ملخص
حذر مراقبون عراقيون من تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي التي قال فيها إن "إسرائيل تعمل على جبهات متعددة في غزة والشمال واليمن والعراق وإيران".
ألقت التطورات الميدانية في لبنان بعد اشتداد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" بظلالها على الأوضاع داخل العراق، إذ فتحت بلاد الرافدين أبوابها أمام المواطنين اللبنانيين في حين برزت مخاوف من احتمال الزج بالعراق في الصراع.
ويرى مراقبون أن العراق متورط فعلاً في حرب غزة منذ اندلاعها، ولكنه سيتورط فيها أكثر بعد تصاعد الأحداث في الجبهة اللبنانية.
وشن الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين الماضي سلسلة غارات جوية عنيفة على عدد من المناطق في جنوب لبنان وشرقه، أدت إلى مقتل أكثر من 550 شخصاً وجرح المئات الآخرين بينهم أطفال ونساء ومسعفون، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه "يوسع نطاق" ضرباته على "حزب الله" في لبنان، مشيراً إلى أنه هاجم حتى الآن مئات الأهداف للحزب.
فتح الأبواب
وأصدر رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أول من أمس الثلاثاء ثلاثة توجيهات بخصوص المواطنين اللبنانيين. وجاء في بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أنه "بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق الذي يتعرض منذ أيام إلى عدوان صهيوني مجرم، تضامناً وإسناداً من العراق حكومة وشعباً مع الأشقاء في لبنان، وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بتمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين الموجودين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة 30 يوماً، وتمدد مرة أخرى استناداً إلى أحكام قانون إقامة الأجانب رقم (76 لسنة 2017) بسبب ما يمر به لبنان من ظروف حرب قاهرة"، إضافة إلى "إعفاء المواطنين اللبنانيين المخالفين بالوقت الحاضر من العقوبات المنصوص عليها بالقانون أعلاه، كما استمرار منح سمات الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية العراقية".
وكان السوداني أكد تنظيم جسر جوي وبري لتسهيل إرسال الوقود إلى لبنان، فيما دعا إلى عقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربية (الموجودين في نيويورك)، والعمل على عقد قمة إسلامية، لبحث تداعيات الحرب على لبنان.
ودعا "حزب الدعوة الإسلامية" من ناحيته إلى إعلان الاستنفار العام لمواجهة "العدوان الإسرائيلي الهمجي" على لبنان.
"وحدة الساحات" ضد إسرائيل
وفي سياق متصل، حذر رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل من تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي التي قال فيها إن "إسرائيل تعمل على جبهات متعددة في غزة والشمال واليمن والعراق وإيران".
وقال فيصل إن "تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأكيد أن المنطقة حالياً تتجه نحو حرب شاملة وخطرة والعراق سيكون جزءاً منها، وبخاصة بعد تصعيد الفصائل العراقية عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية فهذا الأمر سيدفع إلى رد فعل إسرائيلي ضد مراكز تحكم وسيطرة الفصائل في العراق". وأضاف أن "موقف العراق الرسمي واضح من خلال دعم لبنان دبلوماسياً وصحياً ومعنوياً، لكن هناك غموضاً في الموقف الرسمي تجاه تصعيد الفصائل العراقية الذي جعل العراق جزءاً من الحرب الشاملة بصورة مباشرة، وهذا الأمر أحرج الحكومة كثيراً وأكد عدم سيطرتها على تحركات الفصائل التي تعمل بوضوح عبر توجيهات إيرانية، وتؤمن بوحدة الساحات ضد إسرائيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفصائل العراقية تستنفر
وفي السياق، أكدت مصادر محلية أن الفصائل العراقية مستنفرة على ثلاثة مستويات، مبينة أنها لن تتهاون في دخول المعركة بحال جرت محاولات لاجتياح لبنان، إضافة إلى تفعيل أدوات الرد من خلال ما لديها من مسيرات وصواريخ دقيقة.
وتابعت المصادر أن "الأيام المقبلة ستكون مصيرية لمحور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط برمتها والفصائل العراقية عازمة على أن تدعم الأشقاء في فلسطين ولبنان"، مبينة أن "أميركا متورطة بالمجازر في لبنان من خلال تمويل الاحتلال بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية وهي تجند عشرات الأقمار الاصطناعية لرصد المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن".
المجتمع الدولي لم يؤد واجباته
إلى ذلك، أشار المتحدث باسم "ائتلاف النصر" عقيل الرديني إلى أن "كل ما يدور الآن على الساحة السياسية الدولية في الشرق الأوسط ينبئ بتوسع ساحة الصراع ليشمل غالب دول المنطقة ومنها العراق، سواء برغبتها أو من دونها وذلك لاعتبارات عدة".
واعتبر الرديني أن "المجتمع الدولي لم يؤد مسؤولياته وواجباته باتخاذ القرارات المناسبة ضد إسرائيل واعتداءاتها والإبادة الجماعية التي تمارسها سواء في الضفة الغربية أو غزة أو لبنان أو سوريا، وهذا يحرك كثيراً من المشاعر العربية والإسلامية وربما حتى الفصائل المسلحة الموجودة في المنطقة، والعراق غير بعيد من هذه الساحة. أما الأمر الآخر فهو أن تمادي الولايات المتحدة والدول الكبرى وانحيازها ومساعدتها للطرف الإسرائيلي الغاصب على حساب الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسوريا أثار غضب الجماهير العربية. وذلك يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية والانهيار. وما يجعلنا نتحسس الخطر هو وجود وتدفق الأسلحة وحاملات الطائرات والغواصات إلى المنطقة والإصرار الإسرائيلي المدعوم أميركياً والاستمرار بالنهج العدواني واحتلال جزء من الأراضي العربية والاعتداء على دول عربية أخرى ينبئ بحرب شاملة قريبة في المنطقة، إلا في حال تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للالتزام بالمسؤوليات الأخلاقية والمهنية والواجبات الدولية بإيجاد حلول لوقف هذا الانهيار الكبير للمؤسسات الدولية والوقوف بوجه طموحات إسرائيل التوسعية.
وأكمل المتحدث باسم "ائتلاف النصر" أن خطر اندلاع حرب شاملة قد يحدث في ليلة أو ضحاها".
العراق متورط فعلاً
وفي المقابل، كشف الباحث السياسي خالد العرداوي أن "العراق متورط فعلاً في حرب غزة منذ اندلاعها، ولكنه سيتورط فيها أكثر بعد تصاعد الأحداث في الجبهة اللبنانية".
ورأى العرداوي أن "هذا التورط ليس بالضرورة قراراً سياسياً من الحكومة في بغداد بل قرار تتخذه الفصائل المسلحة العراقية بصورة منفردة، وحتى لو لم توافق عليه الحكومة".
واعتبر أن "نتائج هذا التورط ستحددها تطورات الميدان، ومدى تأثير ضربات الفصائل على تل أبيب، فكلما كان لها تأثير فعلي فهذا سيعني أن الساحة العراقية ممكن أن تشهد ضربات إسرائيلية تحددها القيادة العسكرية في تل أبيب".