Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيضانات نادرة بجنوب الجزائر وغربها تخلف ضحايا

وجهت مصالح الإنقاذ تعليمات للمواطنين حثتهم فيها على تجنب عبور مياه السيول سيراً على الأقدام أو بالمركبات

وصلت كميات الأمطار في بعض المناطق بغرب وجنوب الجزائر إلى 70 ملم (مواقع التواصل)

ملخص

صرح حاكم ولاية النعامة لوناس بوزقزة اليوم الثلاثاء لوسائل إعلام محلية خلال زيارته مدينة عين الصفراء ولقائه بالسكان أن هناك ضحية توفي بسبب السيول، مطمئناً كل السكان والمتضررين أنه سيجند كل مصالح الدولة للتكفل بالمتضررين.

عاش سكان محافظات في جنوب وغرب الجزائر كابوساً حقيقياً لأيام عدة، بعد أن تسببت أمطار فيضانية لم يسبق لها مثيل خلال هذا الوقت من العام في حدوث خسائر مادية فادحة ونجاة عشرات الأشخاص، وما فاقم من الوضع استيقاظ بعض الأودية التي ظلت نائمة منذ 20 سنة.

وصلت كميات الأمطار في بعض المناطق بغرب وجنوب البلاد إلى 70 ملم، فيما نبه الديوان الجزائري للأرصاد الجوية من تساقط أمطار رعدية غزيرة في تسع ولايات شرق الجزائر وجنوبها اليوم الثلاثاء، من التاسعة صباحاً إلى منتصف الليل.

وعادة ما تتساقط الأمطار خلال أواخر شهر أغسطس وسبتمبر، أي بداية الخريف من كل عام، والمعروفة لدى الفلاحين محلياً باسم "صلاحة النوادر"، وهي تلك الأمطار المتساقطة بغزارة شديدة ولا تستمر أكثر من يوم، وقد تخلف أحياناً أضراراً كبيرة، لكن هذه السنة كانت مفاجئة من حيث كمياتها وهو ما أظهرته مقاطع فيديو تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وبينت كيف اقتلعت السيول جسوراً من الأرض وقطعت طرقاً عدة أمام حركة المرور مع جرف سيارات وإلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة للمواطنين.

ولسوء الحظ، تسببت الأمطار الغزيرة في خسائر بالأرواح، إذ انتشلت عناصر الحماية المدنية أول من أمس الأحد جثث ثلاثة أشخاص جرفتهم مياه الفيضانات في وادي تمنراست والنعمة، إضافة إلى الطفلة الصغيرة التي انتشلت جثتها في وقت سابق بإليزي جنوب البلاد. وجرفت السيول رجلاً (62 سنة) كان يحاول عبور الوادي بسيارته بمنطقة ايفق واد توفدات ببلدية ودائرة تمنراست (2000 كيلو متر جنوب الجزائر)، كما انتشلت جثة شخص جرفته مياه وادي عين أمقل ببلدية عين أمقل، وفي ولاية النعامة انتشل شخص جرفته مياه الأمطار بوسط المدينة.

ونشرت الحماية المدنية على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيديو يظهر طفلاً عمره ثماني سنوات لجأ إلى تلة تحيط بها المياه من كل جانب لينقذ، كما نجت عشرات العائلات والأفراد من الموت المحقق في الولايات المتضررة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإضافة إلى إنقاذ الأشخاص والعائلات المحاصرة بالمياه، قام رجال الحماية أيضاً بشفط المياه من عديد من الأحياء والمساكن التي غمرتها الفيضانات، إذ تشهد الأودية في أقصى الجنوب، مثل وادي بشار بولاية بشار (950 كيلو متر جنوب غربي الجزائر العاصمة)، فيضانات نادرة الحدوث.

ووجهت مصالح الإنقاذ تعليمات للمواطنين، حثتهم فيها على تجنب عبور مياه السيول سيراً على الأقدام أو بالمركبات، ومراقبة الأطفال وعدم تركهم بمفردهم.

وتداول نشطاء نداءات استغاثة لمواطنين بعد الفيضانات وسط مدينة عين الصفراء بولاية النعامة جنوب غربي الجزائر، تدعو إلى مساعدتهم في نزع الأوحال بعد أن غمرت المياه المنازل والمباني والهيئات الحكومية، بما فيها مبنى مقر بلدية عين الصفراء، إذ تتواصل لغاية الثلاثاء عمليات إزالة الطمي وشفط المياه بأسرع وقت لمنع تصلبه أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة.

وصرح حاكم ولاية النعامة لوناس بوزقزة اليوم الثلاثاء لوسائل إعلام محلية خلال زيارته مدينة عين الصفراء ولقائه بالسكان أن هناك ضحية توفي بسبب السيول، مطمئناً كل السكان والمتضررين أنه سيجند كل مصالح الدولة للتكفل بالمتضررين.

 

وفي بشار شرعت السلطات المحلية في عملية إحصاء المتضررين من آثار الفيضانات التي شهدتها المحافظة، ويأتي ذلك بعد زيارة وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد، ضمن وفد حكومي المنطقة وإعلان تدابير عاجلة تخص السكان والبنية التحتية المتضررة.

وعلى رغم الخسائر كان هناك جانب إيجابي بإنعاش الأمطار المتهاطلة منذ أيام مخزونات سدود غرب وجنوب غربي الجزائر، على غرار ولايتي بشار وتيارت اللتين عانتا جفافاً وشحاً حاداً في المياه خلال السنوات الماضية.

وقال المتخصص الجزائري في الرصد الجوي والبيئة الشيخ فرحات، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إن التقلبات الجوية مست مناطق واسعة من الجنوب الغربي إلى الهضاب العليا والصحراء، وسبب هذه الكميات من المياه تدفقها من جبال الأطلس في المغرب التي كانت أكثر غزارة هناك، لتجد مسارها إلى وديان منها وادي الساورة أو بشار بالجزائر.

وأرجع الشيخ فرحات الكارثة بصورة أكبر إلى هذا الوادي الذي كان جافاً منذ 20 سنة وتحول إلى مكب للنفايات، قبل أن تشييد بناءات فوضوية على ضفافه، وقدر نسبة تهاطل الأمطار بأكثر من 120 ملم، وهي كميات معتبرة جعلت المنطقة تغرق.

 

ويفسر المتخصص في الطقس التغيرات المناخية المتطرفة بأنها أزمة عالمية، إذ كانت الجزائر تتمتع بأربعة فصول، والآن أصبح لديها فصلان في السنة، مؤكداً أن السداسي الأول من هذا العام كان الأكثر حرارة منذ بدء رفع البيانات حول الطقس عام 1940.

بدورها توقعت مسؤولة مركز التنبؤات بالديوان الوطني للأرصاد الجوية بالجزائر هوارية بن رقطة أن تشهد المناطق الجنوبية للبلاد نشاطاً رعدياً كثيفاً خلال فصل الخريف، وأوضحت للتلفزيون الجزائري أن هذه المناطق تشهد سنوياً خلال شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) نشاطاً رعدياً معتبراً.

وكانت هذه الظاهرة المناخية تنبأت بها منظمة Severe Weather Europe، وهي منظمة مناخية أوروبية، حذرت نهاية أغسطس (آب) الماضي من هطول أمطار استثنائية على الصحراء الكبرى بما فيها الجزائر.

هذه الظاهرة النادرة للغاية تم التوقع بها أيضاً من نظام التنبؤ العالمي، وهو نموذج للتنبؤ العددي بالطقس تابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية، وتوقع هذا النظام أن تشهد مناطق معينة من الصحراء هطول أمطار أعلى بخمس مرات من المتوسط ​​في شهري أغسطس وسبتمبر، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة