Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سقوط عدد من الإيرانيين في تفجيرات أجهزة البيجر التابعة لـ "حزب الله"

ادعى مقدم أحد البرامج التلفزيونية في إيران أن إسرائيل نفذت عملية تهدف إلى سرقة وثائق ومعلومات من مركز عسكري في محافظة أصفهان، إلا أن السلطات قررت أن تبقي هذه القضية سرية

تصر إيران على أن إصابة سفيرها في لبنان حدثت إثر انفجار جهاز بيجر كان بحوزة أحد مرافقيه، وأن السفير لم يكن مستهدفاً بشكل مباشر بالهجوم الإسرائيلي (رويترز)

ملخص

إن وجود عناصر من "فيلق القدس" ضمن الأشخاص الذين لديهم أجهزة "البيجر" الخاصة بـ "حزب الله" في لبنان يظهر أنه خلافاً للادعاءات الرسمية الإيرانية فإن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري لديه مشاركة نشطة في الهيكل التنظيمي لـ "حزب الله" وقيادته.

أكد أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران عبد الحسين خسروبناه أن بعض الجرحى والقتلى في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وسوريا هم من الإيرانيين.
وفي ذكرى بدء الحرب الإيرانية- العراقية، دافع خسروبناه عما أسماها بـ "ثقافة الاستشهاد"، مؤكداً أن قوات عسكرية إيرانية تتواجد حالياً في لبنان وسوريا.
ويتناقض هذا التصريح مع المواقف الرسمية للنظام الإيراني الذي أعلن أن سفيره في بيروت مجتبى أماني هو المصاب الوحيد في هذه التفجيرات التي طاولت أجهزة البيجر التابعة لـ "حزب الله" اللبناني. كما نفت طهران وجود مستشارين عسكريين إيرانيين بين القتلى والجرحى في حادث التفجير.
وصرح المتحدث باسم "الحرس الثوري" علي محمد نائيني يوم الأربعاء الموافق لـ18 سبتمبر (أيلول) الجاري، أنه "خلافاً لما تردد في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي"، لم يُقتل أي من قوات الحرس الثوري "في الهجوم الإرهابي الأخير الذي تم تنفيذه من خلال أجهزة البيجر في لبنان".
إن تصريح المتحدث باسم "الحرس الثوري" يختلف كلياً عن ادعاء أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية وهذا يوضح التناقض في إعلان المواقف الرسمية للنظام الإيراني.
كما زعم النظام أن إصابة السفير مجتبى أماني كانت سطحية. ويتناقض هذا الادعاء كلياً مع ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إصابة أماني بالعمى وتدهور حالته الصحية جراء انفجار جهاز اللاسلكي (البيجر) الخاص به.
ورغبة منها في إخفاء مسألة تواجد قوات "الحرس" بين عناصر "حزب الله"، تصر الحكومة الإيرانية على أن إصابة سفيرها في لبنان حدثت إثر انفجار جهاز اللاسلكي (البيجر) الذي كان بحوزة أحد مرافقيه، وأن السفير لم يكن مستهدفاً بشكل مباشر بالهجوم الإسرائيلي.
ويبدو أن هذا الموقف الإيراني الرسمي هو محاولة لتجنب ضرورة الرد على إسرائيل، كما أنه نتيجة لسياسات النظام الأخيرة الرامية لتجنب زيادة التوتر مع إسرائيل.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي النهج السياسي الجديد لبلاده، إذ قال للصحافيين خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "إننا نراقب الأوضاع في المنطقة ونقوم بتنظيم سياساتنا بعناية، ومن المؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها المتمثلة في زيادة التوتر والحروب، لكنها ستحاسَب على جرائمها".
كما أعلن عن هذا النهج السياسي الجديد الرئيس مسعود بزشكيان في مؤتمره الصحافي أيضاً. وفي معرض رده على سؤال أحد الصحافيين قال بزشكيان: "لقد أظهرت إيران ضبطاً للنفس تجاه الهجمات التي تعرضت لها البلاد ومنها اغتيال إسماعيل هنية، وذلك من أجل منع زيادة التوتر".
وبعد الهجمات المتتالية التي شنتها إسرائيل والتي استهدفت الميليشيات العسكرية التابعة للحرس الثوري في سوريا ولبنان خلال العام الماضي، وأدت إلى قتل عدد من قادة "الحرس"، يبدو أنه في ظل الظروف الحالية قرر النظام الإيراني تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
كما أن تجنب الرد العسكري على اغتيال هنية (على رغم الوعود التي قطعها المرشد علي خامنئي بالانتقام الحتمي)، أوضح سياسة النظام الإيراني تجاه التطورات الإقليمية في المرحلة الحالية، إذ تجلت هذه السياسة من خلال إنكار الضربات التي تلقاها "فيلق القدس" ووكلائه في سوريا ولبنان.
وأشار محللون إلى أن هناك سبباً آخر لاختلاف المواقف الرسمية في إيران بشأن إنكار وجود قوات للحرس الثوري بين الجرحى والقتلى في الانفجارات الأخيرة التي حدثت في لبنان جراء تفجير أجهزة "البيجر" هو محاولة إيرانية لإخفاء التعاون العسكري والتنظيمي المباشر بين "فيلق القدس" و"حزب الله" وغيرها من الميليشيات العسكرية التابعة لطهران، والتي يمكن أن تكون لها عواقب قانونية دولية.
وكما يبدو، فإن النظام الإيراني لا ينوي الدخول في توتر مباشر مع إسرائيل في ظل وعد بزشكيان وعراقجي باستغلال سفرهم إلى نيويورك لإحياء المفاوضات مع الغرب، بخاصة أميركا.
وفي بيان أصدره مقر "صاحب الزمان" التابع للحرس الثوري في محافظة أصفهان في 28 أغسطس (آب) الماضي، تحدث عن مقتل عنصرين من "الحرس" وإصابة 10 آخرين إثر تسرب غاز في أحد المراكز العسكرية في مدينة أصفهان. ونفى "الحرس الثوري" في بيانه هذا أن يكون هناك هجوم أجنبي أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سرقة وثائق ومعلومات

في الأيام الأخيرة، وفي أحد البرامج المتعلقة بالإذاعة والتلفزيون التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى مقدم البرنامج أن إسرائيل نفذت عملية تهدف إلى سرقة وثائق ومعلومات من هذا المركز العسكري الذي يقع في محافظة أصفهان، إلا أن السلطات الحكومية قررت أن تبقي هذه القضية سرية.
وفي وقت تنفي الحكومة الإيرانية الوجود العسكري النشط لـ "فيلق القدس" في لبنان، فإن الحقائق تؤكد أن إيران هي من أسست وسلحت ودربت ومولت "حزب الله".
إن وجود عناصر من "فيلق القدس" ضمن الأشخاص الذين لديهم أجهزة "البيجر" الخاصة بـ "حزب الله" في لبنان يظهر أنه خلافاً للادعاءات الرسمية الإيرانية فإن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري لديه مشاركة نشطة في الهيكل التنظيمي لـ "حزب الله" وقيادته.
وتُعد مشاركة كبار قادة "فيلق القدس" في الحروب بين "الحزب" وإسرائيل في السنوات الأخيرة، هو دليل آخر على هذا التعاون الوثيق بين الحزب اللبناني و"الفيلق" الإيراني.
ونشر جهاز الاستخبارات والأمن الداخلي الإسرائيلي في مارس (آذار) 2023، وثائق تؤكد التعاون بين "حزب الله" و"فيلق القدس". ووفقاً لهذه الوثائق الأمنية، تبين أن هناك تعاوناً مباشراً بين الطرفين في تجنيد الفلسطينيين في الضفة الغربية لتنفيذ أنشطة إرهابية في إسرائيل.
كما أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لفؤاد شكر وإبراهيم عقيل وبعض قادة العمليات الآخرين لـ "حزب الله"، بعد مقتلهم، بجانب كبار قادة الحرس الثوري وفيلق القدس مثل قاسم سليماني، أظهرت التعاون العسكري الوثيق بين الحزب وفيلق القدس.
وفي الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المبنى الذي اجتمع داخله قادة "فرقة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت يوم الجمعة الموافق لـ20 سبتمبر الجاري، وردت أنباء عن مقتل نائب قائد "فيلق القدس" محمد رضا فلاح زادة، وهو ما نفته طهران.
وإضافة إلى محاولة النظام منع نشر خبر مقتل عناصره العسكرية، فإنه يرى أن نشر مثل هذه الأخبار ستكون بمثابة اعتراف بالضعف أمام إسرائيل.

وخلال العام الماضي، فقد النظام الإيراني عدداً من كبار قادته العسكريين إثر الهجمات الإسرائيلية في لبنان وسوريا. ووفقاً للمحللين العسكريين فإن هذا لم يكن ممكناً من دون حصول اختراق أمني في الهياكل التنظيمية للميليشيات التابعة للحرس الثوري في المنطقة.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير