معركة مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي تثير قلق نصف الأندية

يبدو أن قواعد الربح والاستدامة ستصبح أكثر معاقبة لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز من أي وقت مضى، بعدما أصدر حكماً في شأن النزاع القانوني الخاص بمانشستر سيتي ومعاملات الأطراف المرتبطة وتعليمات للمسابقة بالنظر في كلف تمويل قروض المساهمين في حساباتهم بالأندية. وقد يؤدي ذلك إلى إعادة ترتيب مالي كبير في الأندية أو تغييرات أخرى في القواعد تتجاوز هذا الحكم. وظهر الجو المحموم حول القضية، وبخاصة في سياق جلسة الاستماع ضد سيتي، في إصدار كل من النادي والدوري الإنجليزي الممتاز لبيانات زعم كلاهما فيها النصر بقوة.

وجهة النظر واسعة النطاق في الدوائر القانونية هي أن كليهما يمكن أن يرى النجاح بصورة مبررة، إذ تم دعم النظام الأساس لمعاملات الأطراف المرتبطة على نطاق واسع بموجب قانون المنافسة، ولا ينظر إلى اللوائح على أنها مناهضة للمنافسة. وإن إحدى النتائج المحتملة لهذا القرار هو تعزيز هذه القواعد بصورة كبيرة، وهذا ما دفع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى التصريح بأن "المحكمة وجدت أن القواعد ضرورية من أجل أن تكون الضوابط المالية للرابطة فعالة". وكان أحد الاستثناءات، حين وصفت القواعد بأنها "غير قانونية"، هو كيفية اعتبار قروض المساهمين التي تحمل فائدة في المضاعفات المالية.

منطقة أخرى شهدت تعاطفاً أوسع مع حجج مانشستر سيتي، إذ يمكن اعتبارها "إعانة" بالفعل، والقضية الوحيدة التي أثيرت هناك هي أنه يتم تقديمها على أنها انتصار للنادي، على رغم أن هذا التحدي القانوني يمثل انقلاباً كاملاً على موقفهم السابق في شأن هذا الموضوع. وقد يكون لهذا الجزء من الحكم عواقب وخيمة على عديد من الأندية، ويجعل من قواعد الربح والاستدامة أشد عقاباً بصورة مباشرة، وكما قال أحد المصادر "يمكن أن يكون نصف الأندية الآن في حالة انتهاك" إذا تم إدخال هذا من قبل.

ومن غير المرجح أن يكون للقواعد تأثير رجعي، لكن مع ذلك سيتعين إعادة كتابتها، وعلى رغم وجود نتائج محتملة أخرى يمكن تحويل قروض المساهمين بسهولة إلى أسهم دون أي كلفة على الإطلاق، وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات أخرى في قواعد الكلفة القادمة للأندية.

ولتوضيح هذه النقطة، إذا ذهب نادٍ إلى أحد البنوك وطلب 200 مليون جنيه استرليني (262.02 مليون دولار)، فسيتم فرض فائدة كبيرة عليه، وإذا تم تضمين مثل هذه القروض في تعريفات قواعد الربح والاستدامة، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز سيصدر تعليمات بأخذ الفائدة في الاعتبار، نظراً إلى أن الأندية كان بإمكانها الاستفادة من معاملات الأطراف المرتبطة، وقد يكون هذا مهماً لأن الفائدة على هذه القروض ستحتاج إلى الخروج من صافي أرباح الأندية عند إجراء حسابات قواعد الربح والاستدامة الخاصة بها.

وسيكون الحكم الأكثر صعوبة سياسياً ومالياً بالنسبة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز هو كيف فاز مانشستر سيتي بحججه حول عبء إثبات وتحديد القيمة السوقية العادلة لصفقات الرعاية، وكان هذا هو التعديل المخطط له الذي تم التصويت عليه بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نيوكاسل يونايتد في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتم إلغاؤه بصورة أساسية.

هناك وجهة نظر مماثلة مفادها أنه من غير العدل تحميل المسؤولية للأندية، ولكن حيث قد يكون الأمر أكثر أهمية هو احتمال مطالبة مانشستر سيتي بتعويضات عن كيفية مواجهة صفقة محتملة مع راعيه الاتحاد - شركة الطيران التابعة لدولة أبوظبي - للمقاومة من الدوري الإنجليزي. ويقال إن بعض المسؤولين التنفيذيين في النادي يريدون إجابات من الرئيس التنفيذي للدوري ريتشارد ماسترز حول هذه النقطة، وكيف سارت الحجة القانونية حول هذا الأمر.

قد تكون هناك أيضاً منطقة رمادية موقتة تسمح بإبرام صفقات رعاية كبيرة، على رغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز كان حريصاً على الإشارة إلى أن اللوائح لا تزال قائمة، وكذلك الهيكل الذي يتضمن تعيين مقيماً مستقلاً.

ويعتقد بعض المسؤولين التنفيذيين أن هذه انتصارات قصيرة الأجل لمانشستر سيتي، ولكن الحكم قد يكون أفضل للنظام العام في الأمد البعيد. وقد ركز الحكم على وصف نظام قواعد معاملات الأطراف المرتبطة بأنه "عادل" ويتماشى مع المنافسة بصورة عامة، مع احتمالية تشديدها وتعزيزها الآن. وهنا يشعر الدوري الإنجليزي الممتاز أنه فاز "بالنقاط الكبرى"، كما قال أحد المصادر لصحيفة "اندبندنت"، ويرى المحامون أن الحكم يوفر حججاً قانونية للمستقبل ويعزز موقف الدوري الإنجليزي الممتاز في مواجهة أي تهديد قانوني للمنافسة يهدد النظام.

وعلى المنوال نفسه، فشلت عديد من الطعون والادعاءات التي قدمها مانشستر سيتي، وبخاصة تلك المتعلقة بـ"استبداد الغالبية" ومزاعم التمييز ضد الأندية المملوكة لكيانات خليجية.

وكان الحكم مثيراً للاهتمام أيضاً فيما يتصل بالسياسة الداخلية للدوري الإنجليزي الممتاز، إذ استدعى مانشستر سيتي شهوداً من نيوكاسل يونايتد وتشيلسي وإيفرتون. ومن غير المرجح أن يكون للنتيجة أي تأثير حقيقي في جلسة الاستماع الخاصة بمانشستر سيتي على المدى الأطول، بخلاف الرأي القائل بأنها سمحت للمحامين "بتقييم بعضهم بعضاً".

ويرتبط هذا في النهاية بادعاءات مختلفة، وكانت النتيجة المفيدة هنا هي أن النادي فشل في إظهار الفرضية الأساس بأن القواعد كانت غير عادلة.

مع مواجهة الدوري الإنجليزي الممتاز لتهديد وجودي من نتيجة جلسة الاستماع الخاصة بمانشستر سيتي عام 2025، فإنها تستمر في إظهار كيف تتم منافسات كرة القدم الآن في المحاكم بقدر ما يتم خوضها على أرض الملعب.