ملخص
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نجمع على وجه السرعة المزيد من المعلومات عن ملابسات الوفاة المأساوية للمواطنة الأميركية عائشة نور اليوم في الضفة الغربية، وسيكون لدينا المزيد لنقوله عندما نعلم المزيد. ليس لدينا أولوية تفوق سلامة وأمن المواطنين الأميركيين".
أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة عن أسفه لمقتل مواطنة أميركية في الضفة الغربية المحتلة، ووعد بـ"اتخاذ إجراءات حسب الضرورة".
وقال بلينكن للصحافة أثناء وجوده في جمهورية الدومينيكان "نأسف لهذه الخسارة المأسوية"، مضيفاً "عندما نحصل على مزيد من المعلومات، سوف نقوم بمشاركتها وإتاحتها، وسوف نتخذ إجراءات بناء عليها حسب الضرورة".
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ذكرت أن مواطنة أميركية شاركت في احتجاج ضد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة توفيت متأثرة بجروحها اليوم الجمعة بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار على رأسها.
وأكدت وزارتا الخارجية في الولايات المتحدة وتركيا وفاة عائشة نور إزجي إيجي. وقالت وزارة الخارجية التركية إن عائشة نور قتلت على يد جنود إسرائيليين ووصفت الواقعة بأنها "جريمة قتل نفذتها حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
أردوغان يدين
دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة "التدخل الهمجي لإسرائيل" بعد مقتل ناشطة أميركية- تركية الجمعة خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
وكتب في منشور على "إكس"، "أدين التدخل الهمجي لإسرائيل ضد تظاهرة احتجاج على الاحتلال في الضفة الغربية وأدعو ليرحم الله مواطنتنا عائشة نور إزغي إيغي التي قضت في الهجوم".
الجيش الإسرائيلي يفتح التحقيق
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في "تقارير عن مقتل مواطنة أجنبية نتيجة إطلاق نار في المنطقة. تفاصيل الواقعة والظروف التي أصيبت فيها قيد المراجعة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نحن على علم بالوفاة المأسوية للمواطنة الأميركية عائشة نور اليوم في الضفة الغربية. نقدم خالص تعازينا لعائلتها وأحبائها".
وأضاف ميلر "نجمع على وجه السرعة مزيداً من المعلومات عن ملابسات وفاتها، وسيكون لدينا مزيد لنقوله عندما نعلم المزيد. ليس لدينا أولوية تفوق سلامة المواطنين الأميركيين وأمنهم".
من جانبه، قال مدير مستشفى رفيديا في نابلس فؤاد نافعة لـ"رويترز" "وصلت المتضامنة الأميركية إلى المستشفى في حال حرجة جداً مصابة بالرأس. حاولنا إجراء عملية إنعاش لها ولكن مع كل أسف تم الإعلان عن وفاتها".
وقالت وكالة "وفا" إن الواقعة حدثت أثناء مسيرة احتجاجية للناشطين في بلدة بيتا القريبة من مدينة نابلس التي شهدت هجمات متكررة من المستوطنين.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيانها "تحاول إسرائيل بث الخوف في قلب كل من يهب لمساعدة الشعب الفلسطيني ويكافح سلمياً ضد الإبادة الجماعية. سياسة العنف هذه مآلها الفشل".
وتسببت زيادة هجمات المستوطنين الإسرائيليين العنيفة على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية بغضب متزايد بين حلفاء إسرائيل الغربيين، ومنهم الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على عدد من الأفراد.
حوادث متكررة
وتأتي واقعة اليوم بعد أسابيع قليلة من هجوم نحو 100 مستوطن على قرية جيت شمال الضفة الغربية، مما أثار إدانة عالمية ووعداً من الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة ضد أي شخص تثبت إدانته بالعنف.
ويتهم فلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان مراراً القوات الإسرائيلية بعدم التحرك لمنع هجمات، بل حتى المشاركة فيها.
الحركة تعود إلى جنين
عادت الحركة إلى جنين وسط الأنقاض صباح اليوم الجمعة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس – الجمعة من هذه المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال سكان إن الجنود الإسرائيليين انسحبوا خلال الليل من المدينة ومخيمها، من دون أي تأكيدات رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" اليوم الجمعة أن القوات الإسرائيلية انسحبت من جنين ومخيمها "بعد 10 أيام من العدوان العنيف والمتواصل" الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى وخلف دماراً واسعاً.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها على "فيسبوك" إسرائيل بإعادة "إنتاج جرائمها الوحشية ومشاهد الدمار والتخريب التي ارتكبتها في قطاع غزة ونقلها للضفة الغربية المحتلة كما يحصل في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتها".
وأعرب مواطنون عن مخاوفهم من عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة كما حدث في مرات عديدة سابقة.
وشنت إسرائيل عملية عسكرية قالت إنها "لمكافحة الإرهاب" في الـ28 من أغسطس (آب) الماضي في كثير من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، "منذ أسبوع ونصف أسبوع ينفذ (الجيش والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وحرس الحدود عمليات لمكافحة الإرهاب في منطقة جنين" من دون الإعلان رسمياً عن انتهاء عمليته العسكرية التي أطلق عليها "المخيمات الصيفية". وأضاف، "حتى اليوم، تم القضاء على 14 إرهابياً وتوقيف أكثر من 30 مشتبهاً فيهم" في جنين، مشيراً إلى أنه نفذ "أربع ضربات جوية في المنطقة".
وتابع البيان أن "قوات الأمن الإسرائيلية تواصل العمل لتحقيق أهداف هذه العملية ضد الإرهاب" من دون تفاصيل إضافية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل 36 فلسطينياً تراوح أعمارهم ما بين 13 و82 سنة برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية منذ الـ28 من أغسطس الماضي. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل خلال المواجهات بجنين في الـ31 أغسطس.
وصباح اليوم خيم الهدوء على مخيم جنين قبل أن يبدأ السكان الذين هربوا من القتال في الأيام الأخيرة بالعودة.
وتمكن صحافيون من الوصول إلى المخيم من دون أن يتم اعتراضهم على الحواجز العسكرية.
وفي المكان جرفت آليات عسكرية إسفلت الشوارع واجتاحت واجهات مبانٍ. وجلس بعض السكان بصمت على كراس بلاستيكية أمام منازلهم المتضررة، فيما تعمل جرافات صغيرة على إزالة الأنقاض ويلعب أطفال في الشوارع.
ويعاين عزيز طالب (48 سنة) وهو وأب لسبعة، الأضرار داخل منزله، ويقول، "الحمد لله أن (الأطفال) غادروا في اليوم السابق (يوم اقتحام الجنود) للبقاء مع الجيران".