Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تهدد بضربات قوية في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني

تضارب الأنباء حول عدد الصواريخ الباليستية التي سقطت... والضربات "لم تؤثر" على العمليات العسكرية للجيش

الشرطة الإسرائيلية تعمل في مبنى مدرسة أصيب بصواريخ أطلقت من إيران (أ ب)

ملخص

جاء إطلاق الصواريخ الإيرانية بالتزامن مع سقوط الصاروخ الخامس الذي كان "حزب الله" قد أطلقه، الثلاثاء، باتجاه تل أبيب، في وقت كانت فيه أجهزة الطوارئ والشرطة والجيش منشغلة بالتصدي للعملية التي نفذها فلسطينيان بإطلاق النار من مسافة قريبة، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل.

اعتبر الإسرائيليون الضربة التي وجهتها إيران، مساء الثلاثاء من دون إصابة عشرات الأهداف مباشرة أو إلحاق أضرار بالغة في القواعد العسكرية والمفاعل النووي في ديمونة والمواقع الحساسة والخطيرة، عملية فاشلة لم تحقق هدفها لكنها تضعف صورة الإسرائيليين أمام أنظار العالم العربي بعد دخول معظم السكان إلى الملاجئ والأماكن الآمنة أقصى الشمال إلى أقصى المركز في  تل أبيب وأيضاً القدس. 

وبحسب إسرائيل فإن منظومات الدفاع نجحت في إسقاط عشرات الصواريخ، فيما سقطت صواريخ أخرى خارج أراضي إسرائيل ساهمت في إسقاطها منظومة الدفاع الأميركية.

بعد أقل من ساعة على القصف، وبعد الإعلان عن أن الصواريخ لم تصب أي قواعد عسكرية أو استراتيجية، قال المتخصص العسكري نير دفوري في القناة "12" إن "الصواريخ أصابت مواقع، لكنها لن تؤثر على نشاط وعمل الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك قدرات كبيرة في الدفاع والهجوم". ومع مرور الوقت، تم الكشف عن إلحاق أضرار في مبان بمعظم المناطق في المركز. وربما يعكس طلب الناطق بلسان الجيش، دانييل هاغاري، من الجمهور الإسرائيلي بعدم تداول الصور والأحاديث حول الأضرار ونتائج الضربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حتى لا يتم كشف التفاصيل أمام العدو، مدى الأضرار التي ألحقتها الضربة، 

وكشفت تقارير تلفزيونية أن الأضرار كانت بالغة، حيث انهارت مبانٍ واشتعلت حرائق، إضافة إلى أضرار في البنى التحتية، وسط تعتيم كبير حول مدى إصابة الأماكن الاستراتيجية والقواعد العسكرية. ولم يعلن الجيش رسمياً عن عدد الصواريخ التي سقطت أو الأضرار التي تسببت بها الضربة، لكنه أعلن بعد أقل من نصف ساعة أنه سيرد بقصف في مناطق الشرق الأوسط.

وجاء إطلاق الصواريخ الإيرانية بالتزامن مع سقوط الصاروخ الخامس الذي كان "حزب الله" قد أطلقه، الثلاثاء، باتجاه تل أبيب، في وقت كانت فيه أجهزة الطوارئ والشرطة والجيش منشغلة بالتصدي للعملية التي نفذها فلسطينيان بإطلاق النار من مسافة قريبة، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل.

إسرائيل لم تكن مستعدة ومتوقعة مثل هذا الهجوم، وكشف مسؤول إسرائيلي أن التوقعات والتقديرات الإسرائيلية لهجوم إيراني كانت ضئيلة ولكن في حال قررت فستنفذ ذلك مساء الأربعاء، عشية عيد "رأس السنة العبرية" الذي يصادف الخميس. كما أن إسرائيل بمجمل أجهزتها الأمنية والعسكرية والسياسية قدرت أن إيران لن توجه ضربة ضد إسرائيل ووصفت رئيسها الجديد بالمعتدل الذي لن يواجه إسرائيل ولن يقبل في إلحاق الضرر الاقتصادي لبلاده.

القائد السابق للدفاع الجوي، تسفيكا حايموفتشن، يرى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يمثل دخولاً في مرحلة جديدة من الحرب المباشرة بين الطرفين، وهي مرحلة قد تستمر لفترة طويلة. وأضاف: "سيكون الرد الإسرائيلي تحت المجهر الإقليمي، ويجب أن يكون أكثر تأثيراً من السابق. لقد كان الدفاع الجوي يواجه تحديات كبيرة منذ عام، ولكن لا شك أن وابل الصواريخ الإيرانية ليلة الثلاثاء كان الأكثر صعوبة. ورغم أن الدفاع قد لا يكون محكماً تماماً، فإن حتى ضربات قليلة يمكن أن تسبب أضراراً كبيرة، وليس فقط بسبب العدد الكبير من الصواريخ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول حايموفتش إن "مواجهة إيران معقدة وتتطلب رداً إقليمياً يجمع بين قدرات إسرائيل وقوات التحالف. يمكن القول إن إيران اختارت الرد بطريقة متطرفة وعدوانية. ليس هناك شك في أن الأسابيع القليلة الماضية دفعت إيران إلى الزاوية التي أجبرتها على التصرف بكامل قوتها". وتساءل حايموفتش: "هل تقيم إيران بشكل صحيح رد فعل إسرائيل والولايات المتحدة؟"، وأضاف: "قد نكون أمام فرصة لتغيير الواقع بشكل كبير في الشرق الأوسط".

أما في جانب التحضيرات والاستعداد لاحتمال ضربة من إيران أشار حايموفتش إلى أن التحضيرات الإسرائيلية، أيضاً، لم تكن متكاملة من حيث نشر منظومات دفاع في مختلف المناطق وقال إن الضربة استدعت استخدام عدد كبير من صواريخ "حيتس 3" التي تكلف كل صاروخ دفاع يطلق منها ما بين مليون ومليوني دولار، ولكن هذه المنظومة التي تتمتع بقدرات دفاعية كبيرة منعت تعرض الإسرائيليين وإسرائيل إلى وضع خطر.

عدم فتح جبهة رابعة في آن واحد

فور إبلاغ واشنطن إسرائيل بكشفها إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه إسرائيل انتقل الكابينت الحربي وقيادة الأجهزة الأمنية من مبنى وزارة الأمن في تل أبيب إلى النفق الذي أُنشئ خصيصاً لقيادة وإدارة المعركة في حال وقوع حرب خطيرة. ومن هناك عقد الكابينت في ساعة متأخرة اجتماعاً بمشاركة قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، وكان وزير الدفاع، يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، قد استبقا الاجتماع بإجراء مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لاطلاعه على نتائج القصف الإيراني والتشاور حول سبل التعاون في الدفاع والهجوم، في أي رد إسرائيلي.

ودعا وزراء ونواب قبل انعقاد الكابينت إلى رد فوري ومؤلم لإيران وهناك من رأى أن قوة ردع إسرائيل تجاه إيران تتحقق بهجوم على النووي الإيراني وإلحاق دمار كبير لإيران. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "مثل غزة و(حزب الله) ودولة لبنان، ستندم إيران على هذه اللحظة"، أما الوزير ميكي زوهار فقال إن "الزعيم الإيراني الغبي الذي اتخذ أكثر القرارات الخاطئة في تاريخه سيدفع ثمناً باهظاً للغاية. هذه بداية نهاية النظام الإيراني". 

لكن بعض المسؤولين الأمنيين حذروا من تنفيذ ضربة غير مدروسة. وقال الرئيس السابق لوحدة العمليات في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، أن عملية غير مدروسة من شأنها أن تفتح أمام إسرائيل جبهة رابعة هي الأخطر في هذه الحرب. وأضاف "أمامنا جبهة الجنوب في غزة لم تغلق ونحن بحاجة إلى إنهاء الحرب هناك وإعادة 101 من أسرانا يعانون يومياً وفي الضفة أيضاً الجبهة تزداد خطورة وتتسع بحسب ما تعكسه عملية إطلاق النار ومقتل واصابة إسرائيليين. أما جبهة لبنان، فهذه ما زلنا في بدايتها وربما تتطلب وقتاً طويلاً، في ظل هذه الجبهات، فإن فتح جبهة جديدة مع إيران يشكل تحدياً خطيراً لإسرائيل".

في هذه الأثناء، ستبقى منظومات الدفاع الجوية الأميركية التي دعمت إسرائيل في التصدي لعشرات الصواريخ الإيرانية في المنطقة، بانتظار التطورات ووسط الجهود لمنع تصعيد خطير، علماً أن أكثر من مسؤول إسرائيلي توقع أن يكون الرد على إيران مختلفاً عن الرد الذي أعقب هجوم أبريل (نيسان) الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير