Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دوبلير" ترمب أداة هاريس لهجوم مباغت خلال المناظرة المرتقبة

يلعب "فيليب رينز" دور المرشح الجمهوري خلال المناظرات الوهمية التي تخضع لها المرشحة الديمقراطية استعداداً للعرض الأخير

لعب وينز دور ترمب مرات عدة خلال تدريب مرشحات الحزب الديمقراطي (أ ب)

ملخص

للتحضير للمناظرة درس رينز أداء ترمب في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري والفعاليات الأخرى التي شارك فيها، حتى أنه شاهدها من دون صوت حتى يتمكن من تقليد تصرفاته ولغة جسده

في الولايات المتحدة لا يبدو أن ثمة فرقاً كبيراً بين المشهد على الساحة السياسية وتلك المشاهد التي طالما امتعتنا بها "هوليوود" في أفلامها التي تعج بالإثارة والتشويق، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالبيت الأبيض، فالأداء المسرحي الذي اعتاد مرشحو الرئاسة على تقديمه في محافلهم الانتخابية وخطاباتهم الرسمية وفي حديثهم لوسائل الإعلام يجعل المواطن الأميركي يعيش أجواء هوليودية مثيرة على مدار أشهر من الصراع الانتخابي، تكتظ بذلك النوع من الدعايا والمعارك الخطابية التي تميز السياسة الأميركية. 

وتمثل المناظرات التليفزيونية بين مرشحي الرئاسة حلقة رئيسة في ذلك المشهد السينمائي الذي يدفع العالم لمتابعته وكأنه أحد أفلام أوليفر ستون، الذي استطاع أن يهز الكونغرس الأميركي بفيلمه "جيه إف كيه" عام 1991، فذلك المشهد الذي يقف فيه المرشحان وجهاً لوجه أمام عدسات وسائل الإعلام يتباريان حول برامجهما الانتخابية ويسلط كل منهم الضوء على نقاط ضعف الآخر، يحتاج إلى كثير من الإعداد خلف الكواليس، مثله مثل أفلام "هوليوود" حيث يوجد ذلك المخرج والسيناريست وغيرهم ممن يدربون البطل (المرشح) على تلك المواجهة المسرحية ضد منافسه.

الدوبلير من يكون؟ 

وفي هذا يقف أشخاص رئيسون يلعبون الدور الأهم في إعداد ذلك المشهد، فبالنسبة إلى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ليس هناك من هو أهم من "فيليب رينز" الذي يلعب دور منافسها الجمهوري دونالد ترمب خلال المناظرات الوهمية التي تخضع لها المرشحة استعداداً للعرض الأخير الواقعي الذي تستضيفه شبكة "إي بي سي" مساء الثلاثاء. 

في محاولة لتقديم مشهد أقرب للواقع يرتدي رينز صاحب 54 سنة، الذي يشبه ترمب في شبابه، بذلة واسعة ورابطة عنق طويلة وربما شعراً مستعاراً باللون المائل للبرتقالي حتى تعيش هاريس تلك الأجواء قبيل الحدث الأضخم على الساحة الأميركية هذا الأسبوع. دور الدوبلير، ليس غريباً على رينز الناشط الديمقراطي المخضرم الذي عمل مساعداً لوزير الخارجية ومستشاراً رفيعاً لهيلاري كلينتون، فهذه هي المرة الثانية التي يتقمص فيها شخصية ترمب، فالأولى أعد فيها كلينتون قبيل المناظرة الرئاسية التي جمعتها مع الرئيس السابق في سباق انتخابات عام 2016.  

يذكر رينز في مقابلة تليفزيونية متحدثاً عن ترمب بعد انتخابات 2016 "لقد ارتديت مثله، لكنني لم ألون وجهي بالبرتقالي أو أضع شعراً مستعاراً، على رغم أنه في إحدى المرات أضفت لوناً لنصف وجهي لكن لم يلحظ أحد". 

عمل رينز أيضاً مع حملة المرشح الديمقراطي آل غور عام 2000، قبل أن ينضم لحملة كلينتون في أول محاولة لها لخوض سباق البيت الأبيض عام 2008. وتصف كلينتون في مذكراتها "الخيارات الصعبة"، رينز الذي عمل معها لمدة 17 سنة، وكان مستشاراً عندما أصبحت وزيرة للخارجية، بأنه "عاطفي ومخلص وذكي"، وقالت إنها "تستطيع دائماً أن تثق به ليقول ما يجول في خاطره".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قبل نحو ثلاثة أسابيع من المناظرة الأولى لكلينتون مع ترمب، في سبتمبر (أيلول) 2016، انضم رينز إلى فريق مكون من 10 مستشارين في قاعة في فندق دورال أرووود في ويستشستر، إذ أنشئت نسخة طبق الأصل من منصة المناظرة. واجتمع المستشارون لأيام لمناقشة مواقف كلينتون وإجراء التدريبات. ووفق صحيفة "اندبندنت" فإن الفريق قام وقتها بأداء نحو ثماني جولات تدريبية كاملة للمناظرة التي تمتد مدتها 90 دقيقة في كل مرة من دون فترات راحة وبقاء الجميع كل في دوره.

ضوضاء ترمب

ووفق رينس فإنه بالنسبة إلى تجسيد شخصية ترمب فإن كثيراً من الأمر يتعلق بتعلم كيفية التعامل مع الضوضاء التي يحدثها عادة في تصريحاته، و"توقع ما هو غير متوقع". وللتحضير درس رينز أداء ترمب في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري والمنتديات الأخرى التي شارك فيها، حتى أنه شاهدها من دون صوت حتى يتمكن من تقليد تصرفاته ولغة جسده. ويقول في مقالة سابقة له بمجلة "بوليتكو"، "لإعداد نفسي للتحضير الشاق للمناظرة، شاهدت المناظرات والمؤتمرات التمهيدية الجمهورية الـ15 التي شارك فيها ترمب ثلاث مرات لكل منها: مرة الوقت كله، ومرة ​​ثانية ركزت بالكامل على الجدال (مع المنافسين)، وفي المرة الثالثة راقبت تصرفاته ولغة جسده من دون الصوت. ربما أعرف أسلوبه في المناظرة – يمكنني القول - أفضل من أي شخص على هذا الكوكب باستثناء هيلاري كلينتون، بالطبع".

ونشر رينز على حسابه بمنصة "أكس" مقطع فيديو للمناظرة الوهمية التي عقدها عام 2016 أثناء جلسات التحضير لمناظرة كلينتون وترمب، وفي الفيديو يظهر رينز وكلينتون يتدربان لعناق غير مرغوب فيه من ترمب، وبدا الأمر مضحكاً عندما سخرا من إصرار ترمب على احتضان كلينتون التي حاولت الهرب.

هجوم مباغت 

وذكر رينز في مقالته التي سبقت المناظرة الرئاسية بين ترمب والرئيس جو بايدن في انتخابات 2020 أن ثمة "بعض الصفات التي تجعل ترمب خصماً صعباً في المناظرة، على رغم حقيقة أنه ربما يكون أسوأ مناظر في تاريخ الرئاسة". ووفق مساعد كلينتون السابق فإن التهويل والابتذال والتلميح ورفض الاعتراف بالخطأ هي استراتيجيته الأساسية، ومن ثم "فإن الديمقراطيين يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على التواصل والهجوم بالنوع نفسه من اللغة الصريحة التي كانت غير مناسبة سابقاً في السياسة". 

ونصح رينز وقتها بايدن بعدم الاعتراف بأنه مخطئ في أية قضية مما يثيره ترمب ضده، وكتب يقول إنه من "الآمن أن نقول في مناظرة ضد ترمب إنه سيؤكد على نقطة ضعف في ماضيك ربما تطرقت إليها مرات لا حصر لها من قبل"، وهنا يرى رينز أن الرد الأنسب هو تشتيت ترمب بهجوم مماثل، فعندما يلقي ترمب الأكاذيب والادعاءات الكاذبة ضد منافسه فإنه يتسبب له في صعوبة التوازن بين مواجهة تلك الأكاذيب والالتزام بالرسالة التي يريد المنافس تقديمها عن نفسه للجمهور، ومن ثم ينبغي الرد عليه بطريقته. 

كلينتون ورينز يسخرا من ترمب خلال التدريب على المناظرة عام 2016

على سبيل المثال تعرض بايدن لانتقادات بعد المناظرة الأولى في 2020 لعدم تحمله المسؤولية الكاملة عن المواقف والتصريحات السابقة، لكن من وجه نظر رينز فإنه هذا أفضل شيء فعله بايدن في التعامل مع خصمه أثناء المناظرة. ويقول "لذا انس قاعدة البيوت الزجاجية وأخرج مقلاعك، بصرف النظر عما هو صحيح أو خاطئ، فإن إحجام بايدن عن الاعتراف بالأخطاء قد يكون النهج الصحيح تماماً لنفاق ترمب المتفشي".

كما يلفت رينز إلى جانب ذكوري في قدرة ترمب على تقديم نفسه، ويقول "سواء أحببنا ذلك أم لا، يربط كثيرون ترمب بالقوة، ويجدونها جذابة. وهو يدرك ذلك أيضاً، وهذا هو السبب جزئياً وراء تفوقه على هيلاري خلال المناظرة التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وبالنسبة إلى بعض الناس في الأقل، فإن حجمه الجسدي جعله يبدو وكأنه المرشح المهيمن".

يصف رينز ترمب بأنه "طفل بغيض ولا يطاق بل يستحق السخرية"، لكنه عادة ما يتجنب ذلك الجزء البغيض في تدريب المرشحين، فيشير إلى أنه نادراً ما كان يتبنى موقف ترمب في المناظرات الوهمية، لكنه بذل قصارى جهده لإزعاج كلينتون. وقال إنه لم يقم قط خلال تدريب هيلاري بالصراخ عليها بطريقة ترمب بالقول "هيلاري الملتوية!" أو "البريد الإلكتروني.. البريد الإلكتروني!"، موضحاً أن "هذا ليس مفيداً، التوازن الذي حققته كان معرفة ما يكفي عن ترمب ودراسة ما يكفي عنه، ولكن أيضاً معرفة هيلاري".

بالنسبة إلى هاريس، التي تتولي حالياً منصب نائب الرئيس الأميركي، فإنها ستكون مرمى سهلاً لهجوم ترمب في ملفات عديدة على رأسها الهجرة والاقتصاد. لكن من المرجح أن ينصح رينز هاريس باتباع استراتيجية مماثلة، وهي ألا تتورط في الدفاع عن نفسها بل ترد بهجوم مباغت.كما يبدو أن ترمب أصبح صفحة معروفة بشكل واضح عما كان عليه في عام 2016، إذ كانت مواجهته ضد كلينتون هي المرة الأولى التي يخوض فيها مناظرة مباشرة، ومن ثم سيكون لدى رينز مزيداً من المواد لدراستها، ومزيداً من نقاط الضعف لاستغلالها، ومزيداً من الفخاخ لنصبها، وفق مراقبين.

المزيد من تقارير