النفط يقفز 2 في المئة وسط قلق من تداعيات إعصار فرنسين

واصلت أسعار النفط تسجيل المكاسب وارتفعت اثنين في المئة اليوم الخميس، وسط قلق حيال تأثير إعصار فرنسين في إنتاج الولايات المتحدة، إلا أن المخاوف من انخفاض الطلب حدت من المكاسب.
وصعدت العقود الآجلة لـ "خام برنت" لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل 1.24 دولار أو 1.8 في المئة إلى 71.85 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لـ "الخام الأميركي" لأكتوبر (تشرين الأول) المقبل 1.26 دولار أو 1.9 في المئة إلى 68.57 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة للخامين بأكثر من اثنين في المئة خلال الجلسة السابقة مع إغلاق منصات بحرية في خليج المكسيك واضطراب عمليات التكرير في المصافي بسبب وصول إعصار فرنسين إلى جنوب لويزيانا أمس الأربعاء، ومع اقتراب الإعصار من نهايته بعد وصوله إلى اليابسة تحول انتباه سوق النفط مرة أخرى إلى انخفاض الطلب.

توقعات "أوبك"

وقالت إدارة معلومات الطاقة أمس إن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي مع نمو واردات الخام وانخفاض الصادرات، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2024 وقلصت أيضاً توقعاتها للعام المقبل، ضمن ثاني تعديل بالخفض على التوالي.

وتتوقع "أوبك" نمو الطلب على النفط بنحو 2.03 مليون برميل يومياً عام 2024 و1.74 مليون برميل يومياً عام 2025، لكن الخفض المتتابع لتوقعاتها يؤكد أيضاً التحديات التي تواجهها مجموعة المنتجين في تحقيق توازن السوق.

من ناحية أخرى ينتظر المستثمرون اجتماع مجلس "الاحتياط الفيدرالي" المقرر يومي الـ 17 والـ 18 من سبتمبر (أيلول) الجاري، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة.
ويمكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط، فيما ينتظر المتعاملون أيضاً بيانات اقتصادية أميركية متوقعة في وقت لاحق اليوم.

"الطاقة الدولية" تخفض توقعاتها

في غضون ذلك خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال 2024 بواقع 70 ألف برميل يومياً أو نحو 7.2 في المئة إلى 900 ألف برميل يومياً.
وأرجعت الوكالة، ومقرها باريس، خفض التوقعات إلى تأثير ضعف الاستهلاك الصيني، فيما توقعت حالياً نمو الطلب في الصين بنحو 180 ألف برميل يومياً فقط خلال 2024، إذ يتزامن تباطؤ الاقتصاد الكلي مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية.

وقالت إنه "مع تراجع زخم نمو الطلب على النفط في الصين وزيادات متواضعة أو خفوض في معظم البلدان الأخرى، تعزز الاتجاهات الحالية توقعاتنا بأن الطلب العالمي سيبلغ ذروته بحلول نهاية العقد الحالي".

وتتباين التوقعات حول نمو الطلب على النفط خلال العام الحالي بسبب اختلاف التقديرات حول الصين ووتيرة انتقال العالم إلى وقود أنظف.
وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب خلال العام المقبل من دون تغيير عند نحو 950 ألف برميل يومياً، لكنها أشارت إلى أن سوق النفط العالمية قد تتأثر بفائض في المعروض العام المقبل إذا مضت "أوبك+" في خطتها للتراجع التدرجي عن خفوض الإنتاج الطوعية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن زيادة المعروض العالمي من النفط كانت مدفوعة بارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء في "أوبك"، إذ تتوقع الوكالة نمو المعروض من خارج المجموعة بنحو 1.5 مليون برميل يومياً هذا العام والعام المقبل، مع زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وجيانا وكندا والبرازيل.