Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علاقات وطيدة لجي دي فانس بوادي السيليكون كترمب تماما

يعد إيلون ماسك وبيتر تيل شخصيتين رئيستين في شبكة متنامية من خبراء التكنولوجيا المؤيدين لترمب الذين يمدون حملات الجمهوريين بعشرات ملايين الدولارات، كما يقال إن تيل هو من عرف فانس إلى دونالد ترمب في المقام الأول

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، يقف على المسرح بعد خطابه في اليوم الثالث من المؤتمر الوطني الجمهوري الثالث في منتدى فيسيرف في ميلووكي، يوم الـ17 من يوليو 2024 (إيفان فوتشي/أسوشيتد برس)

ملخص

إيلون ماسك وآخرون من وادي سيليكون يضغطون على دونالد ترمب لاختيار جي دي فانس مرشحاً لنائب الرئيس في 2024، مما يكشف عن تحالفات معقدة بين السياسة والتكنولوجيا والأعمال.

فيما كانت الحيرة تتملك دونالد ترمب في مسألة اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس في سباق 2024 الانتخابي، تواصل معه إيلون ماسك - أثرى شخص في العالم - بشكل خاص ليؤكد للرئيس السابق أن جي دي فانس هو الرجل المناسب للمهمة. 

يأتي هذا الخبر نقلاً عن صحيفة "نيويورك تايمز" التي أفادت يوم الثلاثاء بأن ماسك، ومستثمرين آخرين في وادي السيليكون مثل ديفيد ساكس وبيتر تيل، ضغطوا على ترمب لكي يختار حليفهما السابق لمنصب نائب الرئيس المحتمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويصور هذا النفوذ متانة العلاقة بين فانس ومجموعة محددة جداً من قادة قطاع التكنولوجيا المحافظين - كما يثير أسئلة لافتة في شأن شكل حكمه ولمن سيحكم. 

وقال رائد الأعمال المختص بمجال الفضاء ديليان أسباروهوف على تويتر / إكس بعد إعلان القرار "تبارك اسم قديسنا بيتر، طارد الشياطين التي تطارد بلادنا" - كما وضع صورة يبدو فيها شريكه في الاستثمار بيتر تيل على شكل قديس أرثذوكسي.

يعد ماسك وساكس وتيل أعضاء بارزين في ما يسمى "مافيا باي - بال"، إذ عملوا معاً في الشركة الرائدة المختصة بتسديد الأموال عبر الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة. والأهم أنهم شخصيات رئيسة في شبكة متنامية من خبراء التكنولوجيا المؤيدين لترمب الذين يمدون حملات الجمهوريين بعشرات ملايين الدولارات. 

فيما يعتبر تحول ماسك إلى اليمين حدثاً جديداً نسبياً، يسير ساكس وتيل على هذه الدرب منذ فترة طويلة. في تسعينيات القرن الماضي ألفا كتاباً بعنوان خرافة التنوع انتقدا فيه التعددية الثقافية، وقللا من أهمية الاغتصاب (مع أن كلاً من الرجلين اعتذر عن تعليقاته في هذا الصدد).

واشتهر تيل بقوله في عام 2009 إنه "ما عاد (يؤمن) بأن الحرية والديمقراطية متوافقتان" لأن الإعانات الحكومية وتحرير المرأة خلقا جمهوراً من الناخبين من شأنهم أن يصوتوا دائماً ضد الرأسمالية والحرية الاقتصادية.   

منذ ذلك الوقت، مول الرجلان مرشحين جمهوريين عدة. أما تيل تحديداً، فلم يصبح مقرباً من ترمب فحسب، بل يعد أحد الذين يمدون حركة المحافظين في وادي السيليكون بتمويل غزير، وهو يبني شبكة علاقات من أجل هذه الحركة، ويرشد جيلاً من خبراء التكنولوجيا الشباب الذين لديهم ميول يمينية، فيما يضخ المال في مجموعة واسعة من مجموعات الحملات الانتخابية وقضايا وأحدث التقنيات التي تتطلع إلى المستقبل. 

التقى فانس للمرة الأولى بتيل عندما جاء الأخير ليتحدث في كلية الحقوق في يال، إذ قلل من فكرة عمل الطلاب في مجال القانون التقليدي وحثهم على التفكير في العمل في وادي السيليكون بدلاً من ذلك، وكتب فانس لاحقاً أن تلك اللحظة شكلت "أهم لحظة" خلال الفترة التي قضاها في يال: ولحظة أجبرته أن يفكر في سبب "هوسه بالإنجاز" وسبب سعيه إلى دخول صفوف النخبة في أميركا. 

بعد ذلك عمل فانس لصالح تيل في شركة مثريل كابيتال للاستثمار التي يملكها في سان فرانسيسكو، ثم في شركتين لرأس المال الاستثماري يتركز عملهما على الشركات الناشئة العاملة خارج نطاق قطاعات التكنولوجيا الساحلية التقليدية (وأسس إحداها). ويبدو أنه أثار إعجاب أشخاص كثر عمل معهم، لكنه لم يبق في هذا القطاع بما يكفي لكي يثبت مهارته في اكتشاف شركات تحقق أرباحاً في أسواق الأسهم.

وقالت زميلته السابقة التي عملت معه في مثريل كريستال ماكلار على محطة "بلومبيرغ" يوم الثلاثاء "كانت تجربتي في العمل مع جي دي مذهلة"، ووصفته بأنه "واسع المعرفة، وتواق للعمل وغير مغرور إطلاقاً وذكي ومجتهد ورجل ممتع فعلاً ويتصرف بحسب القيم". 

أما ستيف كايس، الذي عمل مع فانس في شركة ريفولوشن الاستثمارية لنحو سنة ونصف سنة، فقال في عام 2022 إن فانس "قدم يد العون" عندما أسس مبادرة "صعود البقية" في شركته لكنه "لم يعد يعمل بدرجة كبيرة" لصالح الشركة بعد عودته لأوهايو خلال الأشهر القليلة الأخيرة من توليه منصبه، وأضاف كايس أنه شعر "بالدهشة وخيبة الأمل" إزاء تقارب فانس وترمب.

عند التدقيق في تسع صفقات استثمارية كان فانس شريكاً رئيساً فيها وفقاً لقاعدة البيانات بيتشبوك، تجد أن أغلبية الشركات التي مولها إما ارتفعت قيمتها التقديرية بشكل بسيط أو اشترتها شركات أخرى، بينما توقفت اثنتان منها عن العمل. وهذا ليس غريباً في عالم رأس المال الاستثماري الذي يقدم الدعم عادة لمجموعة من الشركات تمثل احتمالات ضئيلة بالنجاح، أملاً بأن تحقق إحداها نجاحاً ساحقاً يفوق ويعوض خسائر الشركات كافة التي فشلت.  

لا نبالغ في قولنا إن تيل لعب دوراً رئيساً في صعود فانس، فإضافة إلى دعمه حملة فانس لدخول مجلس الشيوخ الأميركي في 2021-2022، تشير تقارير إلى أنه هو من عرف فانس على دونالد ترمب، وأعطاه فرصة لكي يصلح الوضع معه بعدما وجه لعملاق العقارات في السابق انتقادات حين سماه "هيرويين ثقافي" و"بغيض". 

لا شك في أن رهان تيل كان رابحاً، لو فاز ترمب في انتخابات 2024 سيكون لديه ولدى المحافظين الآخرين في وادي السيليكون صديقاً مقرباً في البيت الأبيض. فإضافة إلى العلاقة الودية التي تربط الجمهوريين بالشركات الكبرى، تعهدت حملة ترمب بالتخلي عن محاولات جو بايدن المحدودة في تنظيم وقوننة الذكاء الاصطناعي، وهو مجال وضع فيه تيل استثمارات ضخمة. وهذا يشكل نصراً لدعاة "التسريع الفعال" الذين يؤمنون بأنه يجب إطلاق عنان الذكاء الآلي لكي يغير العالم. 

قد تفاجئ هذه العلاقة الودية أي شخص تابع انتقادات الحزب الجمهوري اللاذعة والمتصاعدة لوادي السيليكون خلال السنوات القليلة الأخيرة، إذ أصبح الهجوم على "فيسبوك" و"غوغل" وغيرها باعتبارها أدوات قوية لإنفاذ مبادئ حركة اليقظة الاجتماعية (التي تدعو إلى الحذر من التمييز العنصري والتحيز وخلافه) خطاباً يتكرر في كل الحملات الانتخابية. 

وانضم فانس نفسه إلى هذه الجوقة، حين أثنى على عمل لينا خان، أعلى المسؤولين الذين عينهم بايدن في مجال مكافحة الاحتكار، وعلى حملتها لتقسيم عمالقة التكنولوجيا. لكن النقطة الجوهرية هنا هي أن وادي السيليكون لا يملك صوتاً موحداً، والرؤساء التنفيذيين أمثال ماسك يوضحون أكثر فأكثر مواقف معارضة لبقية القطاع. 

أما الانتقاد الجوهري الذي يوجهه الجمهوريون لعمالقة التكنولوجيا فليس معنياً بضخامتهم أو نفوذهم بل بميولهم نحو اليسار، لكن حقيقة الميول اليسارية لهذه الشركات ومالكيها أمر معقد، لأنه فيما يعد كثيرون من العاملين في مجال التكنولوجيا ليبراليين، فالأنظمة التي بنوها أفادت اليمين أكثر من اليسار بشكل عام. 

لكن عمالقة التكنولوجيا اتخذوا موقفاً قاسياً في شأن التضليل الإعلامي خلال الفترة التي سبقت انتخابات 2020، وقطعوا العلاقات مع ترمب بشكل حاسم بعد أعمال الشغب في الكابيتول. ولو دمرت تلك الأحداث الدموية نفوذ ترمب على الحزب الجمهوري، لكانت هذه الشركات أرست علاقات مع الجهات التي استبدلته، لكن في الوضع الحالي، يسعى ترمب ومؤيدوه إلى الانتقام.

لا شك في أن الحزب الجمهوري أثبت استعداده لتقبل المنصات التكنولوجية التي تقدم نفسها على أنها محافظة بشكل واضح وصريح، وجه إيلون ماسك إكس (تويتر سابقاً) إلى اليمين بشكل قوي، وكانت نتائج ذلك متوقعة، ولا يتذمر أحد من مؤيدي ترمب من ذلك.   

وفي المقابل يعرف عن ترمب ميله لإبرام الصفقات الشخصية مع الشركات التي يفضلها، ففي عام 2020 اختار شركة أوراكل للبرمجيات التي يعد أحد مؤسسيها لاري إليسون داعماً ومانحاً رئيساً لترمب، لكي تشغل نسخة أميركية من "تيك توك" - بتكليف من مكتبه بكامل نفوذه، في 2024 تراجع عن هذا القرار بعدما توطدت علاقته بثري آخر يملك أسهماً كثيرة في الشركة الصينية الأم لـ"تيك توك". 

وهذا لا يعني بأن هذا التحالف لا يقوم سوى على الكسب غير المشروع المريح والمصالح الشخصية للشركات، فلدى عدد من هؤلاء اللاعبين مصالح مالية لكن أصحاب المليارات في وادي السيليكون أشخاص منفردين لأبعد الدرجات. لا شك في أن تيل وساكس يملكان قناعات محافظة راسخة، كذلك حال ماسك نظراً إلى الضربات التجارية التي تلقاها في سبيل حفاظه عليها. 

لكن في المقابل ما يشير إليه صعود فانس هو تشكيل كتلة نفوذ جديدة قائمة على التكنولوجيا، تشمل عالم السياسة والأعمال الذين تربطهما المصالح المالية والعقائدية.  

ونشأت هذه الكتلة من انهيار التوازن التقليدي بين الحزبين الأساسيين في وادي السيليكون، وهي لا تكتفي بمعارضة السياسيين الديمقراطيين، بل الفئات والتحالفات الديمقراطية داخل قطاع التكنولوجيا كذلك، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) قد تلعب دوراً محورياً ومهماً مثلما فعلت في عام 2020.

جرى تحديث هذه المقالة باللغة الإنجليزية في تمام الساعة الرابعة وخمس دقائق من بعد الظهر بحسب توقيت المحيط الهادئ يوم الأربعاء الـ18 من يوليو (تموز) 2024 لتوضيح تعليق ستيف كايس في شأن فانس.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير