Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركي الفيصل: واشنطن لا تضغط على تل أبيب لوقف حرب غزة

هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل عطل مفاوضات بين الفلسطينيين والأميركيين برعاية سعودية

الأمير تركي الفيصل يؤكد أن تسوية القضية الفلسطينية هي شرط السعودية للتطبيع مع إسرائيل (اندبندنت عربية) 

ملخص

في ندوة استضافها معهد تشاتام هاوس في العاصمة البريطانية لندن قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على حكومة تل أبيب لوقف الحرب في غزة، كما أوضح أن الفلسطينيين شرعوا بمفاوضات مع الأميركيين لحل صراعهم مع إسرائيل العام الماضي برعاية سعودية، ولكن هجوم "حماس" خلال السابع من أكتوبر 2023 أوقف هذه المحادثات.

قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، منوهاً بأن واشنطن تمتلك أدوات كثيرة لكبح جماح تل أبيب بدءاً من تقييد تبرعات الداخل الأميركي لإسرائيل ووصولاً إلى وقف توريد الأسلحة للجيش الإسرائيلي، الذي يقاتل في القطاع.

وعلى الضفة المقابلة، أشار الفيصل إلى أن "حماس" لا تريد السلام مع إسرائيل أيضاً، ولا تمتلك دول في المنطقة مثل قطر وتركيا القدرة على دفعها باتجاه هذا الخيار، مشدداً على أن "سكان غزة هم فقط القادرون على إجبار الحركة نحو ذلك، ولكنهم يريدون أن يروا من المجتمع الدولي ما يمنحهم الأمل بأن السلام قادم حقيقة بكل منافعه وفوائده".

وحل الفيصل ضيفاً على ندوة عقدها معهد تشاتام هاوس في العاصمة البريطانية لندن، ليتحدث فيها عن رؤيته للأوضاع داخل الشرق الأوسط مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وتداعيات التصعيد في المنطقة.

ولفت الأمير السعودي إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المجتمع الدولي والدول الكبرى لوقف حرب غزة ومعالجة القضية الفلسطينية، داعياً بريطانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين والضغط على إسرائيل بجدية وليس بخطوات خجولة، من أجل حل هذه القضية التي لعبت لندن دوراً محورياً في تفجرها منذ "وعد بلفور" قبل نحو 100 عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشدد رئيس الاستخبارات الأسبق على أن السعودية تبذل جهوداً كبيرة لإحلال السلام في المنطقة منذ عقود، فطرحت مبادرة السلام العربية خلال "قمة فاس" عام 1981 ثم جددت مبادرتها خلال قمة بيروت عام 2002، لتتبناها الدول العربية وتصبح أساساً لحل القضية الأكثر تعقيداً في تاريخ الشرق الأوسط، مشدداً أن الرياض متمسكة بموقفها في ضرورة التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل التطبيع مع تل أبيب.

ووفق الفيصل، شرعت السعودية العام الماضي في مفاوضات مع الولايات المتحدة لإبرام اتفاق أمني شامل أرادت أميركا أن يتضمن تطبيعاً سعودياً مع إسرائيل، لكن الرياض اشترطت تسوية القضية الفلسطينية أولاً وجمعت مفاوضين فلسطينيين مع الأميركيين للبحث في هذه التسوية قبل أن تتفجر حرب غزة، وتعلق مسار تلك المحادثات.

ويستبعد الفيصل أن تكون "حماس" تعمدت الهجوم على إسرائيل من أجل تعطيل خيارات التسوية التي كانت تبحث بين الفلسطينيين والأميركيين، إذ إنها كانت تخطط لعملية أكتوبر منذ نحو عامين واختارت اللحظة المناسبة لتنفيذها، إلا أن ذلك لا ينفي أن "تعطل المفاوضات كان بمثابة فائدة جانبية حصدتها الحركة جراء هجوم السابع من أكتوبر".

برأي الفيصل لا تزال فرص إتمام الاتفاق بين السعودية وأميركا قائمة، والرياض لم تتنازل عن شرط حل القضية الفلسطينية للتطبيع مع إسرائيل لكن لا بد أولاً من إنهاء الحرب، لذلك تقوم السعودية بجهود دبلوماسية مكثفة منذ أشهر لوقف القتال ليس في قطاع غزة فقط وإنما في الضفة الغربية، إذ تقوم تل أبيب بعمليات عسكرية أيضاً.

إيران واليمن

وعن العلاقة مع إيران، قال الأمير الفيصل إن الحوار بين الرياض وطهران وصل إلى مستويات جيدة قبل وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي الذي شارك في القمة الإسلامية الطارئة، التي استضافتها الرياض لبحث الأوضاع داخل غزة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، مؤكداً مشاركة السعودية للعالم في قلقه من أنشطة إيران النووية ورغبتها بأن تلعب طهران دوراً في استقرار المنطقة بدلاً من زعزعة الأمن والسلام فيها.

وأشار الفيصل إلى أن علاقة إيران مع "حزب الله" والحوثيين وغيرهم في المنطقة ليست سراً، أما قدرة طهران على ضبط هذه الجماعات فهو أمر يختبره العالم اليوم في اضطراب الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر، فإن كان لإيران نفوذ توجب عليها بذل جهود أكبر لكبح هجمات الحوثيين هناك وإن لم يكن فنحن أمام مشكلة كبيرة، وفق تعبيره.

وبحسب الأمير السعودي توجه دول الغرب ضربات عسكرية خفيفة على الحوثيين رداً على مهاجمة السفن العابرة لمضيق باب المندب، لأنهم يرون أن الضغط على إيران قد يعود بمنافع أكبر في هذا الإطار، ومثل هذا المنطق ينسحب على كل الميليشيات والجماعات التي تدعمها طهران وتتسبب في توتر الأوضاع وتردي الأمن بدول عديدة.

وفي سياق سعيها إلى استقرار المنطقة شدد الفيصل على أن السعودية استضافت الأطراف السودانية المتحاربة منذ بداية تفجر الصراع في البلد العربي الأفريقي، وتمسكت بوقف القتال كسبيل لأية تسوية ممكنة، كما أنها عادت للتعامل مع النظام السوري بانتظار تلبيته لمجموعة من النقاط المتفق عليها دولياً من أجل استقرار سوريا أولاً والمنطقة بصورة عامة، إلا أنها "لم تجد من الرئيس بشار الأسد ما يلبي الطموحات حتى الآن".  

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات