Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حزب الله" يستهدف قاعدة "رامات ديفيد" الجوية الإسرائيلية

عشرات الطائرات الحربية تشن "غارات واسعة" على جنوب لبنان

ملخص

تواصل القصف الإسرائيلي على غزة، حيث أعلنت السلطات الصحية السبت مقتل 21 شخصاً بغارة على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حركة "حماس" كانوا فيها.

قال "حزب الله" اللبناني، في منشور على قناته بموقع "تيليغرام"، إنه استهدف قاعدة "رامات ديفيد" الجوية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ، رداً على "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية والتي أدت إلى سقوط العديد من القتلى المدنيين".

وأكد الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان،  وقال إنه تم اعتراض معظمها، كما أفاد إعلام إسرائيلي باستهداف قاعدة "رمات ديفيد" في مرج بن عامر.

وحضت وزارة الخارجية الأميركية السبت مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد، بينما الرحلات الجوية التجارية لا تزال متاحة وفي ظل اشتداد النزاع بين إسرائيل و"حزب الله".

وشن الجيش الإسرائيلي السبت غارات مكثفة على أهداف لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، غداة ضربة دامية قرب بيروت أسفرت عن مقتل 37 شخصاً بينهم اثنان من مسؤوليه العسكريين البارزين وعدد من قياديي وحدة النخبة، في تصعيد يجدد المخاوف من اتساع نطاق النزاع المتواصل بين الطرفين منذ نحو عام.

وتصاعدت حدة المواجهات بين "حزب الله" المدعوم من طهران وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طاولت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة للدولة العبرية، وإعلان الأخيرة شن ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعاً لقيادة قوة الرضوان.

ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أن فتح الحزب "جبهة إسناد" لـ"حماس" وغزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية وتل أبيب.

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر، أفاد الدفاع المدني السبت عن مقتل 21 شخصاً في الأقل بقصف طال مدرسة تؤوي نازحين، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حركة "حماس" في المكان.

غارات واسعة

وفي استمرار للتصعيد العسكري ضد "حزب الله"، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت في بيان أنه قصف "آلافاً من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فوراً لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مضيفاً أنه أصاب "180 هدفاً".

كما أعلن الجيش في وقت لاحق أن "عشرات" الطائرات الحربية تشن "غارات واسعة" في جنوب لبنان "بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية".

 

وأظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية تصاعد دخان كثيف من تلال وأودية في مناطق عدة في جنوب لبنان إثر الغارات. وألقت الطائرات صواريخ بشكل متتال في نقاط متاخمة لبعضها البعض.

وفي ظل الغارات الكثيفة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن "حزب الله" أطلق "نحو 90 صاروخاً" باتجاه شمال إسرائيل، حتى الخامسة عصراً (14:00 ت غ).

وأعلن الحزب تنفيذ سلسلة عمليات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، منها قصف ثكنتين "بصواريخ الكاتيوشا". وأكد في بيان أن ذلك يأتي رداً على "الاعتداءات على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية".

37 قتيلاً و70 جريحاً

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية السبت أن حصيلة الغارة الجمعة ارتفعت إلى 37 قتيلاً ونحو 70 جريحاً. وأفاد وزير الصحة فراس الأبيض بأن من بين القتلى "ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم ست سنوات وأربع سنوات وعشر سنوات"، وسبع نساء.

وواصل عناصر الإنقاذ السبت رفع ركام مبنى انهار تماماً جراء الغارة في حي سكني مكتظ ويعج بالمحال التجارية، وفق ما شاهد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية.

ووقفت زينب (35 سنة) ربة المنزل التي تقطن في الجوار لتلقي نظرة بعد مساء عاشت فيه مع عائلتها حالة من الرعب. وروت "كنا في البيت وسمعنا صوتاً، واعتقدنا أن الحرب بدأت".

وأفاد مصدر مقرب من "حزب الله" السبت أن الغارة استهدفت اجتماعاً لقوة الرضوان في طابق تحت الأرض، وأدت إلى مقتل 16 عنصراً من بينهم قائد وحدة النخبة هذه إبراهيم عقيل، وقيادي ثانٍ هو أحمد محمود وهبي. وأقام الحزب مراسم تشييع السبت لعدد من القتلى.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه تمكن من "القضاء على معظم الهيكلية القيادية لقوة الرضوان في حزب الله".

وعقيل الذي كان مطلوباً من الولايات المتحدة، هو ثاني قائد عسكري بارز في "حزب الله" تقتله إسرائيل في الضاحية الجنوبية منذ بدء التصعيد، بعد فؤاد شكر الذي اغتيل أواخر يوليو (تموز).

وعرضت واشنطن مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقري السفارة الأميركية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأميركيين.

"وقف المجازر"

وألغى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً "بوقف المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأتت غارة الجمعة في أسبوع شهد سلسلة تفجيرات طاولت الثلاثاء والأربعاء، أجهزة "بيجر" وأخرى لا سلكية يستخدمها عناصر "حزب الله"، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف، وفق وزارة الصحة اللبنانية. واتهم الحزب إسرائيل بالعملية. ولم تعلق تل أبيب.

وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمام مجلس الأمن الجمعة على أن القانون الدولي يحظر "تفخيخ" أجهزة مدنية الطابع.

وتوعد الأمين العام للحزب حسن نصر الله إسرائيل الخميس "بحساب عسير" بعد هذه التفجيرات التي وقعت في معاقل الحزب قرب بيروت وفي جنوب لبنان وشرقه.

وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن التفجيرات "أسلوب قتالي غير مسبوق في وحشيته وإرهابه".

اختراق استخباري

وطرحت هذه العمليات تساؤلات عن تعرض "حزب الله" لاختراق استخباري يتيح لإسرائيل استهدافه بضربات بالغة الحساسية.

وقال آرام نرغيزيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من "اختراق" و"ضعضعة" حزب الله الذي كان يقدم نفسه على أنه "قوة موحدة ومنضبطة مع قدرة على مكافحة التجسس (داخل صفوفه) من الطراز الأول".

 

ويأتي التصعيد هذا الأسبوع بعيد إعلان إسرائيل أنها توسع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية، للسماح لعشرات الآلاف من السكان الذين نزحوا بسبب القصف بالعودة إلى ديارهم.

وكانت الأهداف الرئيسة المعلنة حتى ذلك الحين هي تدمير "حماس" التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني المنكوب.

وكان نصر الله أكد الخميس أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين بالقول "لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال".

قصف غزة

في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي في غزة، حيث أعلنت السلطات الصحية السبت مقتل 21 شخصاً في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حركة "حماس" كانوا فيها.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن من بين القتلى "13 طفلاً وست نساء" إحداهن حامل، موضحاً أن القصف استهدف مدرسة الزيتون ج، وأنها تؤوي آلاف النازحين من حي الزيتون.

من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "نفذ غارة استهدفت إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس في مدينة غزة"، مضيفاً أن الهدف كان "داخل" مدرسة الفلاح المجاورة لمباني مدرسة الزيتون.

وأظهر فيديو ركاماً كثيفاً في الطبقة الأرضية للمدرسة، مختلطاً بكراس وطاولات مبعثرة. وظهرت على الأرض بقع من الدماء قرب أدوات للطهو، بينما قام رجل بجمع ما تبقى من ملابس كانت معلقة على حبل، وجلس أطفال أرضا ينظرون بذهول إلى الركام.

ودانت حركة "حماس" قصف المدرسة، ووصفته في بيان بـ"جريمة حرب بغطاء أميركي".

وقالت وزارة الصحة في غزة السبت إن غارة جوية إسرائيلية طاولت في شكل منفصل مستودعا في منطقة "مكتظة بالسكان" في جنوب غزة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من موظفي وزارة الصحة وأحد المارة وإصابة ستة آخرين.

المزيد من الشرق الأوسط