Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح "التحالف السعودي" في إقامة دولة فلسطينية؟

مراقبون: خطوة جديدة لبلورة حلول عربية عادلة للقضية تنسجم مع القرارات الأممية والتوجه الغربي الداعي إلى حل الدولتين

رأى وزير الخارجية السعودي أن الاعتراف بدولة فلسطين حق أصيل وليس نتيجة المفاوضات السياسية (أ ف ب)

ملخص

في الواقع يعد تدشين تحالف دولي يؤسس الطريق لإقامة دولة فلسطينية أول خطوة عملية تقوم بها دولة عربية على أرض الواقع لانتزاع الحقوق الفلسطينية، وهذا الجهد قد يقود دول العالم إلى الضغط على إسرائيل للقبول بدولة مجاورة.

على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مؤتمراً صحافياً أعلن فيه "إطلاق تحالف دولي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين كطريق إلى سلام عادل وشامل".

ورأى بن فرحان أن الاعتراف بدولة فلسطين حق أصيل وليس نتيجة المفاوضات السياسية، وأن تحقيق ذلك يعد الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهذه الخطوة يجب أن تكون مباشرة لوقف الحرب على غزة، ويجب أن يكون هناك تحرك جماعي لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء القتال الفوري في القطاع.

جهد منذ بداية الحرب

في الواقع يعد تدشين تحالف دولي يؤسس الطريق لإقامة دولة فلسطينية أول خطوة عملية تقوم بها دولة عربية على أرض الواقع لانتزاع الحقوق الفلسطينية، وهذا الجهد قد يقود دول العالم إلى الضغط على إسرائيل للقبول بدولة مجاورة.

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة أصر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وشدد على أن ذلك يكون من خلال قيام دولة فلسطينية وربط إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بحل الدولتين.

وقامت السعودية بجهد كبير في سبيل إنهاء الحرب على غزة، لكن خطواتها العملية كانت على نطاق دولي، إذ أجرت اتصالات دبلوماسية متتالية مع زعماء العالم من أجل إجبار إسرائيل على عدم تهجير سكان غزة، ثم توالت الاتصال من أجل الموافقة على تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع.

بعد ذلك طرحت السعودية خريطة طريق لإنهاء الحرب، وكان ذلك بالتعاون مع ممثلي مجموعة الدول العربية الست الذين سلموا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورقة سياسية تشكل أساساً لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وتقوم على إنشاء مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية خلال فترة لا تزيد على ثلاث سنوات.

لم تتوقف الجهود عند ذلك الحد، بل بدأت السعودية في حث دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين، ونجحت في إقناع دول عدة بهذه الخطوة مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج، وبعدها شكلت تحالفاً دولياً من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بما ينسجم مع القرارات الدولية ذات الصلة.

149 دولة شجاعة

بحسب المعلومات التي أفصح عنها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح لـ"اندبندنت عربية"، فإن السعودية أطلقت مبادرة الشجاعة، والتي تعني دعوة 149 دولة في العالم للتحلي بالشجاعة واتخاذ قرار الاعتراف بدولة فلسطين.

يوضح فتوح أن هناك دولاً أوروبية مختلفة اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، وبالفعل حث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة، وقال "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام رفض إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية، سنضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة لتحقيق السلام المنشود، سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق ولا رجعة فيه لسلام عادل وشامل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تأتي هذه الخطوة بعدما توصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى قناعة مع شركائه في الاتحاد الأوروبي والنرويج بأن الحلول التفاوضية لإنهاء الصراع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تعد خياراً ممكناً.

وبينما تبذل السعودية جهداً من أجل فلسطين، يبقى السؤال: ما فرص نجاح تحالف دولي لقيام دولة فلسطينية؟ يجيب القيادي الكبير في السلطة الفلسطينية روحي فتوح قائلاً "هذه المبادرة خطوة جديدة ضمن جهود الدبلوماسية العربية لبلورة حلول عادلة لأزمة غزة". ويضيف، "لقد أقنعت دول كثيرة في العالم بمبادرة السعودية، وتولدت قناعة لدى المجتمع الدولي بضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية. السعودية اليوم تضع خططاً عملية وليس حبراً على ورق لتأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967 وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط".

ويوضح فتوح أن السعودية يمكنها إقناع الإدارة الإسرائيلية بأن إقامة دولة فلسطينية تمهد لسلام دائم في الشرق الأوسط وتنهي حقبة الصراعات، لكنه يشير إلى أن هذه الخطوة لن تكون إلا في زمن إدارة أميركية جديدة ورئيس وزراء إسرائيلي جديد.

ويلفت القيادي الفتحاوي إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة، سواء كانت كامالا هاريس أو دونالد ترمب، ستقتنع بحل الدولتين، إذ وعدت السعودية السلطة الفلسطينية بالعمل على بناء تحالف سريع من أجل وقف الحرب وحشد مزيد الاعتراف بدولة فلسطين.

إجراء تنفيذي وليس دعائياً

وعن موقف إسرائيل تشرح المتخصصة في العلوم الاستراتيجية فدوى مدلل أن "التحالف الدولي السعودي ليس موجهاً ضد إسرائيل، بل هو لإحقاق الحقوق الفلسطينية، ويأتي ضمن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وينسجم مع التوجه الغربي الداعي لحل الدولتين".

وتعتقد مدلل أن التحالف السعودي ستكون له قيمة عالمية قد تحقق اختراقاً في شأن إقامة دولة فلسطينية على الأرض، ولكنه قد يواجه رفضاً إسرائيلياً، لافتة إلى أن الرياض تستطيع ممارسة ضغط على تل أبيب من أجل اتخاذ خطوات جريئة من شأنها إنهاء الصراع الفلسطيني.

وتوضح مدلل أن التحالف الدولي السعودي يعد إجراء تنفيذياً وليس دعوة خطابية، أي إنه إطار عملي للاعتراف بدولة فلسطينية، واستثناء الولايات المتحدة منه بمثابة إعلان للاستقلال العربي عن الموقف الأميركي الداعم لتل أبيب.

من جانبه يقول المستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية أسامة شعث إن "إطلاق السعودية للتحالف الدولي لإقامة دولة فلسطين خطوة مهمة على طريق تحقيق السلم والأمن الدوليين، ومنه يبدأ تعاظم دور الرياض على الصعيدين الإقليمي والدولي". ويضيف أن "السعودية تتبنى استراتيجية تصفير المشكلات، وهذا يجعلها دولة قيادية وقادرة على تطبيق خططها، بخاصة في ما يتعلق بالقضايا الفلسطينية، كما يظهر من مبادرة وزير الخارجية أن الرياض تلعب دوراً في التنافس الإقليمي في المنطقة، والذي يفرض عليها إرساء توازن في المنطقة، وبخاصة في دعم القضية الفلسطينية، لهذا قدمت مساراً عربياً لدعم الحقوق الفلسطينية".

وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للوقوف على رأيها في ما يتعلق بإطلاق تحالف دولي يؤسس الطريق لإقامة دولة فلسطينية، لكن الناطق ديفيد مينسر رفض الإدلاء بأية تصريحات نظراً إلى التطورات السياسية والعسكرية التي تمر بها إسرائيل في الوقت الحالي.

المزيد من متابعات