ملخص
شهدت مدينة الخرطوم بحري اشتباكات عنيفة في مناطق أحياء الحلفايا مع تقدم الجيش في محور شمال بحري ووقعت الاشتباكات في أربعة محاور مختلفة هي محور شارع المعونة إلى جانب امتداد شارع الإنقاذ وشارع مور المزارع والشوارع الداخلية بالحلفايا.
دخلت المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" المتواصلة منذ أول من أمس الخميس ثالث أيامها وسط إصرار الجيش على متابعة عملياته العسكرية وتوسيع مساحات سيطرته بالسيطرة على مزيد من المواقع المهمة في قلب مدينة الخرطوم، تزامناً مع معارك ضارية في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم وفي محيط مصفاة النفط بمنطقة الجيلي شمال العاصمة.
البرهان يتوعد
وتفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح البرهان عديدا من وحدات الجيش بالخطوط الأمامية في جميع مسارح العمليات بولاية الخرطوم.
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن البرهان قوله أثناء مخاطبة الجنود "ليس لدينا شيء لنقوله بعد الآن، فقط هناك (بل ومتك)" في إشارة إلى الضرب والسحق.
وقالت مصادر ميدانية إن ما اصطلح على تسميتها بـ"معركة العبور" بعد عبور قوات الجيش لأهم ثلاثة جسور تربط بين مدينة الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، بدأت قوات الجيش البرية تساندها المدفعية والطيران تتقدم بقوة في مناطق غرب وسط مدينة الخرطوم، وسط اشتباكات عنيفة ومقاومة شرسة من جانب قوات "الدعم السريع".
المرحلة التالية
وأكدت المصادر أن مسار العمليات العسكرية يمضي بنجاح نحو تحقيق الأهداف المرسومة للمرحلة التالية بعبور الجسور نحو الخرطوم، إذ تتابع القوات تقدمها البري وقامت اليوم السبت بتحرير مباني جامعة النيلين وتمشيط المناطق المحيطة بها، لتصبح منطقة المقرن بأكملها خالية من أي وجود لقوات "الدعم السريع".
وأفاد الشهود بأن طيران الجيش المقاتل نفذ سلسلة من الغارات الجوية على قلب الخرطوم، وبخاصة منطقة المقرن غرب ووسط العاصمة، حيث تركزت المعارك والاشتباكات التي شهدت مواجهات أكثر عنفاً من اليومين السابقين.
معارك بحري
وشهدت مدينة الخرطوم بحري اشتباكات عنيفة في مناطق أحياء الحلفايا مع تقدم الجيش في محور شمال بحري، ووقعت الاشتباكات في أربعة محاور مختلفة هي محور شارع المعونة إلى جانب امتداد شارع الإنقاذ وشارع مور المزارع والشوارع الداخلية بالحلفايا.
وكان الجيش أعلن مساء أمس الجمعة استعادة السيطرة على منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري التي تمثل نقطة الإمداد الحيوية لقوات "الدعم السريع" بالوقود والمحروقات، إذ كانت تشكل نقطة الوصل الرئيسة لهم مع مصفاة الخرطوم للنفط بمنطقة (الجيلي) شمال العاصمة.
وتعد هذه المرة الأولى منذ عدة أشهر التي يتمكن فيها الجيش من الوصول إلى وسط مدينة الخرطوم بحري التي كانت قوات "الدعم السريع" بسطت سيطرتها عليها بعدما فر منها معظم سكانها بسبب تردي الأوضاع الإنسانية وانقطاع جميع الخدمات الأساس عنها في ظل المواجهات العسكرية المحتدمة ومضايقات جنود قوات "الدعم السريع" للسكان.
الدعم يهدد
في المقابل قال مستشار قوات "الدعم السريع" الباشا طبيق "إن الجيش هزم في معركة عبور الكباري التي أعد لها طوال الأشهر الماضية ظناً منهم أن قواته ستحقق نصراً يحتفلون به في القصر الجمهوري والقيادة العامة، التي هرب منها البرهان بعد أربعة أشهر من الحصار داخل البدروم".
وتوعد طبيق في تغريدة على حسابه عبر منصة "إكس" مهدداً "الحرب بدأت الآن وهذه الفورة ستنخفض إلى الأبد، وإذا أعلن القائد الفزع (الاستنفار) العام وسمح باستخدام القوة المدمرة حينها ستأتي جحافل الفرسان من كل فج عميق لدك معاقل الإرهاب والتطرف، انتظروا المفاجآت المقبلة".
ومنذ أول من أمس يشن الجيش هجوماً واسع النطاق من عدة محاور داخل العاصمة السودانية، بعد أن تمكن من عبور جسري السلاح الطبي والفتيحاب الرابطين بين مدينتي أم درمان والخرطوم، إلى جانب جسر الحلفايا الذي يصل أم درمان بمدينة الخرطوم بحري، بهدف استعادة السيطرة على عدة مناطق استراتيجية ظلت تحت سيطرة قوات "الدعم السريع" لأشهر عدة مضت منذ اندلاع الحرب.
الهدف الكلي
وفي السياق، وصف المحلل العسكري إسماعيل يوسف مواصلة الجيش لمعاركه الممتدة منذ أول من أمس بأنها تمثل تمهيداً حقيقياً للهدف الكلي في استعادة السيطرة على كامل ولاية الخرطوم والعاصمة القومية بمدنها الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح يوسف أن الجيش نجح حتى الآن في التقدم وسط الخرطوم وفي الوقت نفسه تجفيف خطوط الإمداد البشري عن العدو، وهو هدف مزدوج تعززه تحركات القوات في محوري بحري وجنوب أم درمان حيث تجمعات قوات "الدعم السريع" التي تمثل مصدراً لعمليات الفزع والإمداد.
وأوضح يوسف أن الطيران الحربي استخدم بجدارة في مواجهة خطر الارتكازات المخفية وتحييد مجموعات القناصة عند مخارج الجسور الرابطة بين الخرطوم وكل من أم درمان والخرطوم بحري، التي كانت تعول عليها قوات "الدعم السريع" في كبح أية تحركات باتجاه مدينة الخرطوم.
عزل وتطويق
وأضاف المراقب "كان دور سلاح الطيران محورياً في ملاحقة متحركات الإمداد اللوجيستي لقوات ’الدعم السريع‘ داخل الخرطوم، مما أدى إلى عزلها ووضعها داخل كماشة تمتد من القيادة العامة ومنطقة المقرن وجسر القوات المسلحة بمنطقة بري شرق الخرطوم".
وأشار إلى أنه "من الصعب على قوات ’الدعم السريع‘ المخنوقة وسط الخرطوم تحقيق أي اختراق عسكري يعيدها إلى المبادأة مرة أخرى وتظل في خانة الدفاع".
وأضاف "على رغم انتشار وحدات من الجيش انتشرت في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري لكن التحدي أمام الجيش لا يزال كبيراً، إذ لا تزال هناك قوات كبيرة من ’الدعم السريع‘ في منطقتي الفاو والحواتة يمكنها أن تشكل تهديداً جديداً حال تمكنها من الوصول إلى شمال مدينة الخرطوم بحري".
ولفت يوسف إلى أن قوات الجيش ما زالت تعمل على مزيد من التقدم من وسط الخرطوم للالتحام مع القوات الموجودة في القيادة العامة، على أمل أن تتمكن قوات منطقة الكدرو العسكرية بالخرطوم بحري من الالتحاق بها أيضاً، وبخاصة بعد أن أصبح الطريق مفتوحاً أمامها لإدخال آليات ثقيلة من دبابات ومصفحات عبر الجسور الثلاثة التي بات مسيطراً عليها.
استغاثة الفاشر
وفي دارفور وإزاء الوضع أطلق نداء للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإنقاذ الفاشر من جرائم ميليشيات "الدعم السريع".
إلى ذلك وصف رئيس المجلس الأعلى للمصالحات في ولاية شمال دارفور أبو بكر حامد نور الوضع في مدينة الفاشر بالكارثي، متهماً في بيان ميليشيات "الدعم السريع" بالتخطيط لإخلاء المدينة من سكانها بأسلوب الإبادة والقتل الممنهج في ظل صمت مريب من قبل المجتمع الدولي.
وناشد رئيس مجلس المصالحات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنهاء المأساة الإنسانية التي تشهدها المدينة.
وتابع البيان "لقد تعرضت المدينة للحصار منذ قرابة العام، مع التعرض للقصف اليومي المتواصل بكل أنواع الأسلحة الثقيلة إلى جانب تصاعد وتيرة القتل يومي للمدنيين، في ظل معاناة متفاقمة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه".
على الصعيد ذاته كشف الناطق باسم التحالف أحد مكونات القوات المشتركة محمد السماني عن تعزيزات عسكرية في طريقها لقيادة الفرقة السادسة مشاة، ومن المتوقع وصولها إلى مدينة الفاشر خلال أيام قليلة. وأوضح أن التعزيزات تشمل أسلحة جديدة نوعية ومئات العربات القتالية، لإمداد القوات المرابطة هناك.