Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تتكون من 4 نقاط... ما خطة ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

وصل زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في زيارته الرابعة منذ بداية المعارك في محاولة لإقناع المسؤولين بتبني ما يصفها بـ"خطة النصر"

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إن العلاقات بين بلاده وروسيا في فترة رئاسته كانت على مستوى جيد (أ ف ب)

ملخص

ترمب يقر "كانت تربطني ببوتين علاقات جيدة"، وهذه "خطتي" للتسوية البديلة عن "خطة النصر".

كثيراً ما تردد الأوساط السياسية المحلية والعالمية ما سبق وقاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب حول قدرته على وضع حد للصراع الروسي - الأوكراني في غضون 24 ساعة، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وعلى رغم تباعد المسافات بين الواقع والمأمول يواصل ترمب تصريحاته التي تكشف عن تباين مواقفه وربما أيضاً مشاعره، تجاه طرفي النزاع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي. فبينما يتبدى واضحاً تقارب ميوله تجاه الرئيس الروسي بوتين يتخذ ترمب مواقف كشفت مضامينها وحقيقتها مفردات حديثه عن الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي وصفه بأنه "أكبر بائع متجول" في التاريخ، مشيراً إلى "أنه في كل مرة يأتي إلى البلاد يغادرها ومعه 60 مليار دولار". وعلى رغم محاولات الرئيس الأوكراني إقناع المسؤولين الأميركيين بما حمله معه إليهم من مفردات وصفها زيلينسكي بأنها "خطة النصر" يظل الرئيس الأميركي السابق متمسكاً بما يصفه الجمهوريون بـ"خطة ترمب" التي ثمة من يقول إنها تبدو الأكثر واقعية في ظل الظروف الراهنة، وما تفرضه روسيا من واقع في ساحة القتال، وما يعرب عنه الرئيس الروسي بوتين من إصرار وتمسك بما سبق وأعلن عن ضمه من "الأراضي الأوكرانية السابقة".

ترمب يقر بطبيعة علاقته مع بوتين

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إن العلاقات بين بلاده وروسيا إبان فترة رئاسته لبلاده كانت على مستوى جيد، ومضى ترمب ليصف علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها كانت "جيدة جداً". وقال في حديث نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية إن اتفاقه وبوتين كان على "مستوى جيد للغاية" وإن علاقاتهما لم تبلغ يوماً درجة "التهديد بالحرب". كما أن ما خرج به ترمب من نتائج خلال لقائه الرئيس بوتين في هامبورغ وهلسنكي لا يزال يحدد كثيراً من انطباعاته "الجيدة" عن الرئيس الروسي، وهو ما أعرب عنه في حديثه عن أهمية الحوار الذي يعيب على الديمقراطيين الأميركيين افتقاده في علاقاتهم "المجمدة" مع روسيا. أما عن خطته لحل الصراع الأوكراني - الروسي فقد أقر ترمب بأنها تعتمد على ضرورة "إرغام جانبي الصراع على التفاوض". وفي وقت كشف عن رفضه لما سبق وطرحه الرئيس الروسي من مقترحات لوضع حد للأزمة الأوكرانية قال إنه "سيهدد فلاديمير بوتين بزيادة دعم واشنطن للقوات المسلحة الأوكرانية من أجل إجباره على الموافقة على المفاوضات". وقد سارع الكرملين في حينه إلى التعليق على ما قاله ترمب، ونقلت صحيفة "آر بي كا" الروسية عن دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين تصريحاته حول "أنه في عهد ترمب، فُرضت عقوبات على روسيا، و"لم يتم فعل أي شيء جيد خصوصاً لروسيا"، فضلاً عما كتبته الصحف الروسية حول أن ترمب كان أكثر الزعماء الأميركيين فرضاً للعقوبات ضد روسيا في تاريخ العلاقات الروسية - الأميركية. على أن ذلك لم يمنع بيسكوف من الاعتراف بأنه "كان هناك حوار"، فيما عزا ذلك إلى ما ساد علاقات البلدين من "عناصر إيجابية". وخلص المتحدث الرسمي باسم الكرملين إلى تأكيد مواقف روسيا تجاه اعتبار العقوبات الأميركية "غير شرعية"، مشيراً إلى أنها "تقوض أسس العلاقات الاقتصادية الدولية".

وعلى رغم كل ما تتسم به متابعة الإعلام الروسي لمجريات ما يدور في الولايات المتحدة على صعيد الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأميركية، من تحفظ وحرص تجاه عدم الإفصاح عن حقيقة مواقف موسكو تجاه أي من مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإن هناك من الشواهد ما يقول بوجود ما قد يقترب من الانحياز إلى دونالد ترمب على اعتبار أن كامالا هاريس هي الامتداد الحقيقي للرئيس الأميركي جو بايدن وسياساته المعادية لروسيا.

ترمب وزيلينسكي

ثمة شواهد تقول إن الخلافات "الجذرية" بين الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب حددت كثيراً من ملامح العلاقة بين الأخير والرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي. وكان ترمب سبق وأعرب عن اعتقاده الراسخ بأن القادة الأوكرانيين يفضلون الديمقراطيين، وأن زيلينسكي "يريدهم حقاً أن يفوزوا في الانتخابات" الرئاسية الأميركية. كما جاءت الزيارة الأخيرة لزيلينسكي إلى الولايات المتحدة وما أجراه من مفاوضات ولقاءات لتضيف بعداً آخر لمواقف ترمب تجاه الرئيس الأوكراني. وعلى رغم ما تخللته هذه الزيارة من محاولات "دؤوبة" من جانب الرئيس الأوكراني للقاء مع الرئيس الأميركي السابق ترمب، فقد حرص الأخير على التمسك بمواقفه تجاه زيلينسكي، وهو ما جرى الكشف عن بعض جوانبه خلال الاجتماع الذي عقد بينهما خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. ومن هذا المنظور اتسمت تصريحات الرئيس الأميركي السابق بكثير من الحدة ضد تحركات الرئيس الأوكراني وتنقلاته التي غلب عليها ما هو أقرب إلى "دعم وتأييد" مرشح الحزب الديمقراطي في معركة الرئاسة الأميركية. فلم تكن مثل هذه التحركات لتغيب عن ترمب الذي حرص من جانبه أيضاً على "رد التحية بأحسن منها". فبعد حملة الانتقادات التي شنها ترمب ضد زيارة زيلينسكي لمعقل الجمهوريين في بنسلفانيا إذ ولد ونشأ الرئيس الأميركي بايدن، وإعلانه عن إصراره على أن يكون اللقاء الذي طلبه زيلينسكي في مقر إقامته في مار لاغو، وهو ما استبعده الجانب الأوكراني خشية اعتبار ذلك تعبيراً عن دعم حملة ترمب الانتخابية، خلص الجانبان إلى الاتفاق حول إجرائه داخل "برج ترمب" في نيويورك. على أن ذلك لم يمنع دونالد ترمب من مواصلة حملاته التي انتقد فيها الرئيس الأوكراني ووصفه بـ"التاجر المتجول" وبابتزاز الدعم والمعونات الأميركية والتورط في تدمير بلاده التي قال إنها "انتهت وتحولت إلى أطلال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ترمب استبق لقاءه مع الرئيس الأوكراني بنشر مقتطفات من رسالة زيلينسكي طلباً لعقد اجتماع في نيويورك، سعياً وراء "فهم بعضهما بعضاً بنسبة 100 في المئة"، وهو ما سيساهم في إنهاء الصراع داخل أوكرانيا، على حد تعبير زيلينسكي. ومضى ترمب ليضيف ما أكده زيلينسكي في رسالته من معلومات تفيد بأن فريقه طلب بالفعل ذلك الاجتماع، وإن أعرب عن سخطه تجاه ما صدر عن الرئيس الأوكراني في حقه. كما أن ما صدر من تصريحات عن الرئيس الأميركي السابق ومنذ اندلاع "الحرب" بين روسيا وأوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022، زاد من خشية الرئيس الأوكراني ومخاوفه من احتمالات فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وما قد يتخذه من إجراءات تحد من الدعم الأميركي "اللامحدود" لأوكرانيا، وتوقف ما يطلبه من إمدادات عسكرية ومادية ومعنوية. وذلك لم يكن ليغيب عن ترمب الذي لم يتوقف بدوره عن الإشادة بما سبق وجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من علاقات كثيراً ما كانت "مثيرة للجدل". وذلك خلال وقت لم يخف ترمب اعتقاده الراسخ بأن القادة الأوكرانيين يفضلون الديمقراطيين، وهو ما كشف عنه في تصريحاته حول أن زيلينسكي "يريدهم حقاً أن يفوزوا في الانتخابات" الرئاسية المرتقبة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

خطة ترمب لحل النزاع في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي لمنصب الرئيس عما يمكن أن يفعله لوضع حد للنزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، وما سبق وأكده حول إمكانية ذلك "في غضون 24 ساعة" فضلاً عن وعده بإنهاء جميع "الحروب التي لا نهاية لها في الخارج". وقد تولى جي دي فانس المرشح لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة في حال انتخاب دونالد ترمب، صياغة ما وصفها بـ"خطة ترمب" لإنهاء الصراع في أوكرانيا وصورة التسوية السلمية وماهية ما ستتضمنه من أحكام. وقال دي فانس إن أوكرانيا يمكن أن تصبح "منطقة منزوعة السلاح" وأن "تجد روسيا ما يمكن أن يكون ضماناً لحياد أوكرانيا وأنها لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، ولا تنضم إلى أية مؤسسات متحالفة". وأضاف أنه في هذه الحال ستتمكن أوكرانيا من الحفاظ على سيادتها. ويعتقد المرشح لمنصب نائب الرئيس أيضاً أن أوروبا تريد إنهاء الصراع بسبب ارتفاع أسعار الفائدة على الطاقة لكنها أنقصت في تمويل دعم كييف، في حين أن دافعي الضرائب الأميركيين "كانوا أسخياء جداً مع الأوكرانيين".

وفي أول رد فعل رسمي للجانب الأوكراني على تصريحات جي دي فانس وما قاله في شأن "خطة ترمب"، قال ميخائيل بودولياك مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي "إن التفاصيل التي أعرب عنها فانس يمكن وصفها بأنها صخب انتخابي"، وأشار المسؤول الأوكراني إلى أنه في خضم الدورة الانتخابية هناك قدر كبير من التكهنات في مجال المعلومات. وأعرب عن رأي مفاده بأن موقف المرشحين يتغير بصورة جذرية مباشرة بعد الانتخابات. والولايات المتحدة بالكامل سواء في ظل الديمقراطيين أو الجمهوريين ستوفر مؤسساتياً كل ما تحتاج إليه أوكرانيا. وهذه هي العملية الموضوعية لهذه الحرب، وذلك موقف لا رجعة عنه". وأضاف بودولياك أنه يمكن للسياسيين الأميركيين بصورة ذاتية الإدلاء بأية تعليقات، إضافة إلى ذلك من الممكن إجراء مناقشات حول نهاية الصراع، ومع ذلك وفقاً للمسؤول الأوكراني فإن اكتماله "سيكون سلبياً للغاية بالنسبة إلى روسيا".

"خطة النصر"

وفي وقت يركز فيه المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المرتقبة على ما يصفه أنصاره بأنها "خطة ترمب لتسوية الأزمة الأوكرانية"، وصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في زيارته الرابعة منذ بداية الحرب في أوكرانيا خلال فبراير 2022، في محاولة لإقناع المسؤولين الأميركيين بتبني ما يصفها بـ"خطة النصر". وعلى رغم عدم الإعلان عن تفاصيل هذه الخطة فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" بعضاً من محتوى هذه الوثيقة التي قالت إنها تتكون من أربع نقاط، تتضمن المساعدة العسكرية لأوكرانيا والخطوات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي وما وصفته بـ"الإكراه السياسي لروسيا". وقالت الصحيفة الأميركية إن عدداً من كبار المسؤولين في إدارة بايدن بعد التعرف على "الخطة الفائزة" بصورة عامة "كانوا غير راضين عن محتواها". وأشارت إلى أن ممثلي البيت الأبيض "يشعرون بالقلق من أن الخطة لا تحوي استراتيجية شاملة وتتلخص المقترحات في توفير مزيد من الأسلحة، ورفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ الأميركية ضد أهداف على أراضي روسيا". ونقلت الصحيفة عن أحد محرريها ما قاله حول إنه "ليس معجباً بها"، وإنه "لا تتضمن كثيراً من الجديد". كما أشارت "وول ستريت جورنال" أيضاً إلى أن "أقسام الوثيقة المخصصة للدبلوماسية والسياسة أقل تفصيلاً بكثير من طلبات الأسلحة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير