Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفيات شمال إسرائيل تنتقل للعمل تحت الأرض

بدأ تجهيزها بعد الحرب مع "حزب الله" عام 2006

يعد مستشفى رمبام الأضخم في شمال إسرائيل ويخدم نحو مليوني إسرائيلي (المكتب الإعلامي لمستشفى رمبام)

ملخص

نقل 650 مريضاً من أقسام المستشفى الاعتيادية فوق الأرض إلى المستشفى البديل تحت الأرض أمس الأحد، "حتى إشعار آخر"، يتسع لنحو 2000 مريض، "يستطيع العمل لأسابيع ولأشهر، طالما دعت الضرورة".

مع تصاعد حدة وعمق القصف بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني خلال الأيام الماضية، نقلت المستشفيات الإسرائيلية أماكن عملها إلى "مناطق محمية تحت الأرض" في مسعى لحماية المرضى من القصف، والاستفادة من التجارب السابقة خلال حرب عام 2006.

وأمس الأحد، وبصورة متزامنة، وفي ظل حال الطوارئ، نقلت تلك المستشفيات المرضى إلى "أماكن محمية وتحت الأرض" ضمن مرافقها، بعد وصول صواريخ "حزب الله" إلى حيفا ونهاريا وحتى الناصرة للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

مستشفيات بديلة

ومع أن مستشفى رمبام الإسرائيلي في مدينة حيفا على ساحل البحر المتوسط، أكمل قبل 10 أعوام تجهيز مواقف السيارات تحت الأرض لتصبح مستشفى بديلاً، فإنها المرة الأولى التي يعمل فيها.

ويعد مستشفى "رمبام" الأضخم في شمال إسرائيل، ويخدم نحو مليوني إسرائيلي، وقد أسس عام 1938 خلال الانتداب البريطاني على فلسطين.

ووفق المتحدث باسم المستشفى ديفيد راتنر فإن المستشفى تحت الأرض يتسع لنحو 2000 مريض، وأنه "يستطيع العمل لأسابيع ولأشهر، طالما دعت الضرورة".

وأوضح راتنر لـ"اندبندنت عربية" أن العمل في المستشفى "تحت الأرض هو كالعمل في الأقسام الاعتيادية للمستشفى فوق الأرض"، مضيفاً أنه أُستفيد من تجربة حرب 2006.

وكشف راتنر عن نقل 650 مريضاً من أقسام المستشفى الاعتيادية فوق الأرض إلى المستشفى البديل تحت الأرض أمس الأحد، "حتى إشعار آخر".

وأوضح أن العمل على تحويل مواقف السيارات تحت الأرض لتحويلها لمستشفيات جاهزة بدأ بعد عام 2006 واستكمل عام 2014.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس أن المستشفيات في شمال إسرائيل ستنتقل للعمل في "مناطق محمية"، بما يشمل مدن حيفا والناصرة والعفولة وصفد ونهريا وطبريا، "بسبب الأوضاع الراهنة".

لذلك قامت المستشفيات بتخزين الأدوية ووحدات الدم تحسباً لأي تطورات مستقبلية.

كما جُهزت تلك المستشفيات للعمل بصورة مستقلة في حال انقطاع الإمدادات أو الكهرباء.

"وضع غير مسبوق"

وأشار المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية موشيه توف إلى أن المستشفيات "قد تواجه وضعاً غير مسبوق"، مضيفاً أنه "ستدعم بالموارد والكوادر البشرية الضرورية".

وفي مدينة الناصرة نقل المستشفى الإنجليزي عمله إلى "أماكن محمية" ضمن مرافقه مع تقليص نشاطه إلى الحالات الاستثنائية مثل أقسام الطوارئ والقلب والعمليات والولادة.

وأشار مدير المستشفى فهد حكيم إلى أن تلك الخطوة "جاءت استجابة لتعليمات الجبهة الداخلية الإسرائيلية ووزارة الصحة الإسرائيلية".

وأوضح حكيم أنه تم تقليص "عدد المقيمين في المستشفى وتسريح بعض المرضى الذين لا تستدعي حالاتهم البقاء".

ولا تقتصر الإجراءات الإسرائيلية على المستشفيات لكنها تشمل المدارس التي تحولت للدراسة من بعد، إضافة إلى توجيهات بالاختباء بالملاجئ فور تلقي إشعارات عبر الهواتف الجوالة بقرب سقوط الصواريخ على الأرض، وسماع صفارات الإنذار.

وكان "حزب الله" أطلق فجر أمس عشرات الصواريخ التي بلغت مدى غير مسبوق منذ هجوم السابع من أكتوبر، إذ وصلت صواريخ متوسطة المدى (100 كلم) إلى شمال حيفا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"صمود الجبهة الداخلية"

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن أكثر من 150 صاروخاً أطلقت من لبنان، وتسببت بإصابة أربعة إسرائيليين بشظايا الصواريخ واندلاع حرائق في مناطق عدة.

وعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن "صمود الجبهة الداخلية هو المفتاح الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بالقتال وتحقيق الإنجازات".

وأشار غالانت إلى أن إسرائيل "تعمق" هجماتها في لبنان، وأن "تسلسل العمليات مستمر، وسيستمر حتى نحقق أهدافنا بإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم".

وأوضح، أن "النجاح في ذلك يعتمد على حسن سير الجبهة الداخلية"، مضيفاً أن "أمامنا أياماً يتعين فيها على الجمهور إظهار الهدوء والانضباط والطاعة الكاملة لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية".

وبحسب غالانت فإن "الفرق بين النجاح والفشل يكمن في أن المواطنين دخلوا إلى الغرف المحمية وغيرها من الأماكن وفق التعليمات الصادرة لهم، وهذا ما أنقذ أرواحهم".

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية سليم بريك أن الجيش الإسرائيلي يعمل على تقليل عدد الجرحى والقتلى الإسرائيليين من صواريخ "حزب الله" اللبناني عبر حث الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ، وتجنب التنقل بين المدن.

وأشار إلى أن تقليل حجم الخسائر البشرية يعتمد على الاستجابة لتوجيهات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي "وزع على الإسرائيليين مكعبات أسمنتية لحمايتهم خلال القصف في المناطق التي لا توجد فيها ملاجئ".

ويأتي ذلك في الأماكن التي لا تتوفر فيها ملاجئ أو مناطق محمية، مشيراً إلى أن ذلك "جزء من المجهود الحربي للجيش الإسرائيلي".

وبحسب بريك فإن إسرائيل "ماضية في تصعيدها ضد ’حزب الله’ عبر قصف أماكن تخزين الصواريخ وقواعده في أنحاء لبنان حتى إضعافه، ثم الدخول بمفاوضات".

وأوضح بريك أن الغارات الإسرائيلية المتزامنة "تأتي بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير