ملخص
في مارس (آذار) الماضي أعلنت بعثة لتقصي الحقائق بتفويض من الأمم المتحدة أن وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني أثناء احتجاز شرطة الأخلاق في إيران لها كانت "غير قانونية" وحدثت نتيجة العنف، وأن النساء في البلاد لا يزلن يتعرضن لتمييز واسع النطاق.
أعلنت مؤسسة نرجس محمدي الحائزة جائزة نوبل للسلام والمسجونة منذ عام 2021 في طهران، أن 34 سجينة أضربن عن الطعام في سجن إيفين الأحد، في ذكرى مرور عامين على اندلاع الاحتجاجات في إيران.
وقالت المنظمة "اليوم، في الـ15 من سبتمبر (أيلول) 2024، أضربت 34 سجينة سياسية في سجن إيفين عن الطعام إحياء للذكرى الثانية لحركة (امرأة، وحياة، وحرية) ومقتل مهسا أميني" في إشارة إلى الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني التي أثارت وفاتها بعد أيام من إيقافها لدى "شرطة الأخلاق" في طهران على خلفية عدم التزامها قواعد اللباس الصارمة، احتجاجات في أنحاء البلاد.
غير قانونية
وفي مارس (آذار) الماضي أعلنت بعثة لتقصي الحقائق بتفويض من الأمم المتحدة أن وفاة أميني أثناء احتجاز "شرطة الأخلاق" في إيران لها كانت "غير قانونية" وحدثت نتيجة العنف، وأن النساء في البلاد لا يزلن يتعرضن لتمييز واسع النطاق.
وأدت وفاة أميني، التي كانت تبلغ من العمر 22 سنة، في سبتمبر 2022 في الحجز بعد اعتقالها بزعم انتهاك قواعد الزي الإسلامي، إلى احتجاجات شعبية استمرت أشهراً في جميع أنحاء إيران. وشكلت وفاتها أكبر تحد منذ عقود لرجال الدين في إيران.
وقالت رئيسة البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في إيران سارة حسين، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، "أثبت تحقيقنا أن وفاتها كانت غير قانونية وحدثت نتيجة العنف الجسدي أثناء احتجاز سلطات الدولة لها".
تظاهرات في باريس
وتظاهر مئات الأشخاص الأحد في باريس هاتفين "امرأة حياة حرية" دعماً للمجتمع المدني الإيراني، في ذكرى مرور عامين على اندلاع الاحتجاجات في إيران.
ورأت المحامية الفرنسية الإيرانية العضو في جمعية "إيران عدالة" شيرين أردكاني أن "تضحيات" الإيرانيين المعارضين للسلطة "لم تذهب سدى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "كل شيء تغير في إيران، الذهنيات، المجتمع" موضحة "انتقلنا من ثقافة أبوية تماماً حيث لم يكن من الوارد إطلاقاً أن تخرج تلك النساء حاسرات في الشارع، إلى دعم مكثف لهن".
وأشارت إلى أن سجينات ينشرن كتابات من أماكن اعتقالهن، مضيفة "رأينا حقاً أن قسم النساء في سجن إيفين فرض نفسه كمعقل للمقاومة في هذا النضال من أجل الإيرانيات، من أجل الديمقراطية، من أجل الحرية".
"اعتقال تعسفي"
وحصلت المسيرة التي نظمها ائتلاف يضم نحو 20 منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، على دعم بنجامين بريار ولوي أرنو، وهما فرنسيان أوقفا واعتقلا بصورة تعسفية في إيران قبل إطلاق سراحهما في مايو (أيار) 2023 ويونيو (حزيران) الماضي على التوالي.
وإيران متهمة بتوقيف غربيين بشكل "تعسفي" لاستخدامهم في عمليات مبادلة، وتصفهم فرنسا بأنهم "رهائن دولة".
وقال لوي أرنو متحدثاً للمرة الأولى علناً منذ إطلاق سراحه "من المفارقات أن أقف هنا اليوم، أنا الذي أمضيت نحو عامين في سجن إيفين لمشاركتي المزعومة في تظاهرات سبتمبر 2022".
وتابع "نعم، كنت في السجن، لكنه شرف عظيم لي أن أتيح لي العيش بينكم، أنتم المقاتلون من أجل الحرية الذين شاركتموني أحزاني".
ونددت المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية سيلفي بريغو بالقمع في إيران، وقالت "ما زالوا يستخدمون عقوبة الإعدام بصورة مكثفة كأداة لبث الخوف"، مضيفة "ما زال هناك آلاف مؤلفة من الأشخاص المعتقلين ظلماً بلا محاكمة".
ما زال ثلاثة فرنسيين معتقلين في إيران، هم سيسيل كولر ورفيقها جاك باري اللذان أوقفا في مايو 2022 واتهما بالتجسس، ومواطن فرنسي ثالث لم تكشف السلطات عن هويته الكاملة، مشيرة فقط إلى أن اسمه أوليفييه.