ملخص
تحل اليوم الإثنين الذكرى الأولى لهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ويأتي في وقت تصعد فيه إسرائيل بشدة حملتها على جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران.
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" إطلاق دفعة من الصواريخ على تل أبيب اليوم الإثنين في وقت تحيي تل أبيب الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه أن صفارات الإنذار دوت في وسط تل أبيب.
وقالت كتائب القسام في بيان، "قصفنا عمق الاحتلال مدينة تل أبيب برشقة صاروخية من نوع (مقادمة M90 ) ضمن معركة الاستنزاف المستمرة، ورداً على المجازر في حق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا".
وأوضحت أن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه "تحشدات الاحتلال" عند معبر رفح وكرم أبو سالم وكيبوتس حوليت قرب الحدود مع غزة.
نقطة الصفر
من جانبه قال رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل اليوم إن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته الحركة على إسرائيل قبل عام، أعاد الدولة العبرية إلى "نقطة الصفر".
وقال مشعل في كلمة متلفزة في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر إنه "أعاد الاحتلال لنقطة الصفر وهدد وجوده".
واعتبر مشعل، وهو الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، أن "الهجوم رد طبيعي على الاحتلال وتسارع مخططاته في الاستيطان والحصار والعدوان على الأقصى وتصفية القضية وتصاعد جرائم التنكيل بالأسرى".
وأضاف أنه أيضاً "نقلة موضوعية في مسار تطور المقاومة وتراكم قوتها وخبرتها وإبداعها وفي ظل إصرار قيادتها على إستراتيجية التحرير والتخلص من الاحتلال".
وأشاد مشعل بمن "ناصرونا بالسلاح وساندوا غزة وبخاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق وضحوا من أجلنا وقدموا قافلة من الضحايا وبخاصة من قادتهم الكبار وعلى رأسهم حسن نصرالله".
40 ألف هدف
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في الذكرى السنوية الأولى للهجمات التي شنتها "حماس"، واستتبعت حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة، إن إسرائيل أصابت أكثر من 40 ألف هدف في القطاع خلال العام الماضي، واكتشفت 4700 فتحة نفق ودمرت ألف موقع لإطلاق الصواريخ.
أضاف أن 726 جندياً إسرائيلياً قتلوا منذ السابع من أكتوبر 2023. ومن بين هؤلاء، قتل 380 في الحملة العسكرية التي بدأت في ذلك اليوم و346 في القتال داخل غزة الذي بدأ في الـ27 من أكتوبر 2023.
وبلغ عدد الجنود المصابين 4576 منذ ذلك التاريخ. وتوفي 56 جندياً نتيجة لحوادث خلال العمليات لم يحددها الجيش.
تبادل الاتهامات بعرقلة الهدنة
بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أن قواته "تطوق" منطقة جباليا شمال غزة التي تعرضت أيضاً لقصف جوي باعتبار أن "حماس" تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال والغارات الجوية قال كبير المفاوضين في الحركة ونائب رئيس مكتبها السياسي في غزة خليل الحية أمس الأحد إن إسرائيل لا تزال تعرقل مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عام من الحرب في قطاع غزة، وذلك "على رغم مرونة الحركة".
ولم تفلح قطر ومصر بدعم من الولايات المتحدة حتى الآن في إنهاء الخلافات بين الطرفين المتحاربين وحسم اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه إنهاء الحرب وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وأجانب محتجزين في غزة، إضافة إلى الإفراج عن كثير من الفلسطينيين السجناء لدى إسرائيل.
وقال الحية، "على رغم كل المسؤولية والمرونة التي أبدتها الحركة في كل المحطات والمراحل فإن نتنياهو وحكومته الفاشية كانوا يماطلون ويعطلون في كل محطة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحمل كل من إسرائيل و"حماس" الأخرى مسؤولية الإخفاق حتى الآن في التوصل إلى اتفاق، وتتبادلان أيضاً الاتهامات بوضع شروط تستحيل تلبيتها.
وأضاف الحية أن الحركة ليست مستعدة لتقديم تنازلات عن مطالبها بأن تنهي إسرائيل الحرب وتسحب قواتها من قطاع غزة وتعيد النازحين إلى منازلهم وتبرم اتفاقاً لتبادل السجناء والرهائن، واتهم المجتمع الدولي "بالكيل بمكيالين" في ما يتعلق بغزة ولبنان، وقال إن ذلك "سيقود إلى مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكان إنهاء الحرب فقط بمجرد القضاء على "حماس".
وتحل اليوم الإثنين الذكرى الأولى لهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ويأتي في وقت تصعد فيه إسرائيل بشدة حملتها على جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران.
وشنت "حماس" هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل التي تقول إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن العملية العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في القطاع الفلسطيني أدت إلى مقتل قرابة 42 ألف فلسطيني. وأدت العملية أيضاً إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريباً، وعددهم 2.3 مليون نسمة، وحدوث أزمة جوع.
وأدت العملية إلى مواجهة إسرائيل اتهامات في محكمة العدل الدولية بارتكاب الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون أمس الأحد إن ضربات عسكرية إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة تسببت في مقتل العشرات من الفلسطينيين، إذ توغلت قوات إسرائيلية بدبابات في مناطق بشمال القطاع وأصدرت أوامر جديدة بالإخلاء.
وأكد الحية موقف "حماس" بالوقوف وراء هجوم السابع من أكتوبر، قائلاً إن الهجوم أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
ماكرون لنتنياهو: وقف إطلاق النار ضرورة
وسط هذه الأجواء أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد لنتنياهو أن "التزام فرنسا أمن إسرائيل لا يتزعزع" خلال محادثة هاتفية تهدف إلى تبديد التوتر غداة دعوته إلى وقف إمداد إسرائيل بأسلحة قد تستعملها في غزة.
لكن ماكرون شدد أيضاً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، بحسب ما أعلن الإليزيه، في حين طلب محاوره الإسرائيلي "دعمه" و"ليس فرض قيود" على بلاده، وفق ما أفاد مكتبه.
وقالت الرئاسة الفرنسية، "عشية الذكرى السنوية الأولى لهجوم (حماس) الإرهابي على إسرائيل، أعرب (ماكرون) عن تضامن الشعب الفرنسي مع الشعب الإسرائيلي". وأعرب الرئيس الفرنسي عن "اقتناعه بأن وقت وقف إطلاق النار قد حان".
وذكر الإليزيه أنهما ناقشا "الوضع في الشرق الأوسط بكل صراحة وفي إطار احترام للصداقة بين فرنسا وإسرائيل"، مضيفاً أن "الزعيمين يقبلان اختلافاتهما في الرأي، وكذلك رغبتهما في أن يفهم كل منهما الآخر جيداً". وأضاف، "أكد رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن التزام فرنسا أمن إسرائيل لا يتزعزع، وذكره بحشد الموارد العسكرية الفرنسية للدفاع عنها خلال الهجمات التي نفذتها إيران خلال الأشهر الأخيرة".
من جهته أعلن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء طلب "الدعم" من الرئيس الفرنسي. ونقل عنه قوله "من المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل إلى جانبها، وألا يفرضوا عليها قيوداً من شأنها فقط أن تقوي محور الشر الإيراني"، ووصف هجوم بلاده على "حزب الله" بأنه "فرصة لتغيير الواقع في لبنان لصالح إحلال الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة بأسرها".
وكان ماكرون أثار غضب نتنياهو السبت الماضي بتأكيده أن "الأولوية اليوم هي العودة إلى حل سياسي، والكف عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في غزة"، مشيراً إلى أن فرنسا "لا تقوم بتسليم" أسلحة.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً إنه من "العار" الدعوة إلى فرض حظر على شحنات الأسلحة إلى بلاده.
وخلال محادثتهما الهاتفية أكد ماكرون أن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب"، مضيفاً بحسب ما نقل عنه الإليزيه أن "الهجمات ضد إسرائيل ومواطنيها يجب أن تتوقف، سواء نفذتها إيران أو وكلاؤها في المنطقة"، لكنه شدد أيضاً على أن "تسليم الأسلحة وإطالة أمد الحرب في غزة وامتدادها إلى لبنان لا يمكن أن يحقق الأمن الذي يريده الإسرائيليون والجميع في المنطقة".
وتخوض إسرائيل حرباً على جبهات عدة ضد "حماس" في غزة وضد "حزب الله" في لبنان، حيث تقوم بعمليات برية منذ الإثنين الماضي، وهددت بالرد على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته عليها إيران الثلاثاء الماضي.