ملخص
تطرق الاقتراح إلى قضايا حساسة بينها مستقبل القدس التي كانت سبباً في انهيار مفاوضات "كامب ديفيد" عام 2000. وبموجب الاقتراح، ستحصل إسرائيل على كامل القدس الغربية وأية أحياء يهودية بنيت بعد 1967.
قوبل اقتراح من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ووزير خارجية السلطة الفلسطينية السابق وابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) ناصر القدوة للعمل معاً على "تحقيق السلام في الشرق الأوسط" باهتمام أوروبي، مع توقع أن يقوم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بمناقشته خلال جولته المرتقبة في الشرق الأوسط.
بعد أشهر من الاتصالات، وقّع أولمرت والقدوة في الـ17 من يوليو (تموز) وثيقة من صفحتين، حصلت مجلة "المجلة" على نصها باللغتين العربية والإنجليزية، بعد تسريب وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع من نسختها الإنجليزية قبل أيام، وقدم القدوة نسخة من الوثيقة إلى بوريل في بروكسل قبل يومين.
جبل الهيكل
يتضمن اقتراح "أولمرت - القدوة" الذي نشرت "المجلة" نصه العربي في عدد سبتمبر (أيلول) الجاري، العمل معاً لتعزيز تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر تطبيق "حل الدولتين" على أساس حدود عام 1967، ويقترح ضم إسرائيل 4.4 في المئة من أراضي الضفة الغربية إليها مع تبادل بعض الأراضي الإسرائيلية بما في ذلك "ممر" يربط قطاع غزة والضفة الغربية.
وأعربا عن دعم خطة الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735 لوقف النار في غزة وتبادل رهائن بين إسرائيل وحركة "حماس"، إضافة إلى إنشاء "مجلس مفوضين" لحكم قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وأيّدا كذلك إنشاء "وجود أمني عربي موقت" في غزة ينسق مع جيش الدفاع الإسرائيلي وقوة أمنية فلسطينية جديدة ينشئها "مجلس المفوضين" ذلك بهدف تحقيق "الاستقرار" في غزة و"منع الهجمات" على إسرائيل.
وتطرق الاقتراح إلى قضايا حساسة بينها مستقبل مدينة القدس التي كانت سبباً في انهيار مفاوضات "كامب ديفيد" عام 2000، وبموجب الاقتراح ستحصل إسرائيل على كامل القدس الغربية وأية أحياء يهودية بنيت بعد 1967، وسيتم تضمين هذه الأحياء ضمن نسبة الـ4.4 في المئة. وجاء في النص "كل الأحياء العربية التي لم تكُن جزءاً من بلدية القدس الإسرائيلية قبل عام 1967 سوف تكون جزءاً من القدس عاصمة دولة فلسطين. وسوف تدار البلدة القديمة من مجلس وصاية من خمس دول ضمنها إسرائيل وفلسطين".
وقالت مصادر إسرائيلية إن الاقتراح يشبه ما قدمه أولمرت في سبتمبر (أيلول) 2008، وتضمن رسم خريطة الدولة الفلسطينية و"التنازل عن السيادة على جبل الهيكل في القدس". واقترح أيضاً أنه في إطار اتفاق السلام، ستتم إدارة المنطقة التي تحوي المواقع الدينية في القدس من قبل لجنة خاصة تتألف من ممثلين من خمس دول، بينها فلسطين والولايات المتحدة وإسرائيل.
نص المقترح
اتفق رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت ووزير خارجية السلطة الفلسطينية السابق ناصر القدوة على العمل معاً لدعم تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والسلام في الشرق الأوسط بصورة عامة من خلال اتفاق على دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل على أساس حدود 1967 يتعايشان في أمن وسلام على قاعدة الاعتراف المتبادل.
واتفقا أيضاً على الحل الإقليمي الذي تقدم به أولمرت أثناء وجوده في منصبه، بما في ذلك ضم 4.4 في المئة من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل في مواقع يتم الاتفاق عليها، مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات الأمنية والعملية، مقابل مساحة مساوية من أراضي إسرائيل. ويشمل التبادل ممراً أرضياً يربط قطاع غزة بالضفة الغربية ضمن الـ4.4 في المئة التي سوف يتم ضمها إلى دولة فلسطين.
واستذكر أولمرت والقدوة الخطة التي قدمها الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735 (عام 2024) وأقرا بضرورة وضع نهاية بصورة سريعة للحرب في قطاع غزة، مما يعني تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين والعدد المتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية وانسحاب كامل القوات الإسرائيلية وإنشاء كيان فلسطيني لإدارة قطاع غزة وإعادة بنائه على شكل "مجلس مفوضين" مكون من مهنيين تكنوقراط وليس من سياسيين. ويجب أن يرتبط المجلس عضوياً بالسلطة الفلسطينية، ويقوم إلى جانب مجلس الوزراء بإعداد قطاع غزة والضفة الغربية لانتخابات عامة خلال 24 إلى 36 شهراً.
واتفقا أيضاً على الحاجة إلى وجود عربي أمني موقت بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية لتوفير الاستقرار بالتعاون مع قوة أمن فلسطينية التي سيتم إنشاؤها من قبل مجلس المفوضين. ويجب أن يكون الوجود العربي الأمني الموقت مفوضاً بمنع الهجمات على إسرائيل من غزة. وعبر القائدان عن أملهما في أن يكون كل ما سبق مقبولاً من الأطراف العربية المعنية. وأخيراً اتفقا على الحاجة إلى مؤتمر مانحين لبناء غزة بمشاركة جدية من الدول الغنية.
مستقبل القدس
القدس، عاصمة دولة إسرائيل ستشمل كل الأجزاء التي كانت في إسرائيل قبل الخامس من يونيو (حزيران) 1967، إضافة إلى الأحياء اليهودية التي تم بناؤها بعد عام 1967 والتي سوف تكون ضمن الـ4.4 في المئة التي سيجري ضمها لإسرائيل. أما كل الأحياء العربية التي لم تكُن جزءاً من بلدية القدس الإسرائيلية قبل عام 1967 فسوف تكون جزءاً من القدس عاصمة دولة فلسطين. وسوف تدار البلدة القديمة من مجلس وصاية من خمس دول من ضمنها إسرائيل وفلسطين. وستكون لدى مجلس الوصاية السلطة على كل الأماكن وفقاً لقواعد يضعها مجلس الأمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا المجال أقر القائدان بالدور التاريخي الخاص لملك الأردن. فلن تكون هناك قيود على الصلاة أو الحركة في الحوض المقدس، حيث سيكون هناك حق لليهود والمسلمين والمسيحيين بالوصول إلى الأماكن المقدسة، ولن تكون هناك أية سيادة لأية دولة على الحوض المقدس. وستكون الدولة الفلسطينية غير مسلحة، عدا عن الحاجات الخاصة بالأمن الداخلي وقوى الأمن.
وطالب القائدان الأطراف ذات العلاقة من الجانبين، بمساعدة الدول المعنية، بالتفاوض على عناصر مهمة إضافية لاتفاق نهائي، مثل المستعمرات والمستعمرين واللاجئين والإجراءات الأمنية الإضافية، بما في ذلك إمكان وضع قوة دولية عند نهر الأردن، وهذه الأمور يجب الاتفاق عليها من قبل الممثلين الرسميين للأطراف نحو التوصل إلى اتفاق شامل.
لغز وفاة عرفات
في سياق آخر، يكشف المحضر الذي نشرته "المجلة" في عدد سبتمبر 2024، من أوراق نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام التي حملها معه إلى باريس في 2005 قبل إعلان انشقاقه نهاية ذاك العام، عن تفاصيل ما كان يدور وقتذاك إزاء أسباب وفاة عرفات، ومدى محاولة تدخل دمشق في اختيار خليفة "أبو عمار" الذي كان يحرص على "استقلالية القرار الفلسطيني".
بعد أسبوعين على وفاة عرفات في باريس بعدما كان محاصراً في "المقاطعة" برام الله خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، وصل رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي (أبو اللطف) إلى دمشق، كعادته في زيارته الدورية إلى العاصمة السورية للقاء المسؤولين السوريين وقادة الفصائل الذين يقيمون فيها. لكن لقاءه نائب الرئيس السوري الراحل عبدالحليم خدام بحضور ممثل منظمة التحرير محمود الخالدي ومسؤول الشؤون الإسلامية في الدائرة السياسية إحسان صالحة في الـ24 من نوفمبر، له أهمية خاصة لأنه جاء غداة لغز وفاة عرفات والبحث عن بديل له.
يبدأ فاروق القدومي الحديث بالقول إن "ياسر عرفات توفي ومضى بكل حسناته وسـلبياته"، فيردّ خدام بأن "المرحوم كان علامة بارزة في السياسة العربية، وهو مغبوط لأنه لم يوقّع على ما أثر سـلباً في القضية الفلسطينية".
وكان خدام يشير إلى رفض عرفات توقيع اتفاق "كامب ديفيد" عام 2000، متجاوزاً الخلافات الكبيرة بين الرئيس حافظ الأسد وعرفات في العقود السابقة، سواء لدى حصار بيروت وإخراج القادة الفلسطينيين من العاصمة اللبنانية إلى تونس أو لدى توقيع "اتفاق أوسلو"، وقبل ذلك اتخاذ قادة فلسطينيين مقربين من دمشق ومقيمين فيها مواقف ضد عرفات.
خلال لقائه القدومي، يسأل خدام عن "سبب الوفاة"، فيجيب "أبو اللطف"، "مرّ عرفات بهذه الحال قبل سنة (في 2003) وقيل في مصر إنه تعرض لنزلة إنفلونزا، ولكن تونس عارضت هذا الرأي وأعطونا خزعة طبية وقالوا إنه يعاني تكسر صفائح الدم وصار يتعرض لنوبات متكررة وبدأ فكره يتشوش. وبعد نحو أسبوعين من بداية مرضه، سألني طبيب تونسي اسمه أشرف الكردي من الوفد التونسي ’هل لديكم إمكان لعلاج هذه الحالة؟‘ فقلت لا. فقال ’انقلوه‘. واتصلنا مساء بفرنسا وبعث الرئيس جاك شـيراك بطائرة أقلته إلى هناك".
بوش والوساطة العربية
"ماذا قالت فرنسا عن سـبب الوفـاة؟"، يسأل خدام. فيجيب القدومي، "قالوا إن وضعه إيجابي ولا شيء كيماوياً أو نقص مناعة ولا سرطان في الدم أو الدماغ وفحصوه عضواً بعضو. واضح أنه مسموم". ويعلق خدام، "إذاً فلا يوجد غير السم، ولا يذكرون هذا لئلا تتأثر العلاقات الفرنسية مع أميركـا وإسرائيل".
ويعلق القدومي، "لا تشكو الرئتان والأمعاء والكبد أو أي شيء في جسده (عرفات) من شيء. جاء 25 طبيباً فرنسياً، وجاء من أميركا طبيبان فلسطينيان متخصصان في الدم، وخمسة من تونس أتينا بهم بعد موته. لم يطلعونا على شيء وقالوا ’كنا نستغرب أنه كان يمر بنوبات إغماء ثم يصحو وكأن لا شيء به، وكنا نسمع من الإذاعة الإسرائيلية أنه لن يدفن في القدس وأنه يتعرض لنوبات إغماء‘".
ويتابع القدومي، "قبل ذلك ببضعة أيام وعند زيارتي أنا وأبو ماهر (محمد غنيم) لعرفات قلت لأبو ماهر ’لا بد لي من أن أعرف السبب‘. واتصلت بدول عربية. وقلت إن حال أبو عمار مثل حال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لـ’حماس‘) ونحن بحاجة إلى ترياق مضاد، فاتصل قادة عرب بالرئيس المصري (محمد حسني مبارك) الذي اتصل بقطر وأميركا فقال (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش ’هو معافـى ‘. حتى إن زعيماً عربياً أوضـح لي قائلاً ’إسرائيل متحكمة بأميركا‘".
كان "أبو اللطف" يريد تكرار تجربة مشعل الذي تعرض لمحاولة اغتيال في عمان في سبتمبر 1997، ثم أصر العاهل الأردني الراحل الملك الحسين على الحصول على عقار مضاد للسم الذي أصيب به مشعل، الأمر الذي حصل ونجا رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" من الموت. وتضمنت الصفقة الأردنية كذلك إطلاق مؤسس "حماس" أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في مارس (آذار) 2004.
"أبو عمار" يحتضر
بالعودة للقاء خدام والقدومي، يتابع "أبو اللطف" حديثه عن الأيام الأخيرة لعرفات، قائلاً "زار شـيراك عرفات وتحدث معه وقال إن وضعه مسـتقر، ثم خرجت التصريحات بعدها بأيام لتقول إنه في غيبوبة، وعندما اتصلت بالدكتور أشرف قلت له هل أنت مستعد للقدوم؟ فقال لا، سألت زوجته ومن حوله عن صحته، فقالوا ليس به شيء. أما الطبيب الذي عالجه فقال ’ابعثوا بالدم لكل مراكز فحص الدم‘، وكان هو الطبيب الذي عالجه منذ زمن. قلت لزوجته إننا نريد تقريراً طبياً، فقالت لي ’لا بد من هذا‘. وبعدها تركت باريس ثم اتصلت بها بسبب تصريحاتها حول نزع الأجهزة الطبية عن عرفات، وسببها أن ناصر القدوة (ابن أخت عرفات ووزير الخارجية السابق) قال إنه "ما دام لا فائدة فلننقله إلى مصر ليرى أهله‘، فقلت له إن هذا لا يجوز، وعلى كل حال أنت حر في التصرف كونك من أقربائه، ثم سـمعنا تصريحات زوجتـه وقولها ’أنتم تريدون أن ترثوه وتنزعوا الأجهزة‘. فذهبت لكي أصدر بياناً يرفض تصريحاتها لتهدئة الأوضاع. وبعد يومين قالت لي ’إنه يحتضر، ألا تريد أن تراه؟‘ فقلت لا أريد. كانوا يخدرونه من أجل أخذ عينات من دمه لأن عرفات كان يغضب ويضرب الطبيب ويقول إنه يريد أن يغادر".
بعد ذلك أعلنت وفاة عرفات عن عمر يناهز 75 سنة في مستشفى عسكري فرنسي قرب باريس. ومنذ ذلك الوقت بقيت أسئلة تحيط بأسباب الوفاة، إذ أصيب بوعكة صحية من وجبة طعام سببت له ألماً شديداً في المعدة. وأُعلن رسمياً أن وفاته نجمت عن سكتة دماغية. لكن أطباء فرنسيين ذكروا أنهم لم يستطيعوا معرفة سبب المرض، ولم يُجرَ تشريح للجثمان.
وفي 2011 سمحت سهى باطلاع علماء طب شرعي سويسريين على سجله الطبي وملابسه في آخر أيامه، فأعلنوا أن تحليل عينات أُخذت من جثمان عرفات أشارت إلى وجود آثار تتفق مع أعراض التسمم بمادة الـ"بولونيوم" المشعة. لكن خبراء فرنسيين وروساً قالوا بعد ذلك إن عرفات لم يمُت بالسم. وأصرت سهى عرفات على أنه كان "ضحية عملية اغتيال سياسي". لكن إسرائيل نفت أية علاقة لها.
وقال القدوة لـ"المجلة"، "من دون أدنى شك وفاة عرفات لم تكُن طبيعية. إسرائيل سممته"، لافتاً إلى تقرير الخبراء السويسريين الذين أشاروا إلى وجود "بولونيوم 210" في جسده. وأضاف أنه لا يريد أن يدخل في جدال فلسطيني – فلسطيني حول وفاة عرفات.
وجهة نظر أم انحراف؟
وفي المحضر الرسمي، تناول خدام والقدومي تفاصيل خلافة عرفات. فيسأل نائب الرئيس السوري "الآن إلى أين؟ هل قمتم بترتيبات داخلية؟". ويردّ "أبو اللطف"، "قال الأميركيون لا نريد التسوية مع هذا المتشـدد. لقد راهن بعضهم على الفتنة. أما أنا فإنني مرفوض من الأميركيين. طالبت بترشيح ’أبو مازن‘ (محمود عباس) فوافقوا. لقد منعنا الحياء من إثارة تقولات داخل ’فتح‘، وكان لا بد من امتصاص القوى داخل الحركة، سُمي روحي فتوح رئيساً للسلطة الفلسطينية، فاقترحت أنه ما دام الدستور الموقت قد تم إقراره على أن يتسلم رئيس المجلس التشريعي زمام الأمور إن توفي رئيس السلطة. وأنتم تريدون أن تغيروا لأجل أن يتسلم أحد شـبابنا وفتوح شاب، فاتركوا هذه الـ60 يوماً تمر بسلام ثم ترشحون. بعدها يتسلم محمود عباس (أبو مازن). ثم أقروا ما ترونه مناسـباً، وكانوا عقلاء في ’فتح‘ وتحقق ذلك".
هنا يعلق خدام "تصرفتم بحكمة، ولو حصلت مشكلات حول الإرث لضعتم وضاع ما بقي من قضية فلسطين. كان اختيار ’أبو مازن‘ أمراً طبيعياً. بالنسبة لك لن يفاوضوك. قناعتي أن ’أبو مازن‘ صاحب وجهة نظر وليس صاحب انحراف، والمهم ألّا تنجروا وراء صراعات فلسطينية – فلسطينية لأن أي صراع بين بعضكم بعضاً سـيدفع ثمنه الجميع. توحدوا للحفاظ على قضيتكم، إنكم تصارعون الصهيونية في وقت لا يسـاندكم أحد من الأمة العربية. المهم هو تماسـككم، ولا أعتقد بأن من بين أناس تاريخيين في ’فتح‘ يوجد من سـيفرط بالحقوق. واجبنا هو مسـاعدتكم ومسـؤوليتنا هي مسـاندتكم".
بين السلطة والمنظمة
ثم يذهب النقاش بالتفاصيل إلى الحوار بين "فتح" و"حماس" وتشكيل اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ويقول خدام "في كل الأحوال يجب أن يكون رئيس السلطة هو رئيس المنظمة لأن الازدواجية سـتؤدي إلى صراعات على مراكز القوى. ماذا سيتسلم ’أبو ماهر‘ (محمد غنيم)؟ لماذا لم يأتِ إلى اللجنة التنفيذية؟ فـ’أبو ماهر‘ دمث ويحسن الحوار؟، عملياً ’فتح‘ كحزب لا يمكن فيها لـ’أبو مازن‘ أن يكون مرؤوساً. عندنا في سوريا أمين الحزب (حزب البعث الحاكم) والأمين العام للقيادة القطرية (لـ"البعث") هو رئيس الجمهورية، و’أبو ماهر‘ متميز من بين أعضاء لجنة ’فتح‘ القدامى".
ثم تحدث خدام لوقت طويل وبالتفصيل عن كل شخص واسم في "فتح" والمنظمة، إضافة إلى ذكر تفاصيل لصفقات مالية ومشاريع اقتصادية، قائلاً "كانت حول أبو عمار، يرحمه الله، مجموعة من المنتفعين، وكانت الحملة حول الفساد صحيحة. كانت له اعتبارات بفتح خطوط جديدة في كل الاتجاهات، واستغل بعضهم هذا". وهنا قال إحسان صالحة لخدام "حضرتك متابع جيد للأحداث".
تجاهل خدام تعليق صالحة، بحسب المحضر، وسأل القدومي عن موعد سفره وتفاصيل لقائه "حماس" والفصائل. وقرأ القدومي له تفاصيل ما اتُفق عليه مع الفصائل، ثم شكره وودعه واتفقا على لقاء آخر.