Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيض حميد رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق وراء القضبان

يبدو أنه لا يواجه المحكمة العسكرية بسبب تجاوزاته بل لوقوفه في الجانب الخطأ من قيادة الجيش الحالية

من المثير للاهتمام أن الجنرال الذي كان يتحكم بالعلاقات الخارجية لباكستان قبل عامين يواجه المحكمة اليوم (مواقع التواصل)

ملخص

هل أصبح الجنرال القوي ضحية طموحاته العالية أم أنه يواجه قضية سياسية؟

بادرت وسائل الإعلام بنشر لقطات مثيرة للانتباه لرئيس الاستخبارات الباكستانية السابق الجنرال فيض حميد وهو يحتسي القهوة في إحدى باحات فندق "سرينا" الفَارِه في العاصمة الأفغانية كابول بعد أيام من سيطرة "طالبان" على أفغانستان.

يظهر الفيديو الجنرال الباكستاني برفقة السفير الباكستاني لدى كابول محاطاً بعدد كبير من الصحافيين الذين ينهالون عليه بالأسئلة ليرد عليهم فيض حميد بابتسامة مريبة وكلمات محدودة، "لا داعي للقلق، الأمور ستكون على ما يرام".

رئيس الجناح الخفي

ويصف الصحافي طاهر خان المشهد الذي رآه بعينيه، "كان هناك عدد كبير من الصحافيين الأجانب في فندق (سرينا) لتغطية الأحداث إبان عودة (طالبان) إلى سدة الحكم. خلال هذه الأثناء رأينا أعضاء السفارة الباكستانية في عجلة من أمرهم يتنقلون بين الأدوار والأزقة وكأنهم يستعدون لاستقبال ضيف رفيع المستوى. لم يكن أحد يتوقع أن هذا الضيف سيكون رئيس الاستخبارات الباكستانية إلى أن ظهرت تغريدات عن زيارته لكابول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لطالما اتهمت الحكومة الباكستانية بأنها مقربة من قيادة "طالبان" الأفغانية وتوفر لهم الملاذ والتسهيلات، لكن ظهور رئيس الجناح الخفي إلى العلن بوجه بشوش فور سيطرة "طالبان" على الحكم كان استثنائياً بكل المقاييس.

ونفت الحكومة الباكستانية آنذاك لقاء فيض حميد قيادة "طالبان"، لكن المطلعين يرون أن زيارة الجنرال الباكستاني كانت إظهاراً لنفوذ باكستان على السلطة الأفغانية الجديدة ووضع أسس جديدة العلاقة بين الدولتين.

ومن المثير للاهتمام أن الجنرال الذي كان يتحكم بالعلاقات الخارجية لباكستان قبل عامين يواجه المحكمة العسكرية اليوم بعدما أعلنت القيادة الحالية للجيش فتح تحقيق ضده في قضايا نهب الأراضي والتدخل في الشؤون السياسية بعد تقاعده.

التلاعب بانتخابات 2018

ظهر اسم فيض حميد أول مرة عندما اتهمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف بإساءة استخدام نفوذه كمسؤول عسكري في الاستخبارات الباكستانية بالضغط على النظام القضائي من أجل إطاحة حكومته عام 2017. وقد عزز هذه الاتهامات آنذاك أحد قضاة محكمة إسلام آباد العليا، الذي ادعى أن فيض حميد قابله في مقر إقامته وطلب منه عدم إصدار حكم العفو لمصلحة نواز شريف وابنته مريم نواز.

منذ ذلك الحين، يعرف فيض حميد كمدبر لشؤون عمران خان السياسية وتسهيل وصوله إلى سدة الحكم بعد انتخابات 2018 والسيطرة على معارضيه أثناء فترة حكمه. وبعد أشهر عدة من وصول عمران خان للحكم، تم تعيين فيض حميد رئيساً للاستخبارات الباكستانية ليكون مقرباً ومستشاراً خاصاً لرئيس الوزراء ومرشحاً قوياً لقيادة الجيش.

لكن الرياح جرت بخلاف ما كان يشتهي عمران خان ومقربه الخاص فيض حميد، إذ حدث خلاف بين قيادات الجيش وتم عزل عمران خان من خلال سحب الثقة في البرلمان ليصل حزب نواز شريف مرة أخرى للحكم. أعلن فيض حميد تقاعده من الخدمة العسكرية عند تعيين عاصم منير قائداً للجيش، لكنه لم يختفِ من وسائل الإعلام، إذ اتهمته الأحزاب السياسية الحاكمة بدعم عمران خان ومحاولة إعادته للسلطة حتى إنه اتهم بمحاولة الانقلاب داخل الجيش ضد القيادة الحالية.

نهاية غير سعيدة أم بداية جديدة؟

الحديث عن خلاف بين فيض حميد والقيادة الحالية للجيش لم يتجاوز الأخبار غير المحققة وبعض التحليلات والتلميحات الغامضة، لكن الأمور أخذت منحنى جاداً عندما نشر الجيش الباكستاني بياناً صحافياً أعلن فيه القبض على فيض حميد وفتح تحقيق ضده أمام المحكمة العسكرية ليكون أول رئيس استخبارات في تاريخ باكستان يواجه مثل هذه الإجراءات.

ويبقى السؤال عن أهمية هذه الإجراءات لنزاهة النظام السياسي القائم في باكستان، إذ يبدو أن فيض حميد لا يواجه المحكمة العسكرية بسبب تجاوزاته، بل لأنه يقف في الجانب الخطأ من قيادة الجيش الحالية التي تتهم أيضاً بتضييق الفضاء الديمقراطي والتدخل في الشؤون السياسية والقضائية. لذا لا يستبعد أن نهاية فيض حميد ستتحول لبداية جديدة عندما تتغير قيادة الجيش مرة أخرى.

المزيد من متابعات