Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ولي العهد السعودي يلتقي وزير خارجية إيران

محطة أيضاً في قطر وزيارته عدداً من دول المنطقة لمناقشة "الجرائم" الإسرائيلية في غزة ولبنان

ملخص

بينما تتجه الأنظار إلى إمكان النجاح الدبلوماسي لجولة وزير خارجية إيران عباس عراقجي في فتح قنوات التواصل يبقى سؤال المراقبين مطروحاً، هل ستتمكن الدبلوماسية من التغلب على عوامل التوتر المتزايد، أم ستظل المنطقة عالقة في حلقة من عدم الاستقرار؟.

أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرياض اليوم الأربعاء.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بحث في مستجدات المنطقة مع عراقجي.

ووفق بيان للخارجية السعودية، جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة المستجدات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

من جانبه، قال السفير الإيراني في الرياض علي رضا عنايتي إن زيارة عراقجي الرياض تعبِّر عن مدى عمق العلاقات الثنائية، وعزم البلدين على تعزيزها وتطويرها في جميع المجالات.

 

مخاوف

ووسط مخاوف من رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران الصاروخي الذي شنته الأسبوع الماضي، سيصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى قطر خلال وقت متأخر اليوم الأربعاء في إطار جولة بدول خليجية، وفق "رويترز".

ومن المرتقب أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دولاً خليجية أخرى لمناقشة القضايا الإقليمية والعمل على وقف "الجرائم" الإسرائيلية في غزة ولبنان، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال عبر منصة "إكس" أن عراقجي سيزور السعودية "في إطار تعزيز الجهود الدبلوماسية، وبالتنسيق مع دول المنطقة"، موضحاً أن الزيارة ستركز على وقف "جرائم الإبادة الجماعية والعدوان التي ينفذها النظام الإسرائيلي، والعمل على تخفيف معاناة أشقائنا في غزة ولبنان".

وأكد وزير الخارجية الإيراني من بيروت يوم الجمعة الماضي أن بلاده "تدعم" جهود وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة بصورة "متزامنة".

وتأتي الزيارة في وقت يتصاعد خلاله القلق من اندلاع نزاع مسلح داخل منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، مما قد يؤدي إلى سحب دول أخرى في دوامة من الصراعات.

واليوم، قال مسؤول إيراني لـ"رويترز" إن طهران أبلغت دول الخليج بأنه سيكون "من غير المقبول" أن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية ضد بلاده، فيما أعلنت دول الخليج أنها طمأنت إيران بأنها ستقف على الحياد في الصراع الإيراني - الإسرائيلي، وفق مصادر لـ"رويترز" الأسبوع الماضي.

 وبحسب "إسنا"، أعلن وزير خارجية إيران عن جولته الإقليمية قائلاً "لتهدئة الأوضاع سأتوجه إلى السعودية". وبينما تتجه الأنظار إلى إمكان نجاح هذه المبادرة الدبلوماسية في فتح قنوات التواصل، يبقى سؤال المراقبين مطروحاً، هل ستتمكن الدبلوماسية من التغلب على عوامل التوتر المتزايد، أم ستظل المنطقة عالقة في حلقة من عدم الاستقرار؟

توسع دائرة الصراع

يشير الكاتب والباحث السياسي زيد بن علي الفضيل إلى أن "تداعيات الصراع المسلح بين إيران وإسرائيل تفاقمت بصورة خطرة عقب الحرب الإسرائيلية على حركة ’حماس‘ في غزة و’حزب الله‘ في لبنان، بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الهجمات على الأراضي الإيرانية، إذ تلوح في الأفق حرب شبه إقليمية".

وأضاف أن "ما شهدناه من تصعيد كان مقلقاً، بينه قصف السفارة الإيرانية في دمشق واغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة ’حماس‘ إسماعيل هنية، إضافة إلى استهداف قيادات بارزة في ’حزب الله‘، وهذه الأحداث دفعت إيران إلى الرد من خلال قصف إسرائيل مباشرة، مما قد يوسع دائرة الصراع ويزيد من حدة الأزمات في المنطقة ويتركها تواجه مستقبلاً غامضاً".

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود التقى الأربعاء الماضي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة وعبّر الأخير عن "ارتياحه للعلاقات المتنامية بين إيران والسعودية"، مؤكداً "حرص طهران على توسيع التعاون مع الرياض في جميع المجالات"، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وأشار بزشكيان إلى "ضرورة نبذ الخلافات" معرباً عن أمله في الاستعانة بمساعدة دول آسيا لمنع ما وصفها بـ"الجرائم الإسرائيلية" في الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التفاهمات السعودية - الإيرانية

ويوضح الفضيل أن الجولة المرتقبة لوزير الخارجية الإيراني "تأتي كخطوة استراتيجية تهدف إلى بناء أسس للهدنة العسكرية، إذا ما أبدت إسرائيل والولايات المتحدة استعداداً لذلك والهدف هو حصر الصراع المسلح في مناطقه الحدودية والعمل على صياغة هدنة عسكرية تشمل تلك المناطق".

ويضيف أن "لهذه الزيارة تأثيراً مهماً، إذ تشدد السعودية على مبدأ وقف جميع أنواع التصعيد المسلح بين الجانبين، وتبرز دعمها لجهود إنهاء الحرب في غزة ولبنان، مع تأكيد أهمية إقرار إسرائيل بمبادرة حل الدولتين لتحقيق سلام شامل ومستقر في المنطقة".

ويرى أن المنطق السياسي يتطلب من الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل أن تتخلى عن غرورها القاتل وأن تسعى إلى تحقيق السلام وفق المبادرة العربية التي تبنتها السعودية".

ومع ذلك، يعرب الفضيل عن قلقه من الموقف السلبي للولايات المتحدة الأميركية، فيكشف عن أن سياسييها يظهرون عدم قدرة على توازن المواقف، ويشير إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل، من دون مراعاة القواعد الدولية أسهم في ارتكاب كثير من الجرائم الإنسانية في غزة، مما أطال أمد الأزمة العسكرية.

دبلوماسية إيران في زمن الأزمات

ويشير المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني لا تعكس إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، نظراً إلى الاختلافات السياسية العميقة بين دول المنطقة وإيران، ويبرز أهمية الدبلوماسية كوسيلة لحل التحديات، بخاصة في ظل وجود الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان الذي يسعى إلى تخفيف عزلة طهران.

ويلفت العقيلي إلى "راديكالية الحكومة الإسرائيلية وضعف التأثير الأميركي، مما دفع تل أبيب إلى التركيز على المحور الإيراني بعد تدمير غزة"، مؤكداً أن "تأثير الصراع في العلاقات السعودية- الإيرانية يعتمد على نتائج الحرب"، ويرى أن "التعاون الإيراني- السعودي يمثل ضرورة لتحقيق التنمية في المنطقة".

وفي ما يتعلق بالدور الأميركي، يعرب العقيلي عن اعتقاده بأن الاستراتيجية الحالية غير كافية لتحقيق توازن القوى، ويدعو واشنطن إلى تخفيف الضغوط السياسية على القوى الإقليمية التقليدية لضمان الأمن والاستقرار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات