Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوداني وبزشكيان يؤكدان مضي بغداد وطهران في التعاون الثنائي

يحاول الرئيس الإيراني التخفيف من عزلة بلاده ورفع العقوبات وستكون له محطة في أربيل

السوداني مستقبلاً بزشكيان في مطار بغداد الدولي، في 11 سبتمبر الحالي (رويترز)

ملخص

تعهد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى التخفيف من عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الإيراني. وقال في أغسطس الماضي، إن "العلاقات مع الدول المجاورة يمكن أن تحيّد قدراً كبيراً من الضغوط الناجمة عن العقوبات".

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد، اليوم الأربعاء، توقيع "14 مذكرة تفاهم" بين إيران والعراق كمقدمة "لتعزيز التعاون" الثنائي، وذلك في أول زيارة يجريها بزشكيان إلى الخارج بعد انتخابه.

واستقبل السوداني بزشكيان في مطار بغداد الدولي حيث تصافحا ثم استمعا إلى عزف النشيدين الوطنيين.

بعد ذلك، توجه الرئيس الإيراني إلى النصب التذكاري في موقع اغتيال القائد السابق لـ "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة أميركية على بغداد في العام 2020، ووضع إكليلاً من الزهر، حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي العراقي.

والتقى بعدها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ثم توجه إلى القصر الحكومي حيث وقّع مع السوداني "14 مذكرة تفاهم" في مختلف المجالات حسبما أكّد المسؤولان. وتشمل المذكرات الموقّعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية - الإيرانية.

وقال السوداني إن هذه "المذكرات ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين"، مؤكداً أنه "كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الاقليمي".

من جهته، أكّد بزشكيان أنه والسوداني "بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين".

علاقات ثنائية

ووصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صباح الأربعاء إلى بغداد في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتخابه في يوليو (تموز) الماضي، يسعى خلالها إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن الأخير "استقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مسعود بزشكيان"، مرفقاً بيانه بصورة يتصافح فيها الرجلان على مدرج المطار.
وبدأ الرئيس الإيراني الجديد الأربعاء، زيارة رسمية للعراق، في سعي لتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة أصلاً بين البلدين في زيارته الخارجية الأولى منذ انتخابه في يوليو (تموز) الماضي، وذلك غداة سقوط صاروخين على مقربة من قوات أميركية متمركزة في "معسكر النصر" قرب مطار بغداد وسط تقارير عن أضرار مادية من دون سقوط قتلى.
وتعهد بزشكيان إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى التخفيف من عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الإيراني. وقال في أغسطس (آب) الماضي، إن "العلاقات مع الدول المجاورة يمكن أن تحيّد قدراً كبيراً من الضغوط الناجمة عن العقوبات".

الاتفاق النووي

كما تعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق في عام 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصاً على صادرات النفط.
وعيّن بزشكيان مهندس اتفاق عام 2015 الدبلوماسي محمد جواد ظريف نائباً له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى تعزيز انفتاح إيران على الساحة الدولية.
وتعزّزت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأميركي في عام 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين.

فرصة لتعزيز العلاقات
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني هذا الأسبوع، "ستكون هذه الرحلة فرصة لتعزيز وتعميق العلاقات الودية والأخوية بين البلدين في مختلف المجالات".
وذكر موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني الخميس الماضي، أن زيارة بزشكيان ستستمر ثلاثة أيام. وأشار إلى أنه سيعقد، إضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين في العراق ومع رجال أعمال. وسيزور مدن النجف وكربلاء والبصرة.

انفجار في مطار بغداد

وقبيل ساعات من وصول الرئيس الإيراني سُمع مساء أمس الثلاثاء دوي انفجار داخل مطار بغداد الدولي في قاعدة يشغلها مستشارون للتحالف الدولي، بحسب ما أفادت القوات الأمنية العراقية، فيما تحدث مسؤول أمني عن سقوط "صاروخين".
وقالت القوات الأمنية في بيان، إنه "لم يتسن لها معرفة حقيقة ونوع الانفجار"، مؤكدة مع ذلك أن "حركة الطيران المدني طبيعية لجميع الرحلات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


نفوذ وعلاقات

وتتمتع إيران التي تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسين للعراق بنفوذ سياسي كبير في بغداد. ويهيمن حلفاء طهران العراقيون على البرلمان، وكان لهم دور أساسي في اختيار رئيس الحكومة الحالي محمد شباع السوداني.
ويزور ملايين الحجاج الإيرانيين سنوياً مدينتَي النجف وكربلاء العراقيتين المقدستين بالنسبة للطائفة الشيعية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ نحو 5 مليارات دولار بين مارس (آذار) 2024 ويوليو (تموز) 2024.
وتصدّر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يومياً إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. وهناك متأخرات في الدفع على العراق مقابل هذه الواردات التي تغطي 30 في المئة من احتياجاته من الكهرباء، تُقدر بمليارات الدولارات.
وفي سبتمبر (أيلول) 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومتراً.

الوجود العسكري الأميركي

وتأتي زيارة بزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب التي اندلعت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي دفعت المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة لدعم الفلسطينيين وعقّدت علاقات بغداد مع واشنطن.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش". ويضم التحالف كذلك قوات من دول أخرى لا سيما فرنسا والمملكة المتحدة.
وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات في شأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق.
وأعلن وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الأحد الماضي، أن بغداد وواشنطن توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين"، مرجحاً توقيع اتفاق في هذا الشأن "في الأيام القليلة المقبلة".
ونوّه إلى أن توقيع الاتفاق تم تأجيله "بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة" وأحداث مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران "وربما الانتخابات الأميركية أيضاً".

محطة في أربيل

وسيكون لبزشكيان محطة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي، حيث سيلتقي مسؤولين أكراد، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".
وفي مارس (آذار) 2023، وقع العراق وإيران اتفاقاً أمنياً بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق.
ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمردة الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
وتتهم طهران هذه المجموعات بالحصول على أسلحة من جهة العراق، وبتأجيج التظاهرات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، بعد أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير