ملخص
عدت الجمعية الجزائرية للدفاع عن المستهلك "حمايتك" أن إطلاق معارض المستلزمات المدرسية بصفة استباقية وقبل بدء الدراسة بنحو شهر، يسمح للعائلات بالتسوق بأريحية وهدوء بعيداً من الطوابير والفوضى، ويمكنهم أيضاً من مقارنة الأسعار قبل الشراء.
على رغم عدم وضوح تاريخ الدخول المدرسي في الجزائر فإن استنفار العائلات بدا واضحاً من خلال التوافد اللافت على محال وأسواق بيع المستلزمات المدرسية، التي عرفت ارتفاعات كبيرة في الأسعار هذا العام لاعتبارات عدة، أولها وضع حدود لعمليات الاستيراد التي كانت في السابق تتم بصورة فوضوية، إضافة إلى التضخم الذي قضى على القدرة الشرائية للمواطنين.
ومن جهتها، سارعت الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ إجراءات وتدابير بغرض التحكم في أسعار المستلزمات المدرسية من خلال تنظيم معارض تحت عنوان "أسواق الرحمة". وقال وزير التجارة الطيب زيتوني إنه ستُفتح ما لا يقل عن 182 سوقاً جوارية لبيع الأدوات المدرسية بغرض الحد من الوسطاء ومحاربة المضاربة وضمان البيع المباشر للمستلزمات المدرسية للمواطنين بأسعار معقولة.
ولفت زيتوني إلى أن دائرته الوزارية حثت متعاملي القطاع بضرورة خفض الأسعار وهوامش الربح، مشيراً إلى أن كثيراً من مستوردي ومصنعي الأدوات المدرسية تقبلوا الأمر وقرروا خفض أسعارهم بين 15 و20 في المئة، مما سيسهم في الحفاظ على القدرة الشرائية لأولياء التلاميذ.
الأسرة المنتجة
من أجل إعطاء صبغة تضامنية واسعة أولت الحكومة اهتماماً بالمرأة الماكثة في البيت إلى جانب العائلات المنتجة. وأكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كركو أن المرأة المنتجة قادرة على رفع التحدي للمساهمة في توفير مستلزمات العائلات بمناسبة الدخول المدرسي، من ملابس وحقائب ومختلف المستلزمات التي تدخل في سياق نشاطاتها وحرفها، مشيرة إلى أن منتجاتها تمتاز إضافة إلى النوعية والجودة بأسعار تنافسية.
وقالت الوزيرة كركو إن الفضاءات المخصصة لبيع مستلزمات الدخول المدرسي الخاص بالمرأة المنتجة التي افتتحت بالتنسيق مع وزارة التجارة في مختلف ولايات الوطن، تدخل في إطار تجسيد البرنامج القطاعي لدعم المرأة الماكثة داخل البيت على الانخراط في الإنتاج المحلي الذي باشرته الوزارة عام 2022 بمعية عدد من القطاعات، داعية العائلات إلى الإقبال على هذه المعارض لاكتشاف جودة المنتجات المحلية، وكذا اقتناء ما تحتاج إليه خلال الدخول المدرسي بأسعار تنافسية.
مبادرات وحملات تضامنية
وفي السياق ذاته، أطلق مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري الذي يضم رجال الأعمال والمؤسسات حملة لتوزيع حقائب مدرسية داخل 20 محافظة. وأوضح رئيس المجلس كمال مولى أن "هذه الحملة جاءت لتعزيز التضامن الاجتماعي، ودعم العائلات المحتاجة من قبل المتعاملين الاقتصاديين، كما أنها مبادرة تتماشى مع التدابير التي اتخذتها وزارة التجارة وترقية الصادرات لضمان توافر المستلزمات المدرسية بأسعار تنافسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأطلقت منظمة "الجزائر معارض" فعاليات الدورة الثالثة لمعرض الدخول المدرسي "لمسيد 2024" بمشاركة أكثر من 50 عارضاً. وأوضحت أن هذا الحدث الاقتصادي الذي ينظم تحت رعاية وزارة التجارة وترقية الصادرات يهدف إلى توفير كل ما يحتاج إليه التلاميذ من أدوات مدرسية ومكتبية، بأسعار تنافسية لفائدة المستهلك المحلي.
إلى ذلك، شاركت إدارة السجون وإعادة الإدماج والهلال الأحمر الجزائري في المسعى ذاته من خلال تسليم 50 ألف مئزر مدرسي من إنتاج محبوسين بالمؤسسات العقابية، موجهة لأطفال يتامى ومعوزين في إطار مجهودات التضامن بمناسبة الدخول المدرسي لهذا العام.
وعدت الجمعية الجزائرية للدفاع عن المستهلك "حمايتك" أن إطلاق معارض المستلزمات المدرسية بصفة استباقية وبقرابة شهر قبل الدخول المدرسي، يسمح للعائلات بالتسوق بأريحية وهدوء بعيداً من الطوابير والفوضى، ويمكِّنهم أيضاً من مقارنة الأسعار قبل الشراء.
خطوة استباقية
وبقدر ما أنعشت هذه المبادرات الدورة الاقتصادية التجارية أراحت العائلات وبخاصة المعوزة في ظل تدهور القدرة الشرائية، إذ يرى عضو جمعية "الستار" التي تهتم بحماية المستهلك كمال معتوقي في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن تحرك الحكومة لقي استحسان العائلات. وقال إن الدخول الاجتماعي هذا العام سيكون صعباً في ظل الأسعار الجنونية لمختلف المواد الاستهلاكية، بالتالي مبادرة تنظيم أسواق "الرحمة" تعد خطوة استباقية لامتصاص غضب المواطنين، مضيفاً أن الحكومة ضربت عصفورين بحجر واحد، فهي اعتمدت على ترويج المنتج المحلي وبذلك تشجيع المؤسسات المحلية ثم استهدفت تخفيف الأعباء عن كاهل العائلات من خلال كسر الأسعار المرتفعة.
ويؤكد معتوقي أن كثرة المناسبات التي تتطلب كثيراً من الإنفاق المالي جعل العائلات أمام خطر الحاجة، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل الأبناء مثل الدراسة التي تتطلب مستلزمات ليست في المتناول، مشيراً إلى أنه كلما ازداد عدد الأبناء الدارسين ارتفعت كلف اقتناء الأدوات المدرسية، وهي حال كثير من العائلات الجزائرية. وأضاف أن تحسين القدرة الشرائية وخفض الأسعار على مدار العام لمختلف المواد الاستهلاكية بات ضرورياً وأولوية وعلى المسؤولين أخذه بعين الاعتبار، موضحاً أنه إلى جانب الشق التضامني في مبادرات تنظيم "أسواق الرحمة" تحرص الجهات المعنية على عرض منتجات ذات جودة وبأسعار تنافسية معقولة مقارنة بأسعار الأسواق، من خلال إشراك إلى جانب المنتجين الوطنيين وتجار الجملة، المستوردين حتى يتم ضمان تنويع للمنتجات والسلع المعروضة.
أكثر من 11 مليون تلميذ
كشف الأمين العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي أن التحاق أكثر من 11 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة يجعل افتتاح الأسواق التضامنية ضرورة، مشيراً إلى أن هيئته أطلقت مبادرة واسعة عبر مختلف المحافظات تحت شعار إغراق السوق بمختلف المواد الاستهلاكية بأسعار معقولة بهدف محاربة المضاربة. وأوضح أنه تم حشد كميات كبيرة من المستلزمات المدرسية من طريق الوحدات الإنتاجية التي توفر أصنافاً وأنواعاً عدة من الأدوات ذات الصنع المحلي وبجودة عالية، من كراريس وأقلام ومحافظ وغيرها من المنتجات ذات الصلة بالدراسة، وبأسعار تنافسية.
وأبرز بدريسي أنه تم حشد التجار من أجل محاربة الندرة والحفاظ على استقرار الأسعار، خصوصاً ما يتعلق بالمواد واسعة الاستهلاك مع اقتراح تأجيل العطل السنوية لهؤلاء المتعاملين، مع الاستعانة بالمخزون المتبقي من الدخول المدرسي السابق لإمداد الأسواق التضامنية، بعد أن اشتكت الأسر من قلة العرض وارتفاع الأسعار. وختم أنه "لحد الساعة الأمور تسير بصورة سلسة بعيداً من مظاهر التهافت والتزاحم بالنسبة إلى العائلات، والمضاربة والاحتكار في ما يتعلق بالتجار".