ملخص
أكد مسؤولون أمنيون وعسكريون أن وحدات من الجيش الإسرائيلي توغلت حتى مسافة قريبة من الحدود مع لبنان وعملت على تمشيط المنطقة وتنظيفها من عناصر "حزب الله".
بصمت وبعيداً من أزيز طائرات الـ"أف 15" و"أف 35" وآلة القصف الإسرائيلي في سماء غزة خلال حرب "طوفان الأقصى"، كانت وحدات سرية في الجيش الإسرائيلي تعمل على تمهيد المنطقة لاحتمال شن عملية برية ينفذها الجيش لاحقاً بهدف ضمان أمن الحدود والبلدات المحاذية لها وإعادة السكان إلى بيوتهم.
70 عملية اختراق للحدود واقتحام مخازن وأنفاق لـ"حزب الله" في الجنوب اللبناني، يدعي الجيش أنه قام بها على مدار أشهر طويلة خلال حرب "طوفان الأقصى". وجاءت العمليات ضمن الخطة الإسرائيلية في مواجهة ما رسمه "حزب الله" من مخطط لاحتلال الجليل الذي كان سيُنفذ عبر تسلل عند الحدود وعبر أنفاق بمساحات ضخمة وطويلة.
خلال حرب "طوفان الأقصى"، وضمن الاحتجاجات الواسعة التي بادر إليها رؤساء بلديات ومستوطنات الشمال، أبلغوا قيادة الجيش أنهم يسمعون على مدار فترة طويلة أصوات حفر في منطقة الحدود تصل إلى داخل البيوت الإسرائيلية، إلا أن الجيش الإسرائيلي وكما تجاهل احتجاجات سكان الجنوب عندما أبلغوا بأن "حماس" عادت إلى حفر الأنفاق، تجاهل أيضاً حديث سكان ورؤساء بلدات الشمال، لكن وبعد ضغط مكثف منهم قام الجيش بعمليات في حينه كشفت عن وجود أنفاق طويلة وضخمة عند الحدود، لكن الموضوع لم يأخذ حيزاً من الاهتمام. غير أن الجيش ووفق مسؤول عسكري كثف جهوده بصمت لمواجهة هذه الأنفاق ضمن خطة واسعة للقضاء على البنى التحتية لـ"حزب الله"، وهي خطة استباقية لأي عملية برية تهدف إلى جانب ضمان أمن إسرائيل، منع تسلل عناصر "حزب الله" إلى الجليل.
صباح أول من أمس الإثنين، وقبل انعقاد الكابينت الحربي تسللت وحدة كوماندوس من جديد لاستكشاف المنطقة وإعداد تقرير تقدمه للكابينت حول وضعية مساحة كيلومترات بعد الحدود، المخطط أن يدخلها الجيش في المرحلة الأولى من العملية البرية، وفي مركزها ما سماه الإسرائيليون "تنظيف المنطقة من عناصر الرضوان (فرقة النخبة في الحزب) والقضاء على البنى التحتية لقدراتهم الأسلحة بما في ذلك صواريخ ومتفجرات ومسيرات".
أما أمس الثلاثاء وفي اليوم الأول من العملية البرية ووسط تناقض في التقارير حول إذا ما كان الجيش الإسرائيلي أطلق العملية البرية ودخل إلى لبنان أم لم يطلقها بحسب ما أعلنت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ومسؤول من "حزب الله" أكد مسؤولون أمنيون وعسكريون أن وحدات من الجيش الإسرائيلي توغلت حتى مسافة قريبة من الحدود وعملت على تمشيط المنطقة وتنظيفها من عناصر "حزب الله"، وتبين في ما بعد أن الحديث عن بداية العملية العسكرية كان عند دخول عناصر وحدات كوماندوس لاستكمال العمليات السرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قصف للتمويه و200 ليلة من العمل
اختار الجيش الإسرائيلي اليوم الأول من العملية البرية، وضمن الترويج في حملة إعلامية واسعة لقدرته على السيطرة الأمنية على منطقة الحدود وحتى مسافة تصل إلى نهر الليطاني، نشر مقاطع عدة من الفيديو عن العمليات التي نفذها الجيش واقتحامه مخازن وأنفاق "حزب الله". وبحسب الناطق بلسان الجيش دانيال هاغاري نُفذت على مدى 200 ليلة، عشرات عمليات الاقتحام والتفجير، حيث تم اكتشاف وتدمير عديد من المجمعات تحت الأرض واستهدفت آلاف الأهداف العسكرية بما في ذلك مئات مخازن الأسلحة وعشرات الأطنان من المتفجرات، ومئات المواقع لمقاتلي "حزب الله".
وبحسب ما ذكر مسؤول عسكري، فإن معلومات استخباراتية جمعها الجيش ووحدات استخباراتية على مدار فترة طويلة كشفت عن جهود حثيثة لعناصر "حزب الله" لتسلل الحدود والسيطرة على سكان في الجليل، وهو ما استدعى من الجيش الإسرائيلي تكثيف جهوده وتنفيذ عمليات سرية وفي أوقات متقطعة بعيداً من الأنظار.
وقال هغاري، إن العمليات السرية في المخازن والأنفاق وصلت إلى عمق يتراوح ما بين 5 و10 كيلومترات في الأراضي اللبنانية، وكان الغرض منها تحديد وتدمير قدرة "حزب الله" على إطلاق النيران باتجاه بلدات ومستوطنات الجليل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن "حزب الله" عمل على مدار 15 عاماً في التحضير لخطة احتلال الجليل.
الفرقة "98" كانت أولى الفرق التي دخلت لبنان لتطهير المنطقة وتدمير قدرات الحزب، وبحسب الجيش، عُثر على قنابل وعبوات ناسفة ثقيلة ومستندات ترشد في شأن كيفية تنفيذ العمليات ومختلف الآليات الحربية واحتياجات المقاتلين.
الكمية التي عثر عليها الجيش ضخمة جداً، بحسب تقرير له أشار فيه إلى أن معظم الأسلحة فُجرت في الأرض اللبنانية، ومن أجل التعتيم على ذلك قام سلاح الجو بإلقاء قنابل على المناطق التي وجد فيها السلاح وقصفت مساحات قرب المناطق التي فجر الجيش الأسلحة فيها.
ونُفذت عمليات التسلل وتفجير الأسلحة وقصف سلاح الجو الوهمي، بتوجيه من جهاز الاستخبارات العسكرية، وفق تقرير للجيش جاء فيه أن "الجنود داهموا القرى والمناطق المعقدة، واخترقوا الفتحات تحت الأرض في أهداف وجدت على طول الحدود، وكشفوا مخابئ الأسلحة ومجمعات لعناصر حزب الله وغير ذلك". وأضاف التقرير أنه "خلال هذه العمليات، جمعت الوحدات المداهمة معلومات استخباراتية قيمة، ودمرت وأبطلت مفعول الأسلحة والمجمعات بصورة كاملة، بما في ذلك البنى التحتية تحت الأرض والأسلحة المتطورة التي هي بحسب إسرائيل إيرانية الصنع".
من جهته، وقف وزير الدفاع يوآف غالانت أمام الأسلحة التي جلبها الجيش معه، بعد تفجير كميات كبيرة منها في لبنان، وقام بعرضها في قواعد عسكرية للجيش، ومن هناك صعد تهديده بتكثيف القتال البري والجوي في لبنان حتى تحقيق هدف ضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم. وقال غالانت، "كل ما نراه هنا من أسلحة وصواريخ وعبوات ناسفة وقذائف آر بي جي عثر عليها الجيش، حيث خططت قوة الرضوان للإغارة على مواطنين إسرائيليين وخطفهم وقتلهم". وأضاف، أن "الهدف من عملية الجيش هو القضاء على حزب الله وتدمير قواته وقدراته وضمان منطقة آمنة بهدف إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم وضمان الأمن وسنعمل لتغيير الوضع الأمني حتى النهاية".
وبعد ساعات قليلة من تهديدات غالانت، انتقل مركز اهتمام متخذي القرار في إسرائيل والمعركة إلى تل أبيب بعد تعرضها لقصف صاروخي مكثف من إيران وإطلاق صاروخين من لبنان سقطا فيها أيضاً، وعملية نفذها فلسطينيان وأدت إلى مقتل تسعة إسرائيليين على الأقل.