أوقف بنك الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني) شراء الذهب للشهر الرابع على التوالي مع وصول الأسعار إلى مستويات قياسية.
ولم يضف البنك المركزي الصيني أي ذهب إلى احتياطاته للشهر الرابع على التوالي في أغسطس (آب) الماضي، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، إذ ارتفعت أسعار المعدن الثمين إلى مستويات قياسية.
وظلت كمية الذهب المحتفظ بها من قبل "المركزي الصيني" ثابتة عند 72.8 مليون أونصة في نهاية الشهر الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة.
وزاد البنك الصيني من مخزونه لمدة 18 شهراً متتالياً حتى أبريل (نيسان) من هذا العام، مما ساعد في دعم قوة أسعار الذهب.
عمليات شراء قوية في النصف الأول
وتشير توقفات الشراء من قبل البنك المركزي الصيني إلى أن الأسعار المرتفعة قد تؤثر في طلب البنوك المركزية العالمية، بعد عمليات شراء قوية في النصف الأول من العام، ومع ذلك، يرى عدد من المحللين أن شراء البنوك المركزية لا يزال عاملاً رئيساً في دعم أسعار الذهب هذا العام.
بلغ الذهب، الذي ارتفع بأكثر من 20 في المئة هذا العام، أعلى مستوياته على الإطلاق في أغسطس الماضي، مع زيادة رهانات المتداولين على تخفيف السياسة النقدية من قبل "الاحتياط الفيدرالي".
وبينما تسببت الأسعار المرتفعة أخيراً في التأثير بمبيعات التجزئة للسلع الكمالية مثل المجوهرات في الصين، فإن سبائك الذهب والعملات الذهبية تزداد شعبية بين ال الذين يسعون إلى حماية ثرواتهم من ضعف الاقتصاد.
وتعد الصين أكبر سوق منفردة للذهب في العالم، مدفوعة بمجتمع يصبح بصورة متزايدة أكثر ثراء ويعتقد أن شراء الذهب يعكس رؤية مالية حكيمة ويعد بجلب الحظ السعيد.
أسهم شراء الصين للذهب، في ارتفاع سعر المعدن الأصفر الفوري في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين، إذ لم يعد ينظر إليه في منأى عن حساسية الأسعار، ولكن من المتوقع أن تبقي الأخطار الجيوسياسية المستمرة برنامجها طويل الأمد لتنويع الاستثمار بعيداً من الأصول المقومة بالدولار الأميركي نشطاً.
وتحتاج احتياطات الذهب في الصين إلى الارتفاع من حيث الحجم المطلق والنسب المئوية لأنها لا تتماشى مع مكانة الاقتصاد الثاني الأكبر في العالم، وحصة الذهب من احتياطاتها هي الأدنى بين أي من الاقتصادات الكبرى، وفقاً لما قاله مطلع صيني رفض الكشف عن اسمه لـ"رويترز" بسبب حساسية الموضوع.
دوافع الطلب الصيني على الذهب
وقال المصدر الصيني في يوليو (تموز) الماضي، "نحن في حاجة إلى النظر في الأسعار، فمن المستحيل على البنك المركزي الحفاظ على كمية ثابتة من المشتريات كل شهر"، مضيفاً أن العوامل الجيوسياسية التي أثارها حرب روسيا-أوكرانيا وصراع الشرق الأوسط كانت من بين دوافع الطلب الصيني على الذهب في الأعوام الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد ثمانية أشهر من تجميد العقوبات الغربية لـ300 مليار دولار من الاحتياطات الرسمية لروسيا، أي نحو نصف إجمالي احتياطات موسكو، بدأ البنك المركزي الصيني في الإبلاغ عن مشتريات الذهب واستمر في ذلك 18 شهراً، مما شكل دعامة لأسعار الذهب العالمية للوصول إلى مستويات قياسية في عام 2024.
وكان بنك الشعب الصيني (PBOC) أكبر مشتر للذهب في العالم في عام 2023، إذ بلغت مشترياته الصافية 7.23 مليون أونصة، وهي أكبر كمية تشتريها الصين منذ 46 عاماً في الأقل، وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
لكن حينما توقف عن شراء الذهب في مايو ويونيو الماضيين، تعرضت الأسعار الفورية للضغط، مما ترك السوق في حالة من التخمين في شأن شهية الصين المستقبلية.
وعادة ما تكون حصة الذهب في احتياطات الدول النامية والناشئة أقل بكثير من تلك في الاقتصادات المتقدمة، التي تمتلك احتياطات عملة أصغر.
وقال استراتيجي السلع في "ويزدوم تري"، نيتش شاه، في يوليو الماضي، "بالنظر إلى حجم احتياطات العملات الأجنبية الكبير جداً، نعتقد أن بنك الشعب الصيني سيواصل شراء الذهب بكميات أكبر لعقود مقبلة".
وأضاف أن الطلب من المستثمرين في الصين سيظل قوياً أيضاً، في ظل أزمة العقارات الممتدة ومع استمرار شراء البنك المركزي مما يعزز الثقة في الذهب كوسيلة لحفظ القيمة.