Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسجيلات توثق جرائم عرقية على يد قوات "الدعم السريع" السودانية

بعد عقدين على حرب إبادة جماعية في دارفور أدلة جديدة حصلت عليها "واشنطن بوست" توثق موجة جديدة من عمليات القتل خلال الصراع الدائر في السودان

أفراد من ميليشيات تابعة لقوات "الدعم السريع" يحتفلون قرب مدينة كتم السودانية في يونيو 2023 في أعقاب مذبحة جماعية (واشنطن بوست)

ملخص

توثق مقاطع فيديو من دارفور حصلت عليها "واشنطن بوست" عمليات قتل جماعية ارتكبتها قوات "الدعم السريع" في يونيو 2023، تستهدف المدنيين الأفارقة السود بدوافع عنصرية، وتوضح اللقطات القتل الوحشي والنهب الواسع، مما يعيد المخاوف من تكرار الإبادة الجماعية السابقة في المنطقة.

تكشف مقاطع فيديو من بلدتي كتم ومخيم كساب في منطقة دارفور بالسودان، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن عمليات قتل جماعية مدفوعة بالكراهية العرقية ارتكبتها قوات "الدعم السريع" بقيادية محمد حمدان دقلو المعروف الملقب بـ "حميدتي" في يونيو (حزيران) 2023.

وذكرت الصحيفة أن عمليات قتل الشباب الذين ظهروا في الفيديوهات كانت جزءاً من مذبحة راح ضحيتها 73 شخصاً في الأقل، وفقاً لسكان كتم ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن اللقطات تُظهر وحشية قوات "الدعم السريع" تجاه ضحاياها، حيث يتفاخر أفراد الميليشيات بجثث المعدومين، مما يعيد إلى الأذهان العنف السابق في دارفور الذي ارتقى إلى مستوى الإبادة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما اتُهم كل من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بارتكاب انتهاكات، تقول جماعات حقوق الإنسان إن قوات "الدعم السريع" مسؤولة عن معظم الفظائع التي تستهدف الأفارقة السود. وعلى رغم ادعاءات قوات "الدعم السريع" بأن الاتهامات هذه مبالغ فيها، فإن المقاطع التي حصلت عليها "بوست" تكشف عن التعصب العرقي العميق الذي يحرك العنف في دارفور، مما يحيي المخاوف من إبادة جماعية أخرى في المنطقة.

وتسرد الصحيفة تطور الصراع، فتشير إلى أنه في أعقاب التوترات المتزايدة في كتم بالسودان، التي اندلعت بسبب مقتل ضابط عربي، شن مقاتلو قوات "الدعم السريع" وحلفاؤهم العرب هجوماً وحشياً على مخيم كساب القريب من البلدة.

وتحسباً للهجوم قامت العائلات الأفريقية القاطنة في المخيم، ببناء تحصينات من الخنادق والحواجز. لكن على رغم الدفاعات، أمطرت قوات "الدعم السريع" والمقاتلون العرب، الذين وصلوا بأعداد كبيرة، المنطقة بنيران كثيفة، مما أدى إلى انتشار الذعر وسقوط ضحايا على نطاق واسع. ووصف شهود العيان الوضع بأنه كارثي، وقالوا إن المهاجمين من قوات "الدعم السريع" أطلقوا على المدنيين الأفارقة لقب "عبد"، وهي إهانة عنصرية.

وخلال هجوم قوات "الدعم السريع" والمقاتلين العرب المتحالفين معها على كساب، تم اقتحام منزل عائلة سليمان. وبحسب أحد الشهود لم تصدق قوات "الدعم السريع"، التي كانت تبحث عن رجال، ادعاءات الأم بعدم وجود رجال بالداخل إذ إن أكبر أبنائها كان يبلغ 14 سنة من العمر.

ووصف أحد الشهود رؤية الأم وهي تتوسل بشدة من أجل حياة أبنائها قبل أن تُضرب بعقب البندقية. وأخذ المقاتلون، الذين كانوا يرتدون زي قوات "الدعم السريع"، الإخوة الخمسة من عائلة سليمان واثنين آخرين، وسمع شاهد العيان بعدها طلقات نار ومن ثم فرقعات نارية، وبعد فترة وجيزة، اشتعلت النيران في المنطقة، حيث أحرقت المنازل والخيم. وأفادت الأمم المتحدة عن سقوط 54 ضحية من الهجوم.

وفي بلدة كتم، نفذت قوات "الدعم السريع" والميليشيات العربية حملة وحشية من النهب والعنف ضد السكان غير العرب على مدى 15 يوماً. وقد استهدفت قوات "الدعم السريع" المدنيين وقتلتهم، ونهبت المنازل، وسرقت الأشياء الثمينة، بينما تجنبت الممتلكات المملوكة للعرب. وأسفرت الهجمات عن مقتل 19 مدنياً.

وذكر السكان أن قائد الهجوم كان المقدم علي حامد الطاهر من قادة قوات "الدعم السريع"، الذي أظهرت مقاطع فيديو دعائية للميليشيات وجوده في كتم في يونيو 2023. وقُتل الطاهر لاحقاً في صراع مختلف، كما ورد أن اللواء النور القبة، وهو زعيم آخر لقوات "الدعم السريع"، كان حاضراً أثناء الهجمات.

وإثر موجات العنف الشديد هذه، سعى زعماء قبائل من أصل أفريقي إلى طلب الحماية من قوات "الدعم السريع" لكنهم قوبلوا بالعداء. وفي اجتماع، ورد أن رئيس الوفد العربي، الهادي حامد عبدالنبي، واجه زعماء القبائل بملاحظة عنصرية، على رغم أنه نفى ذلك. وفي اليوم التالي قُتل زعيم قبلي آخر، تحدى آراء عبدالنبي في شأن المساواة بين الأجناس.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير