Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأهب عسكري إسرائيلي لرد فعل "متوقع" من الجولان

إنشاء وحدة جديدة للاستجابة الفورية والسريعة وإحباط أي تهديدات تصدر من جنوب سوريا

إسرائيل تعد "سرية دوريات" مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة (أ ف ب)

ملخص

أفراد الوحدة العسكرية الإسرائيلية الجديدة أنهوا تدريبات دامت ثمانية أشهر، وتلاها تأهيل متقدم بنحو أربعة أشهر تضمن التعمق المهني في مجالات العمل الميداني والتمويه.

مخاوف تل أبيب من حدوث أي اختراق أمني من جهة الجولان تتزايد بخاصة مع التوترات الأخيرة، والتطورات المتسارعة حيث تشير التوقعات إلى امتداد سعير الحرب إلى جبهة إسرائيل الشمالية، ولهذا الغرض أنشأ الجيش الإسرائيلي وحدة جديدة في الجولان للاستجابة الفورية والسريعة.

ومن مهام وحدة الاستجابة السريعة الخاصة، والتي تتبع للواء "الجولان 474" جمع المعلومات الاستخباراتية، وإحباط أية عمليات تستهدف أمن إسرائيل، كما أنها تعد "سرية دوريات" مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة التي يعملون فيها، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.

وكان أفراد الوحدة قد أنهوا تدريبات دامت ثمانية أشهر، وتلاها تأهيل متقدم بنحو أربعة أشهر تضمن لأفراد الوحدة الخاصة بالتعمق المهني في مجالات العمل الميداني، والتمويه.

يأتي ذلك في وقت لا تتوقف الصواريخ والطائرات المسيرة بين "حزب الله" من جهة الطرف اللبناني، والأراضي المحتلة من السقوط على أراضي كلا الطرفين، بينما الهدوء الحذر يسيطر على جبهة الجولان (تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة دمشق، وتطل على الجليل وبحيرة طبرية، كما وتحد الأردن ولبنان، وتضم واحدة من أكثر الأراضي خصوبة بالعالم).

ويتوقع متابعون في الشأن السوري انفجار الأوضاع في أية لحظة على الحدود بالجولان بخاصة أن تل أبيب تخشى هذا الصمت المطبق في الآونة الأخيرة للفصائل الإيرانية الموالية، وتتوجس من تغيير في خطط المقاومة التي سعت مع بداية الأحداث في غزة فتح جبهة الجولان مراراً وتكراراً عبر قصف مدفعي وصاروخي من منطلق "وحدة الساحات" التي نادى بها الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، لكن ذلك لم يكتمل.

 

 

في المقابل يستبعد الناشط السياسي والحقوقي، أحمد الحوراني من مدينة درعا، جنوب سوريا، وهي المدينة الحدودية والقريبة من جبهة الجولان حدوث انفجار يصل لدرجة المعركة الساخنة، بل الاكتفاء بمناوشات محدودة لن تتطور لاندلاع حرب واسعة.

وأضاف الحوراني "يمكن تفسير الأمر بعدم رغبة دمشق بالانجرار إلى حرب جديدة، بينما القوات النظامية تحارب في عدة جبهات في الداخل السوري، تسعى فصائل المقاومة جرّ العاصمة السورية إلى حرب في عدة مرات، وباعتقادي دمشق لن تنجر إلى معركة فجرتها حركة (حماس) من دون علم وتنسيق مسبق، بخاصة أن للحركة موقفاً معادياً للسلطات السورية منذ اندلاع الحرب عام 2013 وفي حال أرادت سوريا الحرب، فإني أرى هي من تحدد الزمان والمكان والطريقة المثلى، لهذا لا تدخل المعركة".

من جهة أخرى، يرى فريق الموالين للسلطة في سوريا أن الانغماس في حروب على الحدود الإسرائيلية سيشتت الجيش النظامي، ويرهق مقاتليه حتى لو مع مشاركة فصائل موالية لإيران، فهذا لن يمنع من تكثيف سلاح الجو الإسرائيلي من غاراته، وزيادة ضرباته الجوية على مواقع عسكرية، ومراكز حساسة كنوع من الضغط لإيقاف نشاط المجموعات المسلحة على الحدود.

وتدور نشاطات وتحركات للجيش الإسرائيلي خلال الآونة الأخيرة على الشريط الحدودي، وأفادت مصادر أهلية من قرى الجولان الحدودية عن عودة التوغلات الإسرائيلية ضمن خطة إنشاء طريق "سوفا53" اقتربت من خط فض الاشتباك التابع للأمم المتحدة (يندوف) الأزرق.

وكانت تل أبيب عملت على المباشرة بحفر خندق على طول الحدود مع الجانب السوري بعد حرب غزة لتنفيذ مخطط إنشاء خندق كبير على طول المنطقة، وصمم بعمق وعرض لا يتيح مرور أي نوع من أنواع المركبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت تقارير عبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت باجتماع مع رؤساء أجهزة أمنية عن مواجهتهم لتصعيد أمني خطير، وأكدوا أن ذلك يؤدي إلى مصرع المئات في إسرائيل بأعقاب قصف 20 صاروخاً من فصائل المقاومة بعد اغتيال قيادي في "حزب الله" في الجولان السوري.

وكان الجيش النظامي السوري استعاد السيطرة على أجزاء من درعا والقنيطرة في عام 2018 بعدما خسرها حين تقدمت فصائل المعارضة المسلحة، وبقيت جميع المناطق الحدودية تحت تأثير الجماعات المحلية والإقليمية ولا سيما الإيرانية، و"حزب الله" اللبناني مع تمتعها بنفوذ واسع من دون بسط سيطرة مطلقة على الأرض، وأنهت التفاهمات التي قادها الروس حكم الفصائل المعارضة في الجنوب السوري ومنها القنيطرة ودرعا بشرط عدم نشر إيران أو حلفائها قوات لها في المنطقة.

وإزاء ذلك ذكر تقرير نشرته وسائل إعلام تل أبيب عن معلومات تهريب الأسلحة من سوريا إلى الأردن ومن ثم إلى إسرائيل، مع الحديث عن مهمة إيرانية واضحة تشي بتواجد الحوثيين ووصولهم من العراق إلى جنوب سوريا لمهاجمة إسرائيل من الجولان باستخدام مسيرات، وقابل فريق من المراقبين هذه المعلومات بالاستخفاف بها وعدم تصديقها لأنها تجافي حقيقة بأن سوريا تبتعد عن التصعيد، علاوة عن أن دمشق لا ترد حتى على الضربات الجوية، وتكتفي ببيانات ورسائل لمجلس الأمن.

إلى ذلك، استشعرت موسكو التوترات المتصاعدة على طول جبهة الجولان، (سيطرت عليه إسرائيل منذ عام 1967) وهي الحليف الاستراتيجي للسلطات السورية التي لا ترغب بانفجار الأوضاع من جهة القنيطرة، ولهذا عمدت إلى إنشاء نقاط مراقبة عالية الدقة، للإعلام عن أية اختراقات تحدث، وانتشرت على طول المناطق الحدودية بين الجانبين.

 

 

ويقدر عدد النقاط الروسية بـ 14 نقطة مراقبة بهدف خفض التصعيد بين إسرائيل والمجموعات المدعومة من إيران و"حزب الله" بعد التصعيد الأخير ولا سيما اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأدت تداعياتها إلى دمار ثلثي قطاع غزة ومصرع عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وزيادة التوترات الإقليمية ولا سيما في الجولان.

ومنذ ذلك الوقت اعتبر المتخصص الروسي في الشؤون السياسية، رولاند بيجاموف في تصريحات لـ "اندبندنت عربية" تعليقاً على إنشاء نقاط المراقبة بأن دورها يقتصر بحدود "جرس إنذار" في حال حدوث انتهاكات، لافتاً النظر إلى كونها أي النقاط "تشكيلات من الشرطة العسكرية الروسية وليس بيدها بحسب وصفه وقف الحرب أو منعها، وقرار الحرب والسلام بيد القيادة الإسرائيلية".

وسيّرت القوات الروسية دورية عسكرية، انطلاقاً من نقاط تمركزها في بلدة المعلقة بريف القنيطرة، وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره (لندن) تتألف الدورية من ست عربات عسكرية جالت في قرى وبلدات (المعلقة والناصرية والرفيد والأصبح وكودنا) بغية تفقد نقاط المراقبة بالقرب من الجولان السوري المحتل ثم عادت أدراجها.

ويبقى الجولان كفوهة بركان هامد، وهو ما يخف الإسرائيليين الذين يعتبرون جبهتهم الشمالية التي تمتد على طول 120 كيلومتراً من أصعب الجبهات وأكثرها سخونة في حال اشتعلت، بينما يسري اعتقاد بانكفاء دمشق وعدم تطلعها لنشوب حرب جديدة بأي شكل من الأشكال، وهدوء الجولان مرتبط بإبقاء الفصائل الموالية لإيران بعيدة من فتيل البارود في جبهة الجنوب.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير