Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صديق جي دي فانس بالخدمة في العراق يتحدث عن تلك التجربة

عندما وجه فانس انتقاداً لتيم وولز بسبب تجنبه الذهاب إلى العراق لأداء خدمته العسكرية، قام بعض أعضاء الحزب "الديمقراطي" بالتدقيق في سجله العسكري. في ما يلي، مقابلة مع زميل قديم له خدم إلى جانبه في العراق عن المرحلة التي خاضاها هناك

إلى اليسار: صورة رسمية لجي دي فانس التقطتها له قوة "مشاة البحرية الأميركية"، وتعود إلى عام 2003 إلى اليمين: جي دي فانس وزميله في "مشاة البحرية" كولين تيرنان (وزارة الدفاع الأميركية/ كولين تيرنان)

ملخص

أثار جي دي فانس جدلاً بعد اتهامه حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز بالتخلي عن وحدته العسكرية قبل إرسالها إلى العراق، على رغم أن وولز كان قد تقاعد بشكل طبيعي قبل تلقي أوامر الانتشار.

أثار المرشح "الجمهوري" لمنصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة جي دي فانس جدلاً واسعاً عندما اتهم حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز، وهو زميل له مخضرم ومرشح منافس عن الحزب "الديمقراطي" لمنصب نائب الرئيس، بالتخلي عن وحدته قبل إرسالها إلى العراق.

وقال فانس للصحافيين في وقت سابق، "عندما طلب مني ’سلاح مشاة البحرية الأميركي’ التوجه إلى العراق، تقدمت إلى الخدمة. لكن عندما استدعي تيم وولز إلى الخدمة، انسحب من الجيش وترك وحدته تذهب من دونه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن "الديمقراطيين" سارعوا إلى الرد على اتهام فانس لوولز، مشيرين إلى أنه كان قد تقدم بطلب للترشح إلى عضوية الكونغرس، وأعلن تقاعده رسمياً من "الحرس الوطني" في مينيسوتا قبل أشهر من تلقي وحدته الأوامر بالانتشار في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن انتقاد فانس لسجل وولز أثار تساؤلات أكبر حول خدمته هو "مراسل حربي" في "سلاح مشاة البحرية" الأميركية، وهو منصب يركز على جمع الأخبار، وإعداد تقارير للمنشورات الداخلية في تلك القوة، وتسهيل المقابلات، وتنسيق الوصول إلى وسائل الإعلام المدنية.

بعد انتقاد فانس لوولز أطلق عليه بعض المعارضين "الديمقراطيين" ساخرين لقب "رقيب الخربشات"، وذلك في محاولة منهم للتقليل من قيمة دوره، وتسليط الضوء على الطابع الإداري لمهمته.

لكن كولين تيرنان الذي كان خدم بوصفه مراسلاً ميدانياً إلى جانب جي دي فانس في العراق، أكد لصحيفة "اندبندنت" أن ذلك الدور كان ينطوي فعلاً على أخطار.

ويقول تيرنان متذكراً، "عندما وصلنا لأول مرة إلى هناك، تعرضنا لإطلاق قذائف هاون وصواريخ من مدينة البغدادي المجاورة (في محافظة الأنبار)، وشكل ذلك صدمة لنا، وكان بالتأكيد بمثابة جرس إنذار". وأضاف، "من الغريب بالنسبة إلى أن يحاول الناس نفي أو التقليل من أهمية دور مراسلي المعارك. فعندما تكون في دورية، أو تحلق بطائرة هليكوبتر خلال عاصفة رملية أو تصادف عبوة ناسفة وترى آثار الانفجارات على الأشخاص الذين هم من حولك، فإنك تعيش التجربة نفسها تماماً. الفارق الوحيد هو أنك تحمل كاميرا، وعليك واجب توثيق ما يحدث".

ويذكر أن جي دي فانس التحق بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 2003، بـ"سلاح مشاة البحرية" تحت اسم جيمس د. هامل، لأنه كان آنذاك يحمل اسم عائلة زوج والدته.

أمضى زهاء أربعة أعوام في "جناح المساندة الثاني لطائرات مشاة البحرية الأميركية" في "قاعدة تشيري بوينت الجوية لمشاة البحرية" في ولاية كارولاينا الشمالية، وأُرسل إلى العراق لمدة ستة أشهر في الفترة الممتدة من أغسطس (آب) عام 2005 إلى عام 2006، إذ كان مقره في "قاعدة الأسد الجوية" غرب العراق.

كان جي دي فانس يغامر أحياناً بالخروج من القاعدة العسكرية، للسفر في مهام إلى مدينة القائم العراقية وغيرها من المدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات، بهدف توثيق العمليات التي كان يقوم بها "مشاة البحرية" هناك. ووفقاً لتيرنان، فإن العناصر كانوا يحملون بنادق "أم 16" ومسدسات 9 ملم أثناء تنفيذهم تلك العمليات.

ووصف المرشح "الجمهوري" لمنصب نائب الرئيس الأميركي، نفسه في مذكراته التي نشرها عام 2016 بعنوان "هيلبيلي إيليجي" Hillbilly Elegy، بأنه "محظوظ لأنه نجا من أي قتال حقيقي". لكن يجب الإشارة إلى أن الفترة التي أمضاها في العراق لم تكن هادئة. فعندما وصل إلى البلاد كانت الحرب مستعرة هناك ومستمرة منذ ثلاثة أعوام. وفي عام 2005 شهد العراق انتخابات وطنية، وأسفرت الصراعات عن مقتل 844 من أفراد القوات الأميركية في مختلف أنحاء البلاد.

أما العام التالي فشهد اندلاع أعمال عنف طائفية بين المجتمعات السنية والشيعية في البلاد، مما أدى إلى ظهور "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق" الذي أصبح في ما بعد "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش).

وبالنسبة إلى عشاق الأفلام، فإن أحد الأعمال السينمائية القليلة التي تناولت المراسلين الحربيين على الشاشة الكبيرة، كان الفيلم الملحمي عن حرب فيتنام "سترة معدنية كاملة" Full Metal Jacket للمخرج ستانلي كيوبريك عام 1987 الذي تدور أحداثه حول شخصية خيالية لجندي يدعى جيمس تي "جوكر" ديفيس (لعب دوره الممثل ماثيو مودين).

إلا أن تيرنان أوضح أن المسؤولية الرئيسة للمراسلين الحربيين تتمثل في "سرد قصة ’مشاة البحرية’". وأشار إلى أن "هؤلاء الأفراد لا يسعون إلى التفاخر بإنجازاتهم من أجل الحصول على التقدير، بل يهدفون إلى مساعدة عائلاتهم وأصدقائهم والأشخاص الذين يحبونهم، على فهم ما يقومون به، وما يفرضه ذلك من تضحيات".

كتب جي دي فانس خلال فترة عمله ما لا يقل عن 11 مقالاً للموقع الرسمي لـ"مشاة البحرية" الأميركية على الإنترنت. المقال الأول الذي نشر في الـ11 من سبتمبر (أيلول) عام 2005، تناول مهندسي "مشاة البحرية" أثناء قيامهم ببناء قواعد لقوات الأمن العراقية. وفي مقال آخر، روى تفاصيل عملية جريئة قام بها عناصر "مشاة البحرية" لإنقاذ قناص أصيب بجروح، كان قد علق وسط معركة بالأسلحة النارية، في شمال غربي العراق.

كتب فانس في ذلك التقرير يقول، "كان القناص محظوظاً لأنه بقي على قيد الحياة، ولكن حالته الصحية كانت تتطلب عناية طبية عاجلة. وكانت هناك مشكلة، إذ كانت أقرب مروحيات الإخلاء الطبي على بعد أميال، ولم تكن قد أقلعت بعد. ولإنقاذ حياة الجندي البحري، كان لا بد من إجلائه على الفور من أرض المعركة". تضمنت المقالة مقابلات مع أفراد شاركوا بصورة مباشرة في عملية الإنقاذ.

ووفقاً لتيرنان، فقد قام جي دي فانس بصقل مهاراته في رواية ​​القصص أثناء فترة كتابته عن "سلاح مشاة البحرية"، الأمر الذي ساعده في وقت لاحق على سرد قصة عائلته في كتاب مذكراته الأكثر مبيعاً بعنوان "هيلبيلي إيليجي". وأسهم نجاح هذا الكتاب في جعله شخصية معروفة على الساحة الوطنية، مما مهد الطريق أمامه لدخول الكونغرس الأميركي عضواً في "مجلس الشيوخ" عن ولاية أوهايو، وفي النهاية تمكن من الفوز بترشيح الحزب "الجمهوري" له لمنصب نائب الرئيس.

وعلى رغم أن كولين تيرنان ناشط تقدمي يختلف مع فانس في آرائه السياسية، وخدم إلى جانبه طوال فترة انتشارهما، إلا أنهما حافظا على صداقتهما حتى اليوم.

ويقول في هذا الإطار، "ما زلت أكن المحبة لجي دي، كما أقدر جميع العلاقات التي تربطني بمختلف الأشخاص الذين خدمت معهم، لا سيما منهم أولئك الذين ذهبت برفقتهم إلى العراق. وفيما أنني أبذل جهداً كبيراً لعدم السماح للسياسة بالتدخل بيننا، إلا أن ذلك لا يعني أنني لا أحاول التأثير عليه، وهو من جانبه يبذل جهوداً للتأثير علي في صداقتنا على مر الأعوام".

وأضاف كولين تيرنان أن الجانب الذي يتفق عليه هو وجي دي فانس يتمثل في "السعي إلى وضع حد للحروب". وقال، "أعتقد أن فانس هو في موقع فريد يمكنه من محاولة تهدئة النزاعات. فهو يعرف تماماً كيف يشعر الجندي الذي يرسل إلى الخطوط الأمامية بعيداً من عائلته وأحبائه، وكل ما هو مألوف لديه. إن حرصه على عدم تعرض الآخرين لهذه التجربة الصعبة، يجعل صوته ذا ثقل كبير في الساحة السياسية".

عاد كل من فانس وتيرنان من مهمتهما العسكرية بخيبة أمل ووجهات نظر مشوشة حول الحرب، ومفهوم إظهار القوة العسكرية الأميركية.

ففي عام 2020، أشار فانس إلى تلك التجربة قائلاً، "غادرت إلى العراق في عام 2005، وكنت حينها شاباً مليئاً بالمثالية، ومفعماً بالرغبة في نشر الديمقراطية والليبرالية في الدول النامية. لكن لدى عودتي إلى الولايات المتحدة في عام 2006، بدأت أشكك في الحرب وفي الأيديولوجية التي تقوم عليها".

وقد عارض المتحدث باسم حملة هاريس - وولز بشدة في بيان أصدره، ادعاء جي دي فانس بأن تيم وولز "انسحب" بدلاً من أن يلتحق بالجنود الذين كان يقودهم، موضحاً أن ترك حاكم ولاية مينيسوتا الخدمة العسكرية جاء نتيجة تقاعد طبيعي، بعد ما يقارب ربع قرن أمضاها في الواجب.

وأشار المتحدث إلى أنه "بعد 24 عاماً من الخدمة، تقاعد الحاكم تيم وولز في عام 2005 وترشح للكونغرس الأميركي، إذ تولى رئاسة "لجنة شؤون المحاربين القدامى". وعُرف مدافعاً نشطاً عن حقوق رجالنا ونسائنا في الخدمة. وسيظل وولز في موقع نائب رئيس الولايات المتحدة، صوتاً صارخاً وفاعلاً في دعم قدامى المحاربين وعائلاتهم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير