ملخص
أظهر تقرير الخارجية الأميركية الذي قُدم أخيراً إلى الكونغرس أن الولايات المتحدة استوردت عام 2023 بضائع بقيمة 22 مليون و300 ألف دولار من إيران، بينما صدرت إلى إيران ما قيمته 59 مليون دولار.
في وقت وصف فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أول مؤتمر صحافي له بعد دخوله مبنى "باستور" (المبنى الرئاسي)، أميركا بـ "الشقيقة"، أفادت صحيفة "واشنطن فري بيكون" نقلاً عن تقرير قُدِّم إلى الكونغرس الأميركي بأن العلاقات التجارية بين واشنطن وإيران زادت بنسبة 43 في المئة العام الماضي، إذ وصلت إلى أكثر من 81 مليون دولار.
ووفقاً لهذا التقرير، أظهرت الطفرة التجارية الأميركية الإيرانية بأن حكومة بايدن-هاريس تلتف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران حتى تتمكن الأخيرة من توفير مواردها المالية. هذا في وقت يعمل النظام الإيراني جاهداً على تأجيج الفوضى في الشرق الأوسط عبر الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري.
وفي وقت تزايدت فيه العلاقات التجارية بين إدارة بايدن والنظام الإيراني، تحدث الرئيس مسعود بزشكيان عن إمكانية لقائه مع الرئيس جو بايدن قائلاً "نحن ذاهبون إلى أميركا لمدة أسبوع، ويجب على الأميركيين أولاً أن يظهروا أنهم إخوة لنا. وألا يمزقوا ما كتبناه (الاتفاق النووي)، ومن ثم سنتحاور. ليس لدينا أي خلاف مع الأميركيين"، مضيفاً "نحن إخوة مع الجميع ومع الأميركيين أيضاً".
وإضافة إلى ما ورد على لسان بزشكيان بأنه ليس لدى إيران أي خلاف مع الولايات المتحدة، قال وزير خارجيته عباس عراقجي أيضاً عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد الأسبوع المقبل، إن إيران مستعدة للتفاوض في شأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) على هامش هذا الاجتماع.
وأظهر تقرير الخارجية الأميركية الذي قُدم أخيراً إلى الكونغرس أن الولايات المتحدة استوردت عام 2023 بضائع بقيمة 22 مليوناً و300 ألف دولار من إيران، بينما صدرت إلى إيران ما قيمته 59 مليون دولار. إذ ارتفع إجمالي التجارة بين الولايات المتحدة وإيران عام 2023 بمقدار 24 مليون دولار مقارنة بعام 2022، مما يمثل زيادة بنسبة 43 في المئة.
وفي الفترة ذاتها، تبين أن التبادل التجاري بين إيران والصين انخفض بنسبة سبعة في المئة، وهذا يدل أن إدارة بايدن-هاريس حصلت على حصة من العلاقات التجارية الأميركية-الإيرانية. كما أن التقرير لم يشر إلى العلاقات التجارية بين روسيا وإيران.
وكتبت صحيفة "فري بيكون" أن هذا التقرير غير السري الذي لم يتم تسريبه إلى وسائل الإعلام، أثار مخاوف الكونغرس الأميركي في ما يتعلق بتعزيز العلاقة السياسية بين إدارة بايدن والنظام الإيراني.
ونتيجة لاسترضاء إدارة بايدن للنظام الإيراني، منحت طهران إمكانية الوصول إلى 100 مليار دولار، إذ قالت صحيفة "فري بيكون" إن بعض المحللين يعتقدون أنه كان لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي شنته "حماس" على إسرائيل دور نشط في هذا الخصوص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق نفسه، قال السيناتور الجمهوري تيد كروز إنه "ليس مستغرباً أن تساعد إدارة بايدن النظام الإيراني من خلال تعزيز العلاقات التجارية".
وصرح أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور كروز، إن وسائل إعلام النظام الإيراني تقول أيضاً إنه في الربع الأول من هذا العام، تضاعفت العلاقات التجارية الأميركية مع إيران، مضيفاً أن "النظام الإيراني ينفق هذه الموارد على الأنشطة الإرهابية التي تستهدف الأميركيين بصورة مباشرة".
ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية فإن التجارة بين الولايات المتحدة وإيران شملت المنتجات الزراعية والأدوية والمعدات الطبية، إذ يتم تسهيل هذا التصدير على أساس الإعفاء من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
ولم تقدم وزارة الخارجية الأميركية قائمة مفصلة بالسلع والمنتجات التي يتم تصديرها إلى إيران.
وتحدث تقرير الخارجية أيضاً عن العلاقات التجارية البريطانية مع إيران، مشيراً إلى أن حجم التجارة بين طهران ولندن عام 2023 ارتفع بنسبة 66 في المئة مقارنةً بعام 2022، فخلال هذه الفترة، استوردت بريطانيا من إيران ما قيمته 116 مليون دولار، بينما صدرت إيران ما قيمته 76 مليون دولار إلى بريطانيا.
كما أشار التقرير ذاته إلى أن حجم العلاقات التجارية بين دول مجموعة الـ20 وإيران انخفض بنسبة 14 في المئة مقارنة بالتقرير الأخير الذي نُشر في هذا الخصوص، إذ أظهر انخفاضاً مقداره 5 مليارات دولار.
وبناء على هذا التقرير فإن حجم العلاقات التجارية بين السعودية وإيران تضاعف أربع مرات، إذ ارتفع من 5 ملايين دولار إلى 24 مليوناً و800 ألف دولار.
وعلى رغم العقوبات النفطية التي فرضتها الإدارة الأميركية، فإن دَخْل النظام الإيراني من بيع النفط في عهد إدارة بايدن بلغ نحو 90 مليار دولار.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"