ملخص
كانت سوق النفط تتوق بشدة لمزيد من إجراءات التيسير من قبل السلطات الصينية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي
قفزت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المئة اليوم الثلاثاء، بعد أنباء عن تدابير تحفيز نقدي في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، ومخاوف بسبب الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط الذي قد يؤثر سلباً في الإمدادات بالمنطقة، فضلاً عن إعصار آخر يهدد الإمدادات في الولايات المتحدة.
ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 1.76 دولار أو 2.4 في المئة إلى 75.66 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 1.84 دولار أو 2.6 في المئة إلى 72.21 دولار للبرميل.
وقال محلل السوق في "آي جي"، توني سيكامور، "كانت سوق النفط تتوق بشدة لمزيد من إجراءات التيسير من قبل السلطات الصينية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي".
وأعلن البنك المركزي الصيني اليوم عن أكبر تحفيزات منذ جائحة "كوفيد-19" لإخراج الاقتصاد من مسار الانكماش والعودة نحو هدف النمو الذي حددته الحكومة.
وقال محافظ البنك المركزي الصيني، إن غونغشنغ خلال مؤتمر صحافي في بكين، إن السلطات الصينية "ستخفض نسبة الاحتياط الإلزامي وسعر الفائدة الرئيس، وستخفض سعر الفائدة القياسي في السوق".
ونسبة الاحتياط الإلزامي هي التي تحدد حصة الودائع التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها في خزائنها، ومن المفترض أن تتيح لها منح الشركات مزيداً من القروض لدعم الاقتصاد الفعلي.
وأضاف، أن "نسبة الاحتياط الإلزامي ستخفض قريباً جداً بنسبة 0.5 نقطة مئوية من أجل تزويد السوق المالية سيولة طويلة الأجل تبلغ نحو ألف مليار يوان (142 مليار دولار)".
وستخفض الصين "أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري القائمة" وهو إجراء "يعود بالفائدة على 50 مليون أسرة و150 مليون شخص"، بحسب حاكم المصرف، بالتالي فإن انخفاض نسبة الفائدة على قروض العقارات "سيساعد على تحفيز الاستهلاك والاستثمار"، وفقاً لرئيس "المركزي الصيني".
توترات الشرق الأوسط
وفي الشرق الأوسط، وهي منطقة رئيسة منتجة للنفط، هاجمت إسرائيل أهدافاً لجماعة "حزب الله" في جنوب لبنان وردت الجماعة المدعومة من إيران بمهاجمة منشآت عسكرية في شمال إسرائيل اليوم الثلاثاء، مما يؤجج مخاوف اندلاع صراع شامل بعدما شهد لبنان سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ عقود.
وتهدد الضربات بدفع إيران، العضو في "أوبك"، التي تدعم "حزب الله" إلى مواجهة مع إسرائيل وقد تؤدي إلى إشعال حرب أوسع نطاقاً في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، سارعت شركات نفط أميركية إلى إجلاء موظفيها من منصات إنتاج النفط في خليج المكسيك في ظل توقعات باجتياح ثاني إعصار خلال أسبوعين لحقول النفط البحرية، فيما علقت عدد من شركات النفط بعض إنتاجها.
في سياق آخر، قالت المديرة الإقليمية لشركة "إيني الإيطالية للطاقة" في شمال أفريقيا وبلاد الشام مارتينا أوبيتسي أمس الإثنين، إن الشركة تعد ليبيا دولة رئيسة لأنشطة المنبع ولذلك تخطط لبدء التنقيب في حوض غدامس العام المقبل.
"إيني" تنقب في حوض غدامس
وأضافت أوبيتسي خلال ندوة حول قطاع الطاقة في ليبيا نظمتها في روما شركة "إنرجي كابيتال أند باور"، "لم نتوقف أبداً عن النظر إلى ليبيا باعتبارها منطقة حيوية لإنتاج النفط والغاز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعت، "تشير تقديراتنا إلى وجود موارد لا تزال في حاجة إلى اكتشاف، ونخطط أيضاً لاستكشافات بحرية في المستقبل القريب".
وتوقفت صادرات النفط في الموانئ الليبية الرئيسة الشهر الماضي وتقلص الإنتاج في جميع أنحاء البلاد وسط مواجهة بين الفصائل السياسية المتنافسة حول السيطرة على مصرف ليبيا المركزي وعائدات النفط.
وبدأ الإنتاج يتعافى في النصف الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري لكن الخلاف في شأن المصرف المركزي لم يحل بعد.