Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سبب انفجار "البيجر": ارتفاع حرارة البطارية أم شريحة مزروعة؟

تأكدت حتى الساعة معلومات كثيرة وأخرى لا تزال غامضة عما شهده لبنان خلال الساعات الماضية

نقلت "واشنطن بوست" عن مركز أبحاث للأمن أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال بشحنة تحوي متفجرات (مواقع التواصل) 

ملخص

مما تأكد حتى الآن أن 9 أشخاص قتلوا وأكثر من 3 آلاف أصيبوا بانفجار أجهزة "البيجر" في لبنان، عشرات منهم إصابتهم خطرة، ومنهم أبناء نواب ومسؤولين في "حزب الله"، كما قتل ابن النائب في الحزب علي عمار، فكيف حدث الانفجار؟ 

خلال دقائق تبدل المشهد تماماً في لبنان، مصابون بالمئات في شوارع العاصمة بيروت والجنوب والبقاع وحتى الشمال، ولم يفهم ما حصل معهم إلا أنهم نقلوا بصورة عاجلة إلى أكثر من 100 مستشفى.

وقت قليل واتضحت الصورة، أجهزة مشتركة كانت بحوزة عناصر وقيادات في "حزب الله" انفجرت في وقت واحد ومتزامن، وكأن شخصاً وبكبسة زر فجر الأجهزة، وربما الوضع معها في لبنان والمنطقة، وحتى الساعة معلومات كثيرة تأكدت وأخرى لا تزال غامضة. 

بين المؤكد والغموض 

مما تأكد حتى الآن أن تسعة أشخاص قتلوا بينما أصيب 3 آلاف، عشرات منهم إصابتهم خطرة، ومنهم أبناء نواب ومسؤولين في "حزب الله"، كما قتل ابن النائب في الحزب علي عمار.

كذلك بات من المؤكد أن الجهاز الذي انفجر هو جهاز "بيجر" الذي يعرّفه متخصصون بأنه جهاز اتصال لاسلكي صغير يحمل باليد، وهو غير جديد بل إن تصنيعه يعود لسبعينيات القرن الماضي، وانتشر بكثرة خلال التسعينيات بين الطواقم الطبية.

يعمل البيجر من طريق استقبال إشارة من جهاز إرسال ويصدر صوتاً أو اهتزازاً لتنبيه صاحبه بوجود رسالة، ويسهل حمله نظراً إلى صغر حجمه ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة، فيما قلص ظهور الهاتف المحمول والذكي لاحقاً انتشاره حتى بات استخدامه شبه معدوم.

 

وفي دلالة على صغر هذا الجهاز وسهولة حمله فقد أظهرت صور الإصابات أنها إما كانت في اليد أو في الخصر، حيث كان يوضع إلى جانب الحزام. 

شحنة جديدة وصلت للحزب 

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت نقلاً عن أشخاص مطلعين أن أجهزة الاستدعاء التي انفجرت كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة، ونقلت الصحيفة عن شركة "لوبك إنترناشيونال الأمنية" أن "حزب الله" لجأ إلى هذا الجهاز نظراً لأنه غير متطور ويفترض أنه لا يمكن تتبعه عبر التقنيات الذكية والمتطورة، بخاصة في زمن الحروب والمعارك كالتي تحصل راهناً في الجنوب.

لكن أسئلة كثيرة لا تزال من دون أجوبة حتى الساعة، وهي كيف أُحضرت شحنة الأجهزة إلى الحزب؟ ومن أين؟ وكيف فخخت هذه الأجهزة وصولاً إلى تفجيرها؟ 

كيف حدث التفجير؟ 

ما شهده لبنان قبل ساعات قليلة وُصف بأنه الأخطر والأكبر في سياق اختراق الأجهزة، وفي هذا الإطار كشفت مصادر أمنية لوسائل إعلام لبنانية أن الأجهزة الجديدة التي يعتقد أنها وصلت قبل شهر إلى الحزب تحوي بطاريات الليثيوم التي يمكن أن تذوب عند ارتفاع حرارتها أو تنفجر، لكن خبراء عسكريين استبعدوا نظرية ارتفاع حرارة الجهاز، باعتبار أن الفيديوهات التي انتشرت للحظات ما قبل الانفجار وبعده تظهر أن صوتاً قوياً دوى عند حدوث الانفجار وأن دخاناً خرج، مما يؤكد نظرية أن الأجهزة فخخت من الداخل، بمعنى أن مواد يمكن أن تنفجر زرعت داخلها وليست مجرد بطارية الليثيوم، وأن هذه المواد فُعلت عبر شريحة زرعت بداخله، ولاحقاً فُعلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فيما تحدث بعضهم الآخر عن سردية ربما تطابق نظرية زرع شريحة فُعلت، وفيها أن رسالة وصلت في وقت متزامن لكل الأجهزة قبل لحظات من انفجارها، وحين قام الأشخاص بحمل الجهاز انفجر، ومما يدعم هذه السردية أن عدداً كبيراً من الإصابات كانت في اليد، أي أن الأشخاص كانوا يحملون الجهاز، كما أن بعض لقطات الفيديو أظهرت أن رسالة وصلت إلى الجهاز فقام حامله بالنظر إليه ثم انفجر.

كذلك نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مركز أبحاث للأمن أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات، وفي الإطار نفسه قال المتعاقد السابق مع أجهزة الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن إن انفجار أجهزة الاتصال سببه زرع متفجرات وليس عملية قرصنة. 

 

تحميل زائد على البطارية 

لكن مستشار شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر الطبش قدم سيناريو مختلفاً، واستبعد في حديث صحافي أن يكون الانفجار متعلقاً بالهواتف الذكية، معتبراً أن ما حدث على الأرجح هو أن يكون "الإسرائيليون قد استطاعوا اختراق الموجة التي يستخدمها عناصر الحزب على الجهاز اللاسلكي، بحيث يحدث تحميل زائد على البطارية فتنفجر".

وما قد يدعم هذه النظرية هو ما كشفه مسؤول في الحزب لوسائل إعلام عن أن برامج ضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها، وقال المسؤول إن بعض الناس شعروا بأن هذه الأجهزة تسخن ولذلك تخلصوا منها قبل أن تنفجر.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات مما أدى إلى انفجارها.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط