Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البطالة والمرض والأزمات المادية تدفع النجوم إلى هاوية "تيك توك"

مها أحمد وميس حمدان أبرزهم... وممثل ظهر عارياً للاعتراض على استبعاده من الفن

الممثلة مها أحمد (مواقع التواصل)

ملخص

كيف دفعت البطالة الفنانين إلى حافة المرض واحتراف الـ"تيك توك"؟

البطالة والشللية والمحسوبية والعرض والطلب ورغبات المنتجين والمخرجين وتغير أذواق الجمهور، كلها أسباب أحالت عدداً كبيراً من الممثلين المصريين رغماً عنهم إلى التقاعد الإجباري غير محدود المدة لدرجة دفعت بعضهم إلى الشكوى أو اللجوء إلى حيل أخرى لجلب الرزق وعلى رأسها منصة "تيك توك"، مما تسبب في حال واسعة من الجدل والهجوم وطرح التساؤلات حول ما إذا كان من حق الفنان ممارسة هذا السلوك من أجل المال أم أن ذلك يُعتبر إهانة لمهنة الفن؟.


بطالة ومعاناة

في وقت يعمل عدد كبير من الممثلين في المسلسلات والأفلام والمسرحيات، ويكسبون مبالغ جيدة من مهنة التمثيل، يعاني قسم آخر منهم الكساد فلا يوجد طلب عليهم في أي نوعية من الأدوار من دون أسباب واضحة لذلك، مما عرض فئة منهم للإفلاس والفقر والمرض، وطالب بعضهم نقابة الممثلين بالتدخل لوضعهم ضمن قائمة المشتغلين بأمر رسمي، أو أحياناً يطالبون بدعم مادي من النقابة أو علاج طبي للممثلين الذين يعانون أمراضاً خطيرة أو مزمنة.
ومن الفنانين الذين شكوا من البطالة، عمر حسن يوسف الذي قال إن "الشللية والتحيزات والتواطؤ بين بعض عناصر المنظومة الفنية من أهم أسباب ابتعادي من الفن لأعوام عدة، فكل مجموعة تستعين بأصدقائها وأقاربها بغض النظر عن موهبتهم من عدمها، وللأسف نظرية الشلة هي التي تسود والأمر مستمر منذ سنوات طويلة على هذا الوضع، وكثر من الموهوبين لا يعملون من قبلي ولا يوجد إقبال عليهم لأسباب لا يعرفها أحد، كما أن آرائي البعيدة من المجاملة لا تعجب بعضهم بالتالي يتم استبعادي، ومعظم صناع الفن حالياً يرفضون الممثل الذي يبدي رأيه لأنه سيكون مصدراً للإزعاج، ولهذا اتجهت إلى مشروع آخر بجانب الفن لأن معايير الاختيار أصبحت غامضة ولا يمكن قياسها وهذا لم يعُد يضايقني لأني قدمت أعمالاً جيدة ومنها مع الأستاذ يحيي الفخراني والمخرجة هالة خليل وهذا إلى حد كبير من أحلام أي ممثل، ولهذا أنا غير مستاء وراضٍ بما كتبه الله".
من ناحيتها، عانت الفنانة نشوى مصطفى لفترة طويلة عدم إدراج اسمها ضمن الأعمال الفنية من دون سبب واضح لأعوام طويلة وتوقفت عن التمثيل في ظروف غامضة.
وكذلك الفنانة وفاء السيد التي أدت عدداً من الأدوار مثل دورها في فيلم "الباشا تلميذ"، قالت إنها تضطر إلى قبول أي دور في المسرح حتى تستطيع أن تكسب رزقها في ظل عدم عرض أعمال فنية عليها إلا بصورة نادرة جداً.
أما الفنان سيد صادق، فلم يعمل منذ نحو ثماني سنوات في المجال الفني وتفرغ لعمله كبائع لقطع غيار السيارات المستوردة، ويستقر في محل للبيع في منطقة وسط البلد بالقاهرة. ويتألم صادق كثيراً لهذا الوضع الذي يتم استبعاده فيه من دون أسباب واضحة من عشقه الأول وهو التمثيل.
وتحدث الفنان أحمد ماهر من جهته عن أزمة توافر الأدوار في الوسط الفني وأن ما يُعرض عليه نادراً ما يكون مهماً، بينما معظم المتاح يكون مع أسماء "أشباه فنانين" على حد تعبيره، لهذا يرفض المشاركة ويعتبر أن ذلك بمثابة "إهانة فنية" ودفع نحو التنازل عن قيم تربى عليها ولن يتنازل عنها.

كذلك يعاني "البطالة الفنية"، الفنان طارق الدسوقي الذي كان نجماً معروفاً في الأعوام الماضية، وله أدوار شهيرة في مسلسلات مثل "السقوط في بئر سبع" و"وما زال النيل يجري" و"في بيتنا رجل" وأفلام مثل "لا تسألني من أنا" و"ناصر 56".

وتغيّب الدسوقي عن التمثيل منذ عام 2012 وقال إنه لا يعرف لماذا يتم هذا الاستبعاد؟، فهو شخصياً غير مقاطع للتمثيل لكن "الأمر غامض والمقاييس غير معروفة"، وليس منطقياً بحسب قوله أن يطلب من المخرجين أن يسندوا إليه أدواراً، لذلك فهو ينشغل بكونه أستاذاً للدراسات العليا بكلية الآداب في جامعة القاهرة، كما يدرس في معهد إعداد القادة.
ويعاني الفنان رضا حامد البطالة الفنية وعدم عرض أدوار عليه، ويرى أن الفن تخلى عنه وشركات الإنتاج تجاهلته من دون سبب وهذا يثير غضبه لأنه يحب الفن وله باع كبير من الخبرة والأدوار. ولا يعرف حامد لماذا لا يفكرون فيه وما شروط عمل الفنان في هذه الأيام؟، خصوصاً أن "الشللية والتربيطات والمحسوبيات هي التي تحكم الوسط الفني حالياً"،  وشكى حامد من أنه ترك الهندسة وأضاع عمره بالتمثيل من دون فائدة فلا معاش له من النقابتين.
ونظراً إلى عدم عرض أدوار عليه، اضطر الفنان شريف خيرالله إلى بيع ممتلكاته حتى يواصل حياته وينفق على أسرته على أمل أن يعوض ما فاته في حال توافر أعمال فنية، وأكد معاناته مع الوسط الفني، مشيراً إلى أنه اكتشف أن لا أمان في ذلك المجال ولا يمكن الوثوق بأنه مضمون أو مصدر رزق ثابت لأي إنسان ولا بد من أن يكون هناك بديل.
ومن الفنانين الذين ضمتهم قائمة البطالة، الفنانة شمس وغادة إبراهيم وسهام جلال ومروة عبدالمنعم.


أمراض حرجة

وعانى كثير من الممثلين البطالة وتدهورت حالهم الصحية لدرجة أثارت التعاطف بسبب الظروف المادية التي وصلوا إليها بسبب عدم العمل، ومن ضمنهم الفنان المصري نعيم عيسى الذي كشف عن أنه منذ 10 أعوام لم يُعرض عليه عمل واحد، ومعاش نقابة الممثلين الذي يحصل عليه لا يكفيه، مما استدعى تدخل النقابة لعلاجه هو والفنان صالح العويل الذي يعاني الظروف نفسها.
وكذلك يعاني الفنان عمرو محمد علي مرضاً خطيراً وتدخلت النقابة لعلاجه، خصوصاً أنه يواجه أزمات مادية بسبب عدم إسناد أدوار له منذ أعوام.
وشكى الفنان رضا إدريس من قلة الأدوار والبطالة، وتعرض لأزمة صحية شديدة عجزت إمكاناته المادية عن التصدي لها، فتدخلت النقابة لعلاجه أيضاً، وتم تركيب ثلاث دعامات في القلب له.


أزمات "تيك توك"

ونتجت من البطالة الفنية وعزوف المنتجين عن الاستعانة بكثير من الممثلين، أزمات كثيرة، كان أبرزها اتجاه بعضهم إلى منصات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "تيك توك"، وخروجهم في بث حي وطلب هدايا من المتابعين، وبعضهم الآخر يحصل على راتب شهري من المنصة الرقمية ويعتبر نفسه موظفاً مضطراً إلى هذا العمل لمواجهة البطالة والعوز المادي الذي يعانيه.
وتصدرت الفنانة مها أحمد واجهة الخلاف بسبب وجودها المستمر عبر منصة "تيك توك" واتهام بعضهم لها بالإساءة لنفسها وللفن بسبب حديثها مع المتابعين.
وأمام الهجوم الشرس خرجت مها أحمد في أكثر من فيديو لتدافع عن نفسها وكشفت عن أن سبب وجودها المستمر على التطبيق هو البطالة الفنية وأنها لا تحصل على أي أعمال فنية منذ فترة طويلة، معبرة عن استيائها من استبعادها غير المفهوم من التمثيل، مما دفعها إلى التعاقد مع منصة "تيك توك" منذ فترة فهي أصبحت موظفة تتقاضى أجراً ثابتاً لمواجهة حاجاتها المادية في ظل الظروف الصعبة والبطالة التي يعانيها مئات الممثلين من دون سبب أو تدخل يحلّ الوضع المتأزم. وأضافت مها أحمد خلال بث مباشر لها على حسابها على "تيك توك" أنها ستظل تهاجم منتقديها، وتسبب لهم الغضب أكثر باستمرار ظهورها عبر التطبيق لأنها بحاجة إلى الأموال التي تحصل عليها من الفيديوهات التي تنشرها لأنها تنفقها على علاج شقيقها الكفيف وابنها الذي ينتمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكدت أنها لا تتلقى علاجاً على نفقة الدولة مثل كثير من الفنانين لأنها ترفض هذا النوع من العلاج، حتى لا يتحدث بعضهم، وينتقدون الدولة لعلاج فنانيها على نفقتها.
واشتعلت الخلافات مجدداً عندما طالبت مها أحمد أي شيخ أو ثري بأن تعمل لديه حتى تحصل على أموال لتوفير العيش اللائق.

وثار قطاع من الجمهور على ما تفعله أحمد، معتبرين أنه نوع من التسول وطالبوا بتدخل المسؤولين لمنعها من هذا التصرف، كما استغاثوا بزوجها الفنان مجدي كامل لإيقاف ما تفعله، لكنها ردت بأكثر من فيديو بأن الأخير لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ولا يضايقه أنها تعمل عبر "تيك توك".
وأعلنت مها أحمد أنها ليست وحدها من يستخدم "تيك توك" ويكسب رزقه من هدايا المتابعين عبر البث المباشر وكشفت عن أسماء عدد من الفنانين مثل سهام جلال والشقيقتين وفاء وأيتن عامر وميس حمدان وعايدة غنيم، ومنير مكرم ورامز أمير وجومانا مراد ووفاء مكي وعلا رامي وبدرية طلبة وإلهام بديع وفاطمة الكاشف وأميرة نايف وغيرهم.
ودخلت الفنانة لوسي على خط الأزمة ودافعت عن النجوم الذين يستخدمون منصة "تيك توك"، بخاصة مها أحمد بعد حملة الانتقادات التي وجهت إليها، وقالت إن ما تفعله مها أحمد ليس عيباً لأن اللجوء إلى منصة "تيك توك" أفضل من أن تتسول وتمد يديها، مضيفة أن "النجوم يظهرون في برامج ويتلقون  أجوراً، وهذا يشبه تماماً ما يحدث على تيك توك، لذلك يجب علينا ألا ننتقد الأشخاص الذين يسعون إلى كسب رزقهم بطرق مختلفة، يجب أن نعمل بما يرضي ضميرنا وبصورة محترمة من دون أن نجرح أنفسنا أو الآخرين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لفت الانتباه

ومنذ فترة فاجأ الفنان فادي خفاجة جمهوره على "تيك توك" بظهوره عارياً كنوع من التعبير عن غضبه بسبب عدم عرض أعمال فنية عليه خلال الفترة الماضية، وقال رداً على هجوم المتابعين إنه لجأ إلى ما يفعله عبر المنصة لأنه لا يجد عملاً، وبعض النجوم حاولوا مساعدته من دون جدوى لأن الفن يسير بصورة غير مفهومة، "ولا أحد يعرف أسباب استبعاد بعض الممثلين الموهوبين".
وأعلنت الممثلة راندا البحيري أنها تعاني البطالة الفنية مثل كثير من النجوم والممثلين، ولذلك يلجأون إلى منصة "تيك توك"، وقالت "للأسف يعاني كثير من الممثلين وضعاً غريباً وهو أنهم ممثلون مع وقف التنفيذ ولا يحق لنا الشكوى".
وأشارت إلى أن أن بعضاً منهم قرروا افتتاح أي مشروع ليكون مصدر رزق وهي شخصياً دخلت في مشاريع عرّضتها للخسارة والنصب، والسبب هو الاستبعاد الذي وقع عليها من المنتجين والمخرجين ولم تكُن تتصور أن تنحسر الأضواء عنها.
وكانت الفنانة مروة عبدالمنعم من أبرز ضحايا الاستبعاد من الوسط الفني ومعاناة البطالة، وقررت بعد غياب ثمانية أعوام عن المشاركة في الأعمال الفنية العودة عبر منصة "تيك توك" لتقدم فيديوهات أسوة بزملائها.
وكذلك فعل الفنان كريم الحسيني، إذ يقدم فيديوهات عبر "تيك توك"، إضافة إلى عمله في مشروع ماكينة مشروبات ساخنة داخل شنطة سيارة ملاكي بعدما استُبعد من التمثيل وانعدمت فرص مشاركته في أي عمل فني.

وبث الفنان الشاب فيديو تحدث فيه عن حبه للتمثيل وتعرضه لأزمات طاحنة بسبب عزوف المنتجين والمخرجين عن الاستعانة بكثير من الممثلين، وقال إنه كان لا بد من إيجاد بديل حتى لا يمد يده من العوز إلى الناس.

أزمة حقيقية

وقال نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي لـ"اندبندنت عربية" إن "هناك أزمة بطالة حقيقية لعدد كبير جداً من الممثلين، والنقابة ليس دورها أن تجد عملاً لكل الممثلين أو أن تسند إليهم أدواراً، فهذا موضوع خارج عن سلطتها، وليس ممكناً أن تفرض اختيار بعض الممثلين على صناع الأعمال، لكن تقوم النقابة بدورها المسموح في حل مشكلات الأعضاء وتقديم الخدمات الممكنة".
وأشار زكي إلى أن "فرص العمل قلّت عن الماضي بحكم تقلص عدد الشركات وحجم الإنتاج، إضافة إلى ازدياد عدد المنتمين للنقابة عاماً بعد آخر بمعدل 100 عضو في الأقل سنوياً من خريجي معهد الفنون المسرحية وكليات الآداب المتخصصة، فضلاً عن أعداد أخرى من المواهب الخاصة من الخارج، بعد تجاوز هؤلاء شروط ولوائح النقابة". واختتم زكي بالقول إن "ظهور بعض الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يخصهم وحدهم".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون