
وفيما تتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس إنه يتعين على إسرائيل وحركة "حماس" التوصل إلى حل للقضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف في إفادة صحافية أنه جرى التوافق على نحو 90 في المئة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن هناك قضايا بالغة الأهمية لا تزال عالقة، بما في ذلك قضية ما يسمى محور "فيلادلفي" على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر. وذكر أن هناك أيضاً بعض الخلافات حول كيفية مبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين. وأشار إلى أن واشنطن ستطرح مزيداً من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
وتابع بلينكن قائلاً "أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل وأن ينقلا (قطر ومصر) لـ(حماس) أفكارنا، نحن الثلاثة في شأن كيفية الحل". وتقوم الولايات المتحدة وقطر ومصر بدور الوساطة بين الطرفين.
"حماس" تدعو إلى الضغط على إسرائيل
يأتي هذا بينما دعت حركة "حماس" الخميس واشنطن إلى "ممارسة ضغط حقيقي" على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "لا يوجد اتفاق قريب".
وتتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة بعد مرور 11 شهراً على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال الهجوم.
وزادت حدة هذه الضغوط على نتنياهو في أعقاب العثور على جثث ست رهائن في نفق في جنوب قطاع غزة "أعدمتهم (حماس)"، وفق السلطات الإٍسرائيلية. ومن بين 251 شخصاً احتجزوا رهائن خلال هجوم "حماس"، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية الذي يتخذ من الدوحة مقراً، في كلمة بثتها الحركة، إنه "على الإدارة الأميركية ورئيسها (جو) بايدن، إن أرادوا الوصول فعلاً إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل للأسرى، التخلي عن انحيازهم الأعمى لـ(إسرائيل) وممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته، وإلزامهم بما تم التوافق عليه سابقاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"تسليح غزة"
من جهته قال نتنياهو في تصريح لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية "لا يوجد اتفاق قريب. للأسف، لسنا قريبين، لكننا سنبذل كل شيء لدفعهم إلى القبول باتفاق يسمح في الوقت ذاته بمنع إيران من إعادة تسليح غزة".
وخلال تظاهرة جديدة في تل أبيب قال جيل ديكمان، ابن عم أحد الرهائن الستة الذين عثر عليهم قتلى في غزة "سنفعل كل شيء لضمان أن يكون جميع الرهائن معنا. وإذا كان القادة لا يريدون توقيع اتفاق، فسنجبرهم على ذلك".
إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أكد على النقيض من ذلك، رداً على أسئلة صحافيين حول الاتفاق، أن القول إن "90 في المئة من الاتفاق شبه منجز كلام دقيق. أعتقد أننا اقتربنا من ذلك"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على الإطار، والنقاش حالياً حول تنفيذ التفاصيل، ولا سيما بالنسبة إلى تبادل السجناء".
وأشار نتنياهو الأربعاء إلى أنه من النقاط التي تتعثر حولها المفاوضات عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في مقابل كل رهينة ستفرج عنها "حماس"، ورفض إسرائيل الإفراج عن بعض المعتقلين الذين تطالب بهم "حماس".
في المقابل قالت "حماس" إن "قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور "فيلادلفي" يهدف لإفشال المفاوضات"، في إشارة إلى تمسك إسرائيل بإبقاء قوات في ممر "فيلادلفي" في غزة المحاذي للحدود المصرية، بحجة منع تهريب السلاح من مصر إلى "حماس". وتشترط الحركة من جهتها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع.
استمرار التظاهرات والقصف
وفي إطار التظاهرات الاحتجاجية شبه اليومية سارت أمس الخميس تظاهرة جديدة في تل أبيب، وحمل المتظاهرون نعوشاً رمزية في إشارة إلى احتمال موت الرهائن في قطاع غزة.
ميدانياً، أفاد مصدر طبي وكالة الصحافة الفرنسية بمقتل أربعة أشخاص "جراء قصف لخيام نازحين في داخل مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب "مركز قيادة" يستخدمه عناصر حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في دير البلح.
كذلك، قُتل شخص وأصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وفقاً لمسعفين في الهلال الأحمر الفلسطيني.
وطالبت منظمة العفو الدولية الخميس بفتح تحقيق دولي بحق الجيش الإسرائيلي بشبهة ارتكابه "جرائم حرب" في قطاع غزة بسبب تدميره "من دون مبرر" أحياء كاملة على طول حدود القطاع الفلسطيني مع إسرائيل من أجل إنشاء منطقة عازلة.