Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توني بلير: "بريكست" فشلت وفتحت أبواب هجرة جماهيرية

مقابلة حصرية: رئيس الوزراء البريطاني السابق يوجه انتقادات لاذعة لبوريس جونسون على خلفية تعهده بـ"استعادة السيطرة" على الهجرة فيما "استبدل الشباب الأوروبي بمهاجرين أكبر سناً من أفريقيا وآسيا" بدلاً من ذلك - ويحث ستارمر على إصلاح العلاقات مع أوروبا

توني بلير في حديثه مع اندبندنت (اندبندنت)

ملخص

في حديث مع اندبندنت يوجه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أصابع الاتهام إلى بوريس جونسون ويدافع عن موقف بلاده في حرب العراق للوقوف إلى جانب أقرب حلفاء بريطانيا 

وجه السير توني بلير أقسى الانتقادات إلى عملية "بريكست" وما نتج منها من هجرة حاشدة إلى بريطانيا بدلاً من تلبية وعد "استعادة السيطرة على زمام الأمور". وقال "لقد استبدلنا الأفراد الأصغر سناً ومعظمهم من العازبين القادمين من أوروبا للعمل في مجال الضيافة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات بأعداد مضاعفة من المهاجرين القادمين من آسيا وأفريقيا".

وفي مقابلة حصرية مع رئيس تحرير اندبندنت (الإنجليزية) جوردي غريغ، سلط السير توني بلير الضوء على طريقة "إضعافنا لأنفسنا" في المملكة المتحدة نتيجة لـ"بريكست".


وهاجم ألمع رئيس وزراء بريطاني في القرن الـ21 حزب المحافظين لأنه "رجح كفة السياسة على الاستراتيجيا" [رؤية بعيدة المدى] على امتداد 14 عاماً، مما أدى إلى مرحلة من انعدام الاستقرار لم تشهدها البلاد منذ فوز مارغريت تاتشر بالسلطة في عام 1979. ولوحظ أن المحافظين شوهوا النهج التاتشري وحولوه إلى ضرب من القومية من خلال ارتيابهم الشديد من أوروبا.

وفي مقابلة تطرقت إلى مجموعة واسعة من المواضيع على خلفية إصداره كتابه عن القيادة، ركز على:

فلاديمير بوتين "الواهم" وأهمية وقوف الحلفاء في الغرب بحزم إلى جانب أوكرانيا.

ضرورة استعداد المملكة المتحدة وحلفائها لحرب عالمية، "من شبه المؤكد أنها ستكون نتيجة تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".

أهمية العمل مع قادة يثيرون الجدل - دونالد ترمب ضمناً - لأن علاقته الشخصية مع رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني صاحب حفلات "بونغا بونغا" (التي وصفت بالماجنة)، أتاحت للندن الفوز على باريس في استضافة الألعاب الأولمبية.

أهمية الذكاء الاصطناعي الجوهرية في ازدهار بريطانيا المستقبلي - تجارياً ودفاعياً. "إنه أهم تطور منذ الثورة الصناعية".

احتمال أن يبرر التاريخ إرثه الجدلي في ما يعني حرب العراق "ربما تظهر مع الوقت وجهات نظر مختلفة. أهم شيء بالنسبة إلى في هذه المرحلة هو أن يفهم الناس بأن ذلك ليس كل ما فعلناه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحث السير توني السير كير ستارمر على "إصلاح العلاقة" مع الاتحاد الأوروبي، منبهاً إلى ضرورة استعداد القادة في الغرب لحرب دولية محتملة في ظل اختلال توازن العالم بسبب التوتر بين أميركا والصين، وغزو فلاديمير بوتين "الواهم" لأوكرانيا.

كثيراً ما كانت أولوية السير توني تعزيز نفوذ المملكة المتحدة من خلال موقعها كـ"أقرب حلفاء أميركا" ودورها القوي في الاتحاد الأوروبي وترويجها للسلطة الناعمة من خلال المساعدات الدولية. وهو يعتقد أن ثمة حاجة ماسة لإصلاح العلاقة مع الاتحاد الأوروبي في عالم يرى بعض المقربين منه أنه بات في مرحلة ما قبل حرب محتملة. وقال "علينا التفكير في طرق إصلاح العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، كما علينا أن نفكر بعد ذلك في موقع بلدنا في العالم. فإحدى النقاط التي تنشط البلاد وتبث فيها الرغبة في مواجهة كل التحديات هي وعيها بمكانتها في العالم. وما من شك في أننا أضعفنا أنفسنا". ثم أضاف "مع انتصاف هذا القرن، سيكون لدينا ثلاث قوى عظمى - أميركا والصين والهند. وسوف تكون كل الدول الأخرى صغيرة بالمقارنة معها".

لم يرغب السير توني في التعليق على عمل حكومة ستارمر الحالي، لكنه أوضح أنه يخالف رئيس الوزراء الحالي الرأي في شأن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي - في ظل رفض السير كير اتفاق تيسير تنقل الشباب الأوروبي الذي يسهل سفر الأفراد تحت الـ30 من العمر. وقال "شخصياً أعتقد أن تنقل الشباب في رحاب أوروبا أمر جيد بالنسبة إلينا، لكن يجب أن تقتنع الحكومة بذلك، كما تعلم".

ووجه السير توني أقسى الانتقادات لـ"بريكست" بعد فشلها في الوفاء بوعدها الأهم وهو تخفيض الهجرة، واصفاً ما أفضت إليه "بريكست" من "ارتفاع في الهجرة" على أنه "غير معقول على الإطلاق"، فيما أظهرت آخر الإحصاءات بأن الهجرة الصرفة بلغ 764 ألفاً في 2022. وأضاف "أتفهم أن النية لم تكن في أن يحدث هذا، لكن ما لدينا في المحصلة هو معدلات هجرة أعلى وأعداد أكبر من الأشخاص الذين يجلبون عائلاتهم إلى البلاد". وقال إن "بريكست" أفضت إلى حركة هجرة حاشدة بدلاً من أن تفي بالوعد الذي قطعه بوريس جونسون بـ"استعادة السيطرة" على الهجرة، لكن السير توني يعطي الأولوية لاحتمال نشوب أزمة دولية بسبب فلاديمير بوتين "الواهم" وغزوه لأوكرانيا، وينبه إلى ضرورة تصدى الغرب للكرملين في مقابل إيلائه دعماً حازماً لكييف.

"يعتقد بوتين أنه قادر على البقاء لفترة أطول من الغرب، وأن الغرب يفتقر إلى القدرة على البقاء والثبات [الديمومة]، لذلك علينا أن نثبت - وأوكرانيا هي الاختبار - أن الغرب قادر على البقاء راسخاً وثابتاً".

لكن هذا الشكل من التوتر الذي يحتمل أن يفضي إلى تبعات كارثية، يجعله "قلقاً".

وقال السير توني "بعض الأشخاص الذين أجل آراءهم يقولون إننا أوشكنا على دخول مرحلة ما قبل الحرب. وإذا نشب صراع عالمي كبير في نهاية المطاف، فمن شبه المؤكد أن أسبابه ستكون تدهور العلاقات بين أميركا والصين".

ومع ذلك يحافظ بلير على تفاؤله. ويقول رئيس الوزراء السابق "من الصعب أن أصدق بأن أميركا أو الصين تريدان هذا الصراع. فالصين لديها مصلحة كبيرة جداً في الاستقرار، لكن ما أقدمت عليه روسيا في أوكرانيا غير الرأي السائد. أعتقد أنه على المرء أن يقلق، ولا سيما بوجود محاور ساخنة مثل تايوان، وطبعاً ما يقدم عليه بوتين في أوروبا، وهي أمور قد تؤدي إلى ذلك الوضع [الانزلاق إلى صراع جديد]".  

وتابع بقوله إن "تبعات صراع كهذا ستكون مدمرة لذلك آمل بألا يقدموا على ذلك، إنما علينا أن تستعد لكل الاحتمالات".

ولدى السير توني إيمان كبير بالذكاء الاصطناعي، إذ يرى أنه على قدر من الأهمية الحيوية - ليس بالنسبة إلى الازدهار الاقتصادي المستقبلي فقط، لكن في أي صراع مستقبلي أيضاً.

وفي هذا الإطار أشار إلى أن "هذه المسألة على القدر نفسه من أهمية تداعيات الثورة الصناعية في القرن الـ19، وسوف يغير كل شيء. علينا الاستفادة من الفرص التي يتيحها وتخفيف الأخطار. تحتل المملكة المتحدة بالفعل مكانة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، فنحن في المرتبة الثالثة عالمياً بعد أميركا والصين. كيف نحافظ على هذا الموقع بالتالي، وكيف نطور وضعنا؟".

في موضوع الولايات المتحدة يعتقد السير توني بأن السير كير سيقيم علاقة جيدة وناجحة مع أي مرشح يفوز في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني).

"لا يمكنك أن تختار قائد بلد آخر. عليك العمل معه والتوصل إلى نقاط توافق والتعاطي من خلالها. عملت مع إدارة ترمب كما التقيت دونالد ترمب في الحقيقة في إطار اتفاقات أبراهام التي كنت أعمل عليها، والتي أبرمت بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وكنا نعمل على المسار نفسه".

وذكر السير توني علاقة العمل التي ربطته بالراحل سلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق وقدمها كمثال على المنفعة التي تستمدها بريطانيا من التعاطي مع قادة دوليين يقابلون بالتجاهل أو الإقصاء أو يعدون سامين [سلبيين] على الساحة الدولية - زاعماً بأن هذه العلاقة جعلت لندن تكسب استضافة الألعاب الأولمبية في عام 2012 بدل باريس.

وقال السير توني "منحنا (برلسكوني) الأصوات اللازمة للألعاب الأولمبية كي نتقدم على فرنسا. لم تكن المملكة المتحدة لتستضيف ألعاب عام 2012 من دون دعمه لنا، لأنني أعتقد أن الأصوات في الأخير كانت متقاربة للغاية وقد وعدت فرنسا بالاستضافة في البداية".

"ذهبت لزيارته - دائماً ما يقال إنني سافرت لقضاء عطلة مع سلفيو. وفي الواقع، لم أقضِ العطلة معه - بل قصدته عندما كنت أقضي عطلتي في إيطاليا وزرت دارته في ساردينيا".

ولفت السير توني إلى أن النقطة الأهم في علاقته مع رئيس الوزراء الإيطالي كانت في تعاطيه مع الرجل الذي عاصره وعرفه وليس مع الصورة التي رسمها الآخرون عنه.  

"أقمت معه علاقة لأنني وجدت بأنه شخص مباشر والتعامل معه كذلك. تتحدث من منطلق رأيك الشخصي وليس من منطلق ما يقوله لك الآخرون".

"قال لي، لأنني كثيراً ما عاملته باحترام، في وقت لم يرد كثر بأن يظهروا إلى جانبه - بسبب كل تلك الأمور المتعلقة بحفلات 'بونغا بونغا'. وسألني 'إلى أي درجة يهمك الأمر؟' وأجبته 'إنه يهمني كثيراً. أريد حقاً أن أفوز بهذه الاستضافة من أجل بريطانيا'. فقال لي 'حسناً، سنغير تصويتنا'".

يشغل موضوع الإرث بال السير توني. وفي هذا السياق، أوضح أن "العلاقة مع الولايات المتحدة كانت ذات أهمية جوهرية بالنسبة إلى وما زالت كذلك. أعرف بأن القرارات التي اتخذتها بعد أحداث التاسع من سبتمبر (أيلول) في شأن أفغانستان، وطبعاً العراق، لم ترق لكثيرين، لكنه كان من الضروري أن نبقى أقرب حلفاء أميركا وما زلت أؤمن بصحة هذا الاعتقاد".

وفي موضوع العراق الذي حوله من شخص يحتفى به إلى شخصية مكروهة بنظر كثيرين، أضاف "إن مسار التاريخ طويل، وقد يبدي لك مع الوقت وجهات نظر مختلفة حول الموضوع".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات