Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تقطع إسرائيل أوصال المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان؟

عرقل القصف الإسرائيلي حركة النازحين اللبنانيين والسوريين باتجاه الداخل السوري

تربط ستة معابر حدودية شرعية بين الحكومتين السورية واللبنانية أبرزها "معبر جديدة يابوس - المصنع" (مواقع التواصل)

ملخص

يرجح مراقبون استمرار القصف على المعابر الحدودية السورية في حال لم تنجح المساعي الدبلوماسية الغربية أو العربية لوقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان.

يكاد الشريان الوحيد الذي يربط سوريا مع لبنان يصاب بالشلل بعد توقف حركة الملاحة الجوية وتعرض المعابر الحدودية للقصف الإسرائيلي، مما عرقل بالتالي الوسيلة الأقرب للسوريين العائدين من نزوحهم القسري، ومعهم عائلات لبنانية إلى الداخل السوري هرباً من جحيم الحرب المستعرة في جنوب لبنان، فيما تحولت المعابر إلى ممرات إنسانية يتدفق خلالها عشرات الآلاف يومياً، يقاسون رحلة نزوح أليمة بعد ما تقطعت بهم سبل العيش في مطارحهم.

قصف المصنع

وخلال الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري استهدفت غارة إسرائيلية معبر "المصنع" الحدودي وانقشع غبارها عن حفرة بعمق نحو أربعة أمتار على الطريق الرئيس للمعبر، بينما أعلنت تل أبيب أنها قصفت معبراً بطول 3.5 كيلومتر ويحوي نفقاً يستخدم لنقل المعدات العسكرية، وضم مباني عسكرية ومخازن أسلحة لـ"حزب الله".
ومنذ الـ21 من سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى يوم القصف الإسرائيلي لمعبر المصنع الواقع في الأراضي اللبنانية وبتاريخ الثالث من أكتوبر الجاري تستخدم المعابر الحدودية لعبور العائلات الوافدة إلى سوريا. وبحسب السلطات اللبنانية فقد عبر 235 ألف شخص الحدود بما في ذلك 82 ألف لبناني بينما عبر 152 ألف سوري، وغادر نحو 50 ألف شخص من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بينهم 10 آلاف سوري، وفر 1060 شخصاً من طريق البحر.

ضربات استباقية

في غضون ذلك يرجح مراقبون استمرار القصف على المعابر الحدودية في حال لم تنجح المساعي الدبلوماسية الغربية أو العربية لوقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، وتوقع الناشط السياسي والحقوقي السوري أحمد الحوارني "استمرار الغارات على المعابر، إذ تعتمد إسرائيل على تفوقها بسلاح الجو وهذا ما يفسر تأرجح الحملة البرية للجيش الإسرائيلي نحو الجنوب اللبناني، واعتماده على البقاء في الجو سعياً إلى إنهاك ما تبقى من عناصر المقاومة وقيادتهم، بالتالي سد كل الطرق التي توصل السلاح إلى الحزب". وأضاف "كثيراً ما شكلت المعابر الحدودية طريق نجاة للسوريين في أوج الصراع المسلح في سوريا منذ عام 2013 حين تحولت بيروت إلى حديقة خلفية للنشاط التجاري السوري، بينما تحاول طهران اليوم أن تجعل من جنوب سوريا الحديقة الخلفية لنشاط "حزب الله" والفصائل الموالية لها، لكن الثمن كان باهظاً عبر استهداف متواصل لحي المزة السكني وسط دمشق، بذرائع وجود قياديين إيرانيين ولبنانيين، أو بقصف المعابر الحدودية".
وتحدث الحوراني عن انكشاف ظهر الفصائل الموالية لإيران معتبراً أن "كل تحركاتها في سوريا باتت واضحة ومكشوفة، سواء كانت عمليات تهريب سلاح أو حركة قياديين وعناصر، وذلك على رغم عمليات التخفي التي حدثت بعد اختراق شبكة الاتصالات السلكية". وقال "ليس مفاجئاً أن تقصف الأنفاق الحدودية أو المعابر، تجنباً لانتقال القياديين من الحزب أو الإيرانيين، إذ قصفت إسرائيل سابقاً على طريق بيروت كثيراً من المسؤولين اللبنانيين، وقبلها وعلى مدار أعوام كنا نشاهد أفراد الحزب اللبناني في درعا وريف دمشق ينشطون بصورة صريحة وواضحة، وآخر تلك الأنشطة لهم كانت من جهة الجولان بعد اندلاع حرب غزة".


وتربط ستة معابر حدودية شرعية بين الحكومتين السورية واللبنانية أبرزها "معبر جديدة يابوس - المصنع" ويقع في منطقة جديدة يابوس بريف العاصمة دمشق وبلدة المصنع اللبنانية، ويعد بوابة رئيسة لحركة المسافرين وبخاصة المسافرين السوريين عبر مطار بيروت الدولي بعد تعطل الملاحة الجوية في سوريا خلال الحرب فيها.
أما "معبر الدبوسية" فيربط بين قرية العبودية في عكار (شمال لبنان) وقرية الدبوسية في حمص السورية، وافتتح عام 2007 ويعتمد عليه في حركة حركة التبادل التجاري ونقل البضائع بين شمال سوريا ووسطها إلى الشمال اللبناني.
ويربط "معبر العريضة" قرية العريضة في محافظة عكار بمحافظة طرطوس على الساحل السوري، ويسهم في نقل البضائع من مرفأ طرطوس وبالعكس.
ومعبر "جوسية" يربط بين بلدة جوسية في منطقة القصير بحمص الغربي وقرى البقاع اللبناني. وهناك معبر "تلكلخ - وادي خالد"، ومعبر "مطربا - الهرمل".
وإضافة إلى ذلك توجد وجود عشرات الممرات غير الشرعية وغير الخاضعة للرقابة بسبب اتساع الحدود السورية اللبنانية وتداخلها وحملت أسماء متنوعة، وتخضع أكثرها لسيطرة العشائر وتنشط خلالها عمليات تهريب السلاح والمخدرات وغيرها من أنواع التجارة غير المشروعة.

ممرات إنسانية

إزاء ذلك تروي الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا سهير زقوت مشاهدتها "مئات العائلات التي اجتازت الحدود، تحمل معها ما أمكن من متاع البيت على السيارات أو الحافلات الكبيرة، بينما اجتاز بعضهم الحدود سيراً على الأقدام لمسافات طويلة، ويبدو على وجوه الجميع الخوف والقلق وعدم اليقين حول ما سيجلبه المستقبل. وغالب النازحين الذين دخلوا إلى الأراضي السورية هم من الأطفال والنساء وكبار السن".
وفي شرحها لأوضاع المعابر الحدودية تحدثت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تطور الأوضاع وتبعاتها الإنسانية خصوصاً في ما يتعلق بحركة الناس من لبنان إلى سوريا، وإن الأوضاع الإنسانية في سوريا لا تخف على أحد إذ ألقى أكثر من عقد من النزاع بظلاله على السوريين. وأضافت "فقدت أرواح لا تحصى وضعفت البنية التحتية ويعيش الآن 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر الدولي، وبينما تتعامل منطقة الشرق الأوسط مع عدم الاستقرار المستمر خصوصاً في ظل النزاع في غزة وتصاعد الأعمال العدائية في لبنان، فإن التداعيات على سوريا وجيرانها يمكن أن تكون عميقة وبعيدة المدى، وأي ضغط إضافي على السكان المنهكين بالفعل سيزيد فقط من العبء الثقيل الذي يجب عليهم تحمله. إن الإقليم كله في حاجة إلى قرارات سياسية تجنبه مزيداً من التصعيد وتجنب الملايين مزيداً من الويلات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الواقع على الحدود

ووصفت مستشارة الاتصالات الرئيسة للمفوضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رولا أمين طريق معبر المصنع بعد تعرضه لضربتين وتحوله لـ"حفرة ضخمة" وسير الناس على الأقدام عبر الطريق المدمر، فبات خارج الخدمة أمام حركة المرور. وقالت في حديثها للصحافيين إن "60 في المئة من الأشخاص الذين يصلون سوريا هم من الأطفال والمراهقين، وبعضهم وصلوا غير مصحوبين بذويهم، وبعضهم في حاجة إلى رعاية طبية عاجلة".
يأتي ذلك وسط تأكيد مسؤولين إغاثيين توفير باصات للوافدين الذين ليس لديهم وسيلة تنقلهم إلى وجهتهم، من المعابر الحدودية إلى مختلف المناطق السورية، وذلك ضمن استجابة الهلال الأحمر العربي السوري الإنسانية لحاجاتهم وتخفيفاً من معاناتهم أعباء التنقل.

نقاط العبور

وفي المقابل أشارت مسؤولة الصليب الأحمر في سوريا سهير زقوت إلى أنه منذ الـ25 من سبتمبر الماضي رفعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جاهزيتها، وعملت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري على الوجود في نقاط العبور الثلاث (جديدة يابوس والدبوسية وجوسية) استجابة للحاجات الأكثر إلحاحاً.
كما أن اللجنة الدولية تدعم جهتين أساسيتين في تقديم الرعاية الصحية، الأولى عبر برنامج الإسعاف والطوارئ التابع للهلال الأحمر السوري والذي قدم الرعاية الطارئة لـ1035 مريضاً عبروا الحدود بين الـ24 والـ30 من سبتمبر الماضي، أما الجهة الثانية فهي وزارة الصحة التابعة للنظام السوري عبر تقديم شحنة مواد طبية إضافة إلى محاليل وريدية الضرورية للرعاية الأولية تكفي 10 آلاف مريض لمدة شهرين.
ومن جهته قال وزير الأشغال والنقل اللبناني علي حمية في تعليق صحافي حول قصف معبر المصنع، إن الحاجات الأساس للنازحين والاقتصاد اللبناني تمر من خلال المعبر المستهدف. وأشار إلى أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته عن حماية المعابر، معتبراً "إسرائيل تفرض ما يشبه حصاراً غير معلن على أراضينا اللبنانية، وعلى المجتمع الدولي التدخل لتحييد المدنيين والمرافق العامة".
وكانت إسرائيل قبل قصفها معبر المصنع استهدفت معبر "مطربا" الحدودي بين سوريا ولبنان خلال الـ26 من سبتمبر الماضي، لمنع نقل أسلحة ومعدات قتالية إلى "حزب الله" بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مما أوقع ثمانية جرحى من الموظفين العاملين لدى سلك إدارة الجمارك العامة في سوريا.
وأعلنت تل أبيب عن هجمات ينفذها الجيش تستهدف بنى تحتية تستخدم لنقل وسائل قتالية من الأراضي السورية إلى "حزب الله" في لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مواصلته ضرب الحزب بقوة لتجريده من قدراته وبنيته التحتية، وبخاصة شبكة الأنفاق.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات