Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن للحيرة في اختيار الملابس أن تتحول إلى مشكلة نفسية؟

إذا كنت تقف أمام خزانة ملابسك متسائلاً عما ارتديته في مثل هذا الوقت من العام الماضي، فأنت لست وحدك. المحررة السابقة في مجلة "فوغ" تعتقد بأنها وجدت الحل...

إنه تشوه إدراكي مثل وسواس الجسم: النحيف يبدو سميناً والممتلئ يبدو فارغاً (نيو لاين سينما/ أتش بي أو/ فيليدج رود)

ملخص

"وسواس الملابس القهري" هو مفهوم يعبر عن الشعور بالحيرة والقلق عند اختيار الملابس، على رغم امتلاك خزانة مليئة بها. والحقيقة أن المشكلة نفسية وليست في الملابس نفسها، وتتعلق بالرغبة المستمرة في التجديد والبحث عن القبول الاجتماعي.

بدأت أتساءل عن علاقة الحب والكراهية التي تربطنا بالملابس عندما عدت إلى منزلي ذات ليلة واعتقدت بأن شقتي تعرضت للسرقة... ثم أدركت أن الفوضى كانت بسبب الملابس التي جربتها قبل خروجي من المنزل. بدا الأمر وكأنه نتيجة لعمل جني، ما الذي أصابني؟. ستعرف معظم النساء الإجابة: لقد سيطر عليّ ذلك الشعور القديم المألوف بعدم امتلاكي أي شيء مناسب أرتديه.

لماذا، حتى في بداية عقدي السابع من العمر، وبعد أن عملت في مجلة "فوغ" لمدة 15 عاماً، ما زلت أفتح خزانة ملابسي الممتلئة جداً وأشعر بأنه لا يوجد فيها شيء جيد، ولا شيء "مناسب" فعلاً... وأن شيئاً جديداً قد يصلح ذلك؟. لماذا نملك كثيراً من الملابس ولا نجد شيء نرتديه؟. أردت الإجابة عن هذا السؤال حقاً، لذلك كتبت كتاباً عن الموضوع.

يمكن أن تكون لحظة ارتداء الملابس عصيبة ومجهدة. فهي نقطة تحول، نختار خلالها كيف نقدم أنفسنا إلى العالم، بالتالي تصبح مصدراً للقلق والامتعاض والتشكيك بالذات. عندما سألت نساء أخريات عن شعورهن بعدم وجود ملابس مناسبة لارتدائها (وسألت كثير منهن: صغيرات وكبيرات، أنيقات وغير أنيقات، بموازنات محدودة وأخرى كبيرة)، كان بإمكان الجميع تقريباً معرفة هذا الشعور - بخاصة في بداية فصل جديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حتى عارضة الأزياء الناجحة التي جلست إلى جانبها على متن الطائرة والتي كانت لتبدو جيدة حتى لو ارتدت كيس قمامة، أبدت موافقتها. بدا أن الجميع يقبلون ذلك كحقيقة من حقائق الحياة وكجزء لا مفر منه من كوننا نساء. أطلقت على هذا الشعور اسم "وسواس الملابس القهري" wardrobe dysmorphia لأن المشكلة تكمن في رؤوسنا وليس في خزائن ملابسنا المليئة. وهو تشوه إدراكي مثل اضطراب تشوه شكل الجسم: فالنحيف يبدو سميناً والممتلئ يبدو فارغاً. [dysmorphia وهو اضطراب تشوه شكل الجسم أو اضطراب التشوه الجسمي هو اضطراب نفسي يشعر به المصاب بقلق مفرط بسبب عيب في شكل جسمه أو معالمه].

إن انجذابنا إلى التجديد، وحبنا للاستعراض ونظام المكافأة في أدمغتنا كلها آليات طورها البشر في لعبة البقاء للأقوى التي يحصل فيها الفائز على كل شيء. قد يكون هذا جيداً للجنس البشري، ولكن كأفراد فإنه يجعلنا في حال من التأهب للتغيير ونتوق إلى أشياء جديدة بصورة دائمة. وبسبب حاجتنا العميقة إلى الانتماء، فإننا نرتدي ملابسنا بصورة مجتمعية [أي بما يتناسب مع محيطنا]، إذ إن ارتداءنا للملابس "الصحيحة" يساعدنا في ضمان بقائنا الاجتماعي، أو قبولنا في مجموعتنا المختارة.

تاريخياً كثير من النساء كنّ بحاجة إلى الاهتمام بمظهرهن من أجل العثور على حامٍ [رجل]، وبعدها كنّ دوماً بحاجة إلى تجديد هذا المظهر للبقاء محميات (ألقوا باللوم على النظام الذكوري). هناك عدد كبير من الأسباب وراء هذا الشعور بعدم وجود ملابس نرتديها فيبدو وكأنه مؤامرة.

وهو كذلك (مؤامرة) في عالمنا الحديث الاستهلاكي، فالشركات العالمية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تستغل هذه الغرائز للتجديد والتغيير، لبيعنا أشياء لا نحتاج إليها. (ثم تفعل ذلك مجدداً في الموسم التالي - ولهذا السبب سيتجه تفكيرنا قريباً إلى الأحذية ذات الكعب القصير والطبعات جلد نمر [وكلاهما من صيحات موسم الخريف والشتاء]). وعالم صناعة الأزياء ماهر في سرقة انتباهنا، وإغراقنا بصور الملابس الجديدة والحياة المثالية للأشخاص الذين يرتدونها، ويمكنه الآن فعل ذلك طوال الوقت [باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي].

ومن ناحية أخرى، فإن عقولنا الفضولية تتفقد وضعنا باستمرار وتبحث دوماً عن طرق لتحسين حياتنا، لذلك فهي هدف سهل. وما أسهل شيء يمكننا تغييره؟. نعم إنها الملابس. ولهذا السبب فإننا نشتري ذلك المعطف الجديد، والحذاء الذي لا غنى عنه والثوب الجديد. (انتظر، نحن لا نشتري، بل "نستثمر"، أليس كذلك؟ وحتى إذا اشترينا غرضاً مستعملاً، فإن هذا الشعور بالتجديد لا يزال يرضينا).

لذلك ليس من المستغرب أن لدينا قطعاً من الملابس في الجزء الخلفي من الخزانة لا تزال غير مستعملة، وعشرات السراويل السوداء (أو أياً كانت القطعة التي تشتريها باستمرار)، بينما في الواقع سيكفينا قليلاً منها، وأحذية غير مريحة أبداً بالكاد نستطيع المشي بها، وفساتين تتطلب ملابس داخلية خاصة لا نمتلكها (حتى الآن). والواضح أن البشر بالفطرة ضحايا الموضة.

سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فإن خزانة الملابس هي أكثر من مجرد مكان لتخزين ملابسنا، إنها منطقة نزاع تحدث داخلها صراعات ملحمية، وتثير مخاوفنا البدائية وتفرض علينا توقعات ثقيلة، ماضية وحاضرة. في الغالب عثرت على كثير من النصائح حول أزياء الخريف الجديدة، لكنني هنا لأقول إن النظر إلى ما تملكه بالفعل من منظور جديد ليس مناهضاً للموضة.

بالنسبة لي، مجموعة من الأشياء تسببت في حدوث هذا التحول: التحقت بدورة مع "أكسفورد مايندفولنس [اليقظة]" Oxford Mindfulness وأدركت كم الوقت الذي أهدرته بالتفكير في الملابس، وكان عندي حفلة عيد ميلاد كبيرة واكتشفت أنه لم تعُد لدي مساحة لتخزين السراويل السوداء. كان بإمكاني أن أبدأ متحفاً لسراويلي السوداء، مع تعليقات توضيحية تشرح بالتفصيل الدقيق الاختلاف البسيط بين كل سروال، ولكن في الواقع كانت جميعها مجرد... سراويل سوداء.

لا يوجد حل سريع لـ"وسواس الملابس القهري"، لكن الاعتراف به كشعور وليس كحقيقة سيكون بداية جيدة. قد لا أكون أبداً محصنة بالكامل ضد [شراء] ملابس الموسم الجديد، لكنني أفهم الآن أسباب الذعر الذي قد أشعر به عندما أفتح خزانة الملابس. ويبدو من الأسهل بكثير مقاومة الرغبة في مواجهته من خلال شراء شيء جديد.

عندما أقف أمام خزانة ملابسي الممتلئة، فإنني الآن أنظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة قليلاً. عندما أرى الرفوف الممتلئة أمامي، بدلاً من التفكير "ليس لدي ما أرتديه"، أحاول القيام بما يلي:

إخراج ملابسي القديمة المفضلة والتخيل أنني أراها للمرة الأولى.

وأجد أنني حتى في هذا اليوم كنت لأشتري معظمها. عقولنا لا تولي كثيراً من الاهتمام للأشياء عندما لا تكون جديدة، لذا إخدع عقلك بإخفاء الملابس لفترة من الوقت، فقد تبدو مثيرة مرة أخرى عندما تعيد اكتشافها.

إقرأ بين سطور التسوق

على سبيل المثال، "التخفيضات" تعني "نحن بحاجة إلى بيعها الآن لأن الأشياء التي نريد بيعها لك بعد ذلك على وشك الوصول". و"تخفيضات الأحذية" تعني "لم يتمكن أي أحد آخر من المشي بها أيضاً". وكذلك "وفّر عند شراء الكشمير الفاخر" تعني "لقد حان وقت الربيع!".

أحيد مشاعري

ما المشاعر التي تدفعني إلى التبضع؟ هل أتسوق من أجل الراحة؟ من أجل التشتيت العاطفي لأن تغيير المظهر أسهل من تغيير المشاعر؟. يمكنك إيجاد تلميح من جسدك: إذا كانت أمعائك مضطربة أو كنت تشعر بضيق في التنفس، فإن هرموناتك هي التي تتسوق.

النظر من منظور أوسع

أحاول التفكير كيف ستبدو الموضة من القمر أو كيف ستبدو لكائن فضائي من كوكب بعيد. أو التفكير بشيء يحدث ببطء شديد، مثل تحول الأشجار إلى صخور. هذا يضع جميع الرغبات الملحة للشراء في منظور مختلف.

استبعاد اللون من المعادلة

أحول إعدادات شاشة هاتفي إلى الأبيض والأسود (لا تسألني عن كيفية القيام بذلك، إسأل مراهقاً). تبدو معظم الملابس أقل جاذبية بكثير في اللونين الأبيض والأسود بعد نزع كل الألوان منها. وقد أظهرت الأبحاث أن الألوان تجعل الصور تلتصق في الدماغ، لذا حين تكون شاشة هاتفك باللونين الأبيض والأسود، إذهب إلى خزانة ملابسك مرة أخرى وستبرز لك [الملابس] فجأة.

ممارسة الامتنان على عدد أصابع اليدين

تمرين يقظة قصير، فتمسك كل إصبع بينما تختار 10 أشياء مختلفة في حياتك تستحق التقدير [الامتنان]. في هذه الحالة، إختَر 10 قطع من الملابس أفادتك بصورة جيدة. من الصعب أن تنسى أو تكره شيئاً عندما تشعر بالامتنان له.

أمنح نفسي فترة لأهدأ

حتى لو لم يبقِ المتجر الفستان محجوزاً أو كان "المخزون منخفضاً" على الموقع الإلكتروني. يمكنك التنفس بعمق والتحقق من خزانة ملابسك عندما تعودين إلى المنزل من السوق، حيث من المحتمل أن تجدي شيئاً مشابهاً جداً لما ترغبين في شرائه. فكري إذا رأيت القطعة نفسها في متجر خيري، أو من دون العلامة التجارية، هل ستريدينها؟ هل ستظلين ترغبين في امتلاكها بعد خمسة أعوام؟.

تذكري أن أي شيء سترتدينه، ستظلين أنت نفسك

وهذا أمر جيد. انظري في المرآة، ليس إلى ملابسك بل إلى وجهك، هل تبدين قلقة أم سعيدة؟. سيخبرك هذا بكل ما تحتاجين إلى معرفته حول ما إذا كانت الرغبة في شراء شيء جديد تتعلق بمتعتك الشخصية، أو السعي إلى الحصول على الموافقة الاجتماعية. أذكّر نفسي أيضاً بأنني لا أملك الوقت لأضيعه في الشعور بالذنب والتسوق، أريد أن يُكتب على شاهد قبري "حياة جيدة" وليس "حياة أنيقة".

 

كتاب "الحياة والموت وارتداء الملابس: كيف تحب ملابسك... ونفسك" Life, Death and Getting Dressed: How to Love Your Clothes... and Yourself من تأليف ريبيكا ويليس، صدر عن دار "نيو ريفر" (متوافر بسعر 14.99 جنيه استرليني)

© The Independent

المزيد من منوعات