أندية الدوري الإنجليزي تنزلق إلى حرب أهلية بعد قضية مانشستر سيتي

انزلق الدوري الإنجليزي الممتاز إلى حرب أهلية مفتوحة، إذ أصيب أكثر من نصف الأندية بالذهول من طبيعة رسالة البريد الإلكتروني التي بعثها مانشستر سيتي في أعقاب الحكم في شأن قضيتهم ضد قواعد تعاملات الأطراف المرتبطة بالمسابقة.

ويشعر بعض المديرين التنفيذيين بالانزعاج بصورة خاصة من التهديدات باتخاذ إجراءات قانونية أخرى، وقد وصفت مصادر عدة الموقف بأنه "متصاعد بصورة خطرة" قبل اجتماع الخميس المقبل.

وكتب المستشار العام لمانشستر سيتي سيمون كليف في رسالة بريد إلكتروني إلى جميع الأندية الـ19 أن الملخص الذي تقدم به الدوري الإنجليزي الممتاز المكون من 1200 كلمة لتوصيف الحكم كان "مضللاً" و"غير دقيق"، بينما ذكر أن "موقف مانشستر سيتي هو أن هذا يعني أن جميع قواعد تعاملات الأطراف المرتبطة باطلة، وكانت كذلك منذ عام 2021".

وترى رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز وفق وضعها القانوني أن هذه ليست هي الحال على الإطلاق، وأن القواعد يمكن تعديلها بسهولة وسرعة من خلال اجتماعات مقبلة تبدأ الخميس المقبل. وهناك ستناقش الأندية ثلاثة تغييرات محتملة للقوانين، ومن المتوقع أن يكون المزاج العام متوتراً للغاية، وبخاصة مع مقاومة مانشستر سيتي بشدة لأية محاولة لفرض التغييرات بطريقة قد يراها "متهورة".

وأضاف بريد كليف الإلكتروني "من المرجح أن يؤدي مثل هذا المسار غير الحكيم إلى مزيد من الإجراءات القانونية مع مزيد من الكلف القانونية. ومن الأهمية أن تشعر الأندية الأعضاء بأنها يمكن أن تثق في الجهة التنظيمية الخاصة بها".

ويقال إن هذا أثار غضب عدد كبير من الأندية، في حين تسبب حتى في مفاجأة لدى بعض الأندية الأخرى التي كانت أكثر تعاطفاً مع موقف مانشستر سيتي. وكانت الأندية التي عملت كشهود على أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر أربعة مواسم على التوالي هي تشيلسي ونيوكاسل يونايتد وإيفرتون، ومن المعروف أن نوتنغهام فورست وأستون فيلا أكثر تفهماً لوجهات نظر السيتي في الأقل.

في حين أن موقف نيوكاسل متوقعاً نظراً إلى أن التعديلات المتنازع عليها تم تقديمها على وجه التحديد بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على النادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، فإن التغييرات المحتملة في القواعد بعد حكم الإثنين الماضي قد تؤثر في تشيلسي.

وهناك أيضاً تساؤل في الدوري الإنجليزي الممتاز حول ما إذا كان تغيير ملكية إيفرتون لمجموعة "فريدكين" سيغير النظرة المستقبلية في ملعب "غوديسون بارك".

في غضون ذلك، قدم كل من مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتوتنهام هوتسبير وبرايتون ووست هام يونايتد شهادة مؤيدة للدوري الإنجليزي الممتاز.

لن تناقش الأندية التعديلات المحتملة إلا الخميس المقبل، ثم تذهب المقترحات إلى المجموعة المالية للدوري ومجموعتها الاستشارية القانونية قبل أي تصويت نهائي.

ومن المفهوم أن سيتي مقاوم للغاية للتغييرات التي من شأنها استبعاد اختبارات القيمة السوقية العادلة لقروض المسهمين، التي كانت واحدة من النتائج الأساسية لحكم الإثنين الماضي.

وبينما سيحدث كل هذا خلف الأبواب المغلقة، كانت الأندية قلقة من أن الطريقة "السامة" التي تتم بها إدارة الكثير من هذا الأمر في الأماكن العامة تضر بسمعة الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت كلمات أحد المصادر "الأندية سئمت".

وهناك سياق سياسي أوسع نطاقاً هنا نظراً إلى أن وزيرة الثقافة ليزا ناندي ستعقد محادثات مع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في شأن خطط الحكومة لإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة الأربعاء المقبل.

ويشعر بعض مسؤولي كرة القدم بأن الجدل برمته وبخاصة افتقار الدوري الإنجليزي الممتاز إلى الإجراءات اللازمة لإصدار الحكم الثاني على التوالي بعد قضية ليستر سيتي، لا يزيد إلا من توضيح أن المنافسة "لا تستطيع أن تحكم نفسها" وأنها "خارجة عن السيطرة".

ومن المؤكد أن قوة المشاعر لم تكن أعلى من ذلك قط، وكل هذا مع النتيجة الفعلية لجلسة الاستماع التي ستصدر في العام الجديد.