ملخص
قالت أوكرانيا اليوم إنها ستراجع خياراتها وإنها ربما تقطع العلاقات مع إيران إذا استخدمت روسيا الصواريخ الباليستية التي أمدتها بها طهران في مهاجمة أهداف داخل أوكرانيا.
دانت الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية اليوم الثلاثاء "قيام إيران بعملية تصدير وحيازة روسيا لصواريخ باليستية إيرانية"، معلنة أنها ستفرض عقوبات جديدة على طهران، التي نقت من جهتها هذه المزاعم واصفة إياها بـ"الدعاية القبيحة".
وأعلنت بريطانيا "وقف كل الخدمات الجوية المباشرة" إلى إيران، فيما فرضت وزارة الخزاة الأميركية عقوبات جديدة مرتبطة بإيران وروسيا شملت ثلاث كيانات منها الخطوط الجوية الإيرانية وخمس سفن لتمكينها طهران من تسليم الأسلحة إلى موسكو.
من جهتها، قالت أوكرانيا اليوم إنها ستراجع خياراتها وإنها ربما تقطع العلاقات مع إيران إذا استخدمت روسيا الصواريخ الباليستية التي أمدتها بها طهران في مهاجمة أهداف داخل أوكرانيا.
ورداً على سؤال عما إن كانت كييف ستقدم على قطع العلاقات مع طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية هيورهي تيخي، "لن أقول الآن بالضبط ما المقصود بالعواقب المدمرة حتى لا يضعف موقفنا الدبلوماسي. لكن يمكنني أن أقول إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار الذي ذكرته".
إعلان مشترك
وقال دبلوماسيو باريس وبرلين ولندن في بيان مشترك، "لدينا الآن تأكيد أن إيران قامت بعمليات نقل" للصواريخ، معلنين أنهم سيتخذون "إجراءات فورية للتنديد باتفاقات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران"، وأضافوا "سنعمل أيضاً على فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية".
وتابعوا "إضافة إلى ذلك، سنستمر في فرض عقوبات على كيانات وأفراد مهمين منخرطين في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ونقل صواريخ باليستية وأسلحة أخرى إلى روسيا".
وقالت باريس ولندن وبرلين "هذا تصعيد آخر للدعم العسكري الإيراني للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وسيؤدي إلى وصول صواريخ إيرانية إلى الأراضي الأوروبية، مما سيزيد من معاناة الأوكرانيين"، وأشارت إلى أن ذلك "يعد تصعيداً من جانب إيران وروسيا، ويشكل تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي".
المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو قال بدوره اليوم إن نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا يمثل مزيداً من التصعيد العسكري وينتهك القانون الدولي، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيرد بقوة على ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معلومات استخبارية
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق خلال زيارة للندن إن "روسيا تلقت شحنات من هذه الصواريخ الباليستية، وستستخدمها على الأرجح في غضون أسابيع في أوكرانيا ضد الأوكرانيين".
وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد لامي قبيل زيارة إلى كييف أن واشنطن حذرت إيران سراً من أن تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية "سيشكل تصعيداً كبيراً"، مشيراً إلى أنه من المقرر فرض عقوبات جديدة في وقت لاحق اليوم في ضوء معلومات استخبارية قال إنها وصلت إلى حلفاء وشركاء للولايات المتحدة حول العالم.
وقال إن إمدادات الصواريخ الإيرانية تساعد روسيا في استخدام مزيد من ترسانتها لأهداف تبعد من خط المواجهة في أوكرانيا، وأضاف "هذا التطور والتعاون المتزايد بين روسيا وإيران يهدد الأمن الأوروبي، ويظهر كيف أن نفوذ إيران في زعزعة الاستقرار يتجاوز حدود الشرق الأوسط".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن روسيا تتبادل أيضاً التكنولوجيا مع إيران، بما يشمل التكنولوجيا النووية، وقال إن العقوبات الإضافية التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران ستشمل شركة الطيران الإيرانية "إيران إير".
وزير الخارجية البريطاني قال بدوره "(نحن) متفقان تماماً على ضرورة التصدي لنشاط إيران الشرير في المنطقة وخارجها"، وأضاف "نرى نمطاً مزعجاً من الدعم الإيراني المتزايد للكرملين، وبحثنا اليوم التزامنا المشترك بمحاسبة طهران على تقويضها للاستقرار العالمي".
وذكر لامي أنه وبلينكن سيتوجهان إلى كييف هذا الأسبوع في أول زيارة مشتركة من هذا النوع، منذ ما يزيد على 10 سنوات.
نفي إيراني
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لصحافيين إن الولايات المتحدة ستنضم إلى حلفاء في فرض إجراءات عقابية على إيران اليوم بسبب إرسالها صواريخ باليستية إلى روسيا، وأضاف أن واشنطن ستعلن مزيداً من العقوبات إذا لزم الأمر.
وقبيل صدور الإعلان المشترك نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في منشور على منصة إكس قيام إيران بتسليم شحنات أسلحة، وكتب "نشر أخبار كاذبة ومضللة حول نقل أسلحة إيرانية إلى بعض الدول" هو "دعاية قبيحة" وكذب، قائلاً إن هدفها إخفاء "أبعاد الدعم المسلح غير القانوني الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للإبادة الجماعية في قطاع غزة"، إذ تخوض إسرائيل حرباً مع حركة "حماس".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن أمين عام مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو قوله اليوم إن موسكو أكملت تقريباً جميع الإجراءات المطلوبة لتوقيع معاهدة ثنائية جديدة مع طهران قريباً.
وأضاف شويغو "نتطلع إلى إبرام معاهدة أساسية جديدة بين الدولتين قريباً، نعمل على إنهاء الإجراءات الداخلية اللازمة لإعداد الوثائق من أجل توقيع الرئيسين عليها".