Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هيئة تحرير الشام تتأهب لمعركة مقبلة في سوريا

تدريبات عسكرية لرفع جاهزية قوات النخبة وسط توقعات بسعيها إلى السيطرة على الطريق الدولي

كثفت هيئة تحرير الشام من تدريبات وإعداد عناصرها  وبخاصة إيلاء أهمية قصوى للقوات الخاصة (أ ف ب)

ملخص

التدريبات الجديدة لهيئة تحرير الشام يبدو أنها تشمل تحضيرات واسعة ولافتة للنظر ولا تشبه التدريبات التقليدية والدورية، ويراها مراقبون في الشأن السوري تنذر بمعركة مقبلة لفصيل متمرس بحروب مواجهة

تسارع أكثر فصائل المعارضة المتشددة داخل شمال غربي سوريا في كسب الوقت وامتلاك مزيد من الأوراق ميدانياً بعد تطورات تلوح في الأفق، لا سيما الحديث عن تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا. وعلى أرض ساخنة تتأهب للانفجار مجدداً زجت هيئة تحرير الشام بقواتها الخاصة بغية تنفيذ مشاريع وتدريبات تحاكي معركة برية هجومية، في مساع إلى توسيع دائرة نفوذها.

وكثفت هيئة تحرير الشام من تدريبات وإعداد عناصرها في الوحدات والألوية كافة منذ أسابيع وبخاصة إيلاء أهمية قصوى للقوات الخاصة، والاتصالات وقيادة الطائرات المسيرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره (لندن) عن تحضير الهيئة لعمل عسكري ضد القوات النظامية، واتخذت إجراءات للتحضير السريع لمعركة ضد مواقع سيطرة الجيش النظامي، مع إمكانية الهجوم على القرى والبلدات في ريفي حلب وإدلب سعياً منها إلى الوصول إلى طريق دمشق - حلب أو ما يعرف بـ(أم 5)، وتأمين حماية أكبر للقرى في جنوب إدلب وشمال حماة.

وهيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" تعد جماعة متطرفة تقاتل على الأراضي السورية منذ تأسيسها خلال يناير (كانون الثاني) عام 2017 في ذروة الصراع المسلح الداخلي في البلاد، والذي اندلع عام 2013 وجاء تأسيس الهيئة من خلال اندماج عدة فصائل مسلحة وعلى رأسها جبهة "فتح الشام" المعروفة سابقاً بـ"جبهة النصرة"، و(جبهة أنصار الدين وجيش السنة ولواء الحق وحركة نور الدين الزنكي)، واتسعت رقعة الهيئة وتضاعف عددها وتعدادها، بعد انضمام حركة تحرير الشام.

 

 

وتشي التدريبات الجديدة عن تحضيرات واسعة ولافتة للنظر ولا تشبه التدريبات التقليدية والدورية، ويراها مراقبون في الشأن السوري تنذر بمعركة منتظرة لفصيل متمرس بحروب مواجهة وجهاً لوجه مع القوات النظامية، والذي يسعى إلى إعادة اعتباره بعد خسارته لريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي خلال عام 2019 إثر حملة عسكرية للقوات الخاصة بالجيش النظامي.

ويخفف الناشط الحقوقي رأفت السيد عمر ما يدور من أهداف تدريبات الهيئة ويقلل من أهميتها، ويعد كل ذلك يأتي في إطار الاستعراض العسكري وإبراز العضلات لإيصال رسائل سياسية لإسطنبول أن التطبيع مع دمشق لن يمر بهذه السهولة، وليس على حساب هيئة التحرير ومصيرها في المنطقة علاوة عن فشل الهيئة، والتي تعود بعقيدتها إلى تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية من إعطاء صورة مغايرة عن الصورة المتشددة، وإيصال صورة للأوساط الأوروبية بأنها معتدلة إذ تصنفها الولايات المتحدة من الأحزاب الإرهابية.

ويعتقد الناشط الحقوقي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" عدم قدرة "تحرير الشام" بعد أعوام من ثبات خطوط التماس على جبهات القتال بإحداث أي تغيير بجغرافيا السيطرة أو إحراز التقدم، أو حتى رفع سقف طموحات المقاتلين المتشددين بامتلاك الطريق الدولي لقطع الطريق السريع بين حلب شمالاً مع دمشق جنوباً مروراً بحماه وحمص وأريافها على امتداد نحو 350 كيلومتراً، إذ تكتسب مدينة حلب صفة العاصمة الاقتصادية والصناعية، وعلى رغم دمار المصانع أثناء الحرب فإنها ما زالت تلعب دوراً مهماً في دعم القطاع الاقتصادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف عمر "موسكو لن تسمح بهذا التطور بأية صورة من الصور، بل هي تسعى من خلال مفاوضاتها مع أنقرة إلى فتح طريق (أم 4) الذي يصل بين (حلب واللاذقية) ومن المتوقع معركة تعتمد على حروب العصابات، وسيكون لقوات (العصائب الحمراء) أقوى وحدات النخبة بالهيئة حضوراً في المعركة لا سيما أنها تنفذ عمليات خاطفة خلف خطوط المواجهة، وتمكنت من تحقيق أهدافها ومن المتوقع في حال اندلاع المعركة الوصول إلى أطراف الطريق، لا سيما من ثغرة سراقب في ريف إدلب الجنوبي لتحصين مواقعها العسكرية".

وأحصى المرصد السوري حتى آخر أغسطس (آب) الماضي مصرع 340 شخصاً من العسكريين والمدنيين باستهدافات برية ضمن منطقة بوتين - أردوغان منذ مطلع عام 2024 وذلك خلال 300 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهداف بطائرات مسيرة انتحارية، وفي الوقت ذاته أصيب بالعمليات الآنفة أكثر من 129 من العسكريين بينهم جندي تركي وبلغ عدد إصابات المدنيين 155 شخصاً بينهم أربع سيدات و23 طفلاً بجراح متفاوتة.

وإلى ذلك تسعى هيئة تحرير الشام والتي تنشط ضمن غرفة عمليات عسكرية مع فصائل من المعارضة المتشددة تحت اسم "غرفة عمليات الفتح المبين" (أسست الغرفة عام 2019 تشترك بها فصائل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة) إلى تحقيق مكاسب على الأرض، إلا أن أنباء أشارت إلى دخول أوكرانيا على خط دعم الفصيل المتشدد، والتي تضعه موسكو على قائمة الإرهاب.

وأشارت وكالة "نوفوستي" الروسية في وقت سابق خلال منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الجاري نقلاً عن مصدر سوري لم تسمه، إلى نقل 250 خبيراً عسكرياً من أوكرانيا وصلوا إلى إدلب لتدريب مسلحي الهيئة على تصنيع طائرات من دون طيار.

 

 

وكانت محافظة إدلب شهدت احتجاجات شعبية وخرج مئات المتظاهرين في مناطق نفوذ تحرير الشام بتظاهرات غاضبة ضد سياسة حكم أمر الواقع قبل أكثر من عام مع تجددها بين الحين والآخر، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين وتغيير سياسات الهيئة وصولاً إلى المطالبة بإسقاط زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني (شغل في وقت سابق أمير في جبهة النصرة إحدى فروع تنظيم القاعدة في سوريا والعراق)، لا سيما بعد قرارات وصفها الأهالي بالمتشددة.

وتحدث أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه عن تقييد متزايد للحريات وبخاصة بعد إصدار قانون الآداب العامة الذي زاد من التشدد بالعقوبات بالحبس في تصرفات عامة ابتداء من التقيد بلباس شرعي، ومنع التدخين أو النرجيلة أو الحفلات، علاوة عن الاختلاط بالأماكن العامة.

وأردف "هذا التقييد الواسع يزيد من درجة الاحتقان بين الناس ويؤدي بالنتيجة إلى الانتفاض على الهيئة، وهذا ما يفسر سعي القوات المقاتلة التابعة لها إلى لفت النظر بإنجاز عسكري على الأرض".

إلى ذلك تعيش مناطق شمال غربي سوريا حالاً من التوتر والتأهب خصوصاً في ظل المعلومات الواردة عن تأهب دمشق بإعداد حملة عسكرية تشبه حملة عام 2019 والتي استرجعت فيها أراضي إلى سيطرتها في الشمال، وتهدف إلى الإسراع بإحكام السيطرة على الواقع الميداني والتكثيف من التحرك الميداني قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإعادة العلاقات مع أنقرة، بينما التدريبات الجديدة للهيئة تأتي في إطار التحضير لصد الحملة العسكرية للقوات النظامية بضربات استباقية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير