Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيس سعيد يتصدر الاقتراع الرئاسي بأكثر من 89 في المئة

التونسيون أدلوا بأصواتهم في انتخابات غابت عنها المنافسة

ملخص

لوحظ أن عدداً كبيراً من الوافدين على عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة من الكهول والشيوخ الذين يمثلون نحو نصف الناخبين.

حاز الرئيس التونسي المنتهية ولايته قيس سعيد أكثر من 89 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت اليوم الأحد، بحسب استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بثه التلفزيون الحكومي.

وبحسب هذا الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" الخاصة، تقدم سعيّد البالغ 66 سنة بفارق كبير على العياشي زمال المسجون، الذي حصل على 6.9 في المئة فقط من الأصوات، والنائب السابق زهير المغزاوي الذي نال 3.9 في المئة من الأصوات.

وإذا تأكدت النتائج، فلن تكون هناك جولة إعادة. وستعلن هيئة الانتخابات النتائج الرسمية مساء غد الإثنين.

وأدلى التونسيون اليوم الأحد بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد من بين ثلاثة مرشحين يتقدّمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد المتهم بـ"الانجراف الديكتاتوري"، في أعقاب حملة انتخابية غابت عنها الحماسة بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وأغلق أكثر من خمسة آلاف مركز اقتراع عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي بعدما فتحت منذ الثامنة صباحاً (7:00 ت غ)، وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعي 9.7 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي 14.16 في المئة، بحسب هيئة الانتخابات.

"أعلى بالفعل"

ولاحظ المتحدث الرسمي باسم الهيئة محمد التليلي المنصري أن نسبة الإقبال "أعلى بالفعل" مما كانت عليه في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية مطلع عام 2023 (نحو 12 في المئة)، وقدّر في تصريح سابق بأنها "ستتجاوز 30 في المئة" لتكون في مستوى النسبة التي تم تسجيلها عام 2022 خلال الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد.

ولاحظ مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن عدداً كبيراً من المقترعين في عدد من مراكز الاقتراع بالعاصمة من الكهول والشيوخ الذين يمثلون نحو نصف الناخبين، وضعفت وتيرة التوافد على الانتخاب في المساء.

دعم الرئيس

وقال النوري المصمودي (69 سنة) في مركز اقتراع بالعاصمة "جئت مع زوجتي لدعم قيس سعيد، العائلة بأكملها ستصوت له".

وعلى مسافة قريبة منه، أوضحت فضيلة (66 سنة) أنها جاءت "من أجل القيام بالواجب ورداً على كل من دعا إلى مقاطعة الانتخابات".

وفي مركز آخر، أعرب حسني العبيدي (40 سنة) عن خشيته من حصول عمليات تلاعب، لذلك "قدمت للتصويت حتى لا يتم الاختيار مكاني".

 

وأدلى سعيد بصوته ترافقه زوجته في مركز اقتراع بمنطقة النصر في العاصمة بعد نحو ساعة من فتحه، فيما أفادت رئيسة المركز عائشة الزيدي بأن "الإقبال محترم للغاية".

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية "على أقصى تقدير" الأربعاء المقبل، ويظلّ إمكان الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ وارداً.

ويتنافس سعيد (66 سنة) مع النائب السابق زهير المغزاوي (59 سنة) والعياشي زمال، رجل الأعمال الذي يستثمر في المجال الزراعي والمهندس البالغ 47 سنة والمسجون بتهم "تزوير" تواقيع تزكيات.

ولا يزال سعيد الذي انتخب بما يقارب 73 في المئة من الأصوات وبنسبة مشاركة بلغت 58 في المئة عام 2019، يتمتع بشعبية كبيرة لدى التونسيين حتى بعد قراره احتكار السلطات وحلّ البرلمان وتغيير الدستور بين عامي 2021 و2022.

انتقادات شديدة

وبعد خمس سنوات من الحكم، يتعرض سعيد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني لأنه كرّس كثيراً من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، خصوصاً "حركة النهضة" الإسلامية المحافظة التي هيمنت على الحياة السياسية خلال الأعوام الـ10 من التحول الديمقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الطالبة وجد حرار (22 سنة) "في الانتخابات السابقة لم يكُن لي حق التصويت والناس اختاروا ’رئيساً‘ سيئاً. هذه المرة من حقي التصويت".

وتندد المعارضة التي يقبع أبرز زعمائها في السجن ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ"الانجراف السلطوي" في بلد مهد لما سمّي "الربيع العربي"، من خلال الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.

"موعد مع التاريخ"

وفي خطاب ألقاه الخميس الماضي، دعا سعيد التونسيين إلى "موعد مع التاريخ"، قائلاً "لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات"، لأنه "سيبدأ العبور، فهبّوا جميعاً إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد".

ووجه رمزي الجبابلي مدير حملة العياشي زمال في مؤتمر صحافي أول من أمس الجمعة، "رسالة إلى هيئة الانتخابات (مفادها) إيّاكم والعبث بصوت التونسيين".

وكانت الحملة الانتخابية باهتة من دون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كانت عليه الحال عام 2019.

وقال الخبير في "مجموعة الأزمات الدولية" مايكل العياري إن الرئيس سعيد "وجّه" عملية التصويت لمصحلته "ويعتقد بأنه يجب أن يفوز في الانتخابات"، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقربة من "حركة النهضة" إلى التصويت لمصلحة زمال.

السيادة السياسية والاقتصادية

أما المنافس الثالث زهير المغزاوي، فرفع شعار السيادة السياسية والاقتصادية على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيد باحتكار السلطات.

 

وأدلى المغزاوي بصوته في منطقة المرسى اليوم ودعا في تصريح إلى الصحافيين، التونسيين "إلى التصويت بكثافة" قبل غلق مكاتب الاقتراع.

وتعرضت عملية قبول ملفات المرشحين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت إلى اتهامها بالانحياز الكامل لسعيد حين رفضت قراراً قضائياً بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين.

وتشير إحصاءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "أكثر من 170 شخصاً هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية أو لممارسة الحقوق الأساسية" في تونس.

المزيد من العالم العربي