Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدل أميركي حول الحليب غير المبستر

يروج الساسة ومؤثرو الصحة لفوائد الحليب غير المعالج لكن الخبراء يحذرون من أخطاره

يعود الحليب غير المبستر إلى الواجهة مجدداً بزيادة ملحوظة في المبيعات (غيتي)

ملخص

يشهد الحليب غير المبستر رواجاً متزايداً في الولايات المتحدة على رغم تحذيرات خبراء الصحة من أخطاره

الحليب غير المبستر يلقى رواجاً من جديد. إذ تقوم مجموعة متنوعة من الشخصيات، من مارجوري تايلور غرين إلى مؤثري الصحة البديلة، تروج شخصيات عامة عدة للفوائد المزعومة للحليب غير المبستر، وتثير هذه الدعوات قلق المسؤولين في الحكومة، الذين يحذرون الناس من أخطار استهلاك هذه المنتجات، وبخاصة بعد اكتشاف أول سلالة من فيروس إنفلونزا الطيور "أتش5 أن1" H5N1 تصيب الأبقار في ولايات عدة، منها تكساس.

وفي هذا العام، أظهرت الأبحاث ارتفاعاً غير مسبوق في مستويات الفيروس في ضرع الأبقار المصابة، مما أثار القلق من أنه قد يكون سبباً في انتقال العدوى للبشر. وبحسب "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية، فقد أشارت دراسات إلى أنه يمكن القضاء على الفيروس، في حال وجد في الحليب، عبر عملية البسترة.

وعلى رغم أن العلمية التي اكتشفها لويس باستور منذ أكثر من قرن، تقتل هذه الميكروبات، فإن مبيعات الحليب غير المبستر قفزت بنسبة 65 في المئة هذا العام، وبخاصة في الولايات التي يسمح فيها ببيعه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتفاوت لوائح تنظيم الحليب غير المبستر بصورة كبيرة عبر الولايات الأميركية، مما يؤدي إلى تشكيلة معقدة من القوانين المحلية، وبينما تحظر بعض الولايات بيعه تماماً تسمح أخرى ببيعه في المزارع أو من خلال ترتيبات تقاسم القطيع، إذ يشتري المستهلكون حصصاً من الأبقار في مقابل الحصول على الحليب غير المبستر. وعلى رغم الجدل المحيط به، اكتسب الحليب غير المبستر قاعدة جماهيرية وفية بين من يتبعون أسلوب الحياة الشمولي، ويركزون على التغذية الصحية، ويدعمون الممارسات الزراعية المستدامة.

هذا ويجادل المؤيدون بأن الحليب غير المبستر لا يقتصر فقط على تقديم مذاق أفضل، بل يحمل أيضاً فوائد غذائية، ويشيرون إلى أنه قد يساعد في تخفيف أعراض الحساسية. وتتجلى مشكلة الثقة بصورة واضحة، إذ يعبر الناس عن عدم ثقتهم ليس فقط بخبراء الصحة العامة، بل بالحكومة أيضاً.

ومن جانبه، أشار ديفيد أتشيسون، طبيب الأمراض المعدية ومستشار في مجال سلامة الغذاء، الذي تولى قيادة جهود سلامة الأغذية في إدارة الغذاء والدواء، إلى أن "طريقة الحكومة في التواصل حول الأفكار العلمية لجائحة كوفيد-19 جعلت الناس اليوم يميلون إلى اعتبار تحذيرات إدارة الغذاء والدواء و"مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركي "سيانة".

وأكد أن البعض يعتبر تحذيرات المسؤولين الصحيين تقييداً لحرية الاختيار، سواء كانت تتعلق بتنظيم بيع الحليب غير المبستر، أو قواعد التباعد الاجتماعي، أو حتى ارتداء الكمامات في الهواء الطلق. إذ إن الجدل حول الحليب غير المبستر أصبح يعكس أكثر من مجرد نقاش صحي، فهو يجسد قضية أوسع نطاقاً. ففي الولايات المتحدة، أصبح كوب الحليب رمزاً يتجاوز مجرد كونه خياراً غذائياً، إذ يعكس الصراع الأوسع بين السلامة والحرية في مجتمع يزداد فيه الشك.

ومع ذلك، يشدد مسؤولو الصحة العامة على أن الأخطار الجسيمة المرتبطة بتناول الحليب غير المبستر تتجاوز بكثير أية فوائد محتملة يروج لها. ووفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن هذا المنتج غير المبستر قد يحوي ميكروبات خطرة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والليستيريا.

كما أن هذه البكتيريا قد تسبب أمراضاً خطرة منقولة بالغذاء، وتشكل خطراً خاصاً على الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة. وأظهرت دراسات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء أن شرب الحليب غير المبستر تسبب في 202 حالة تفشٍ للأمراض في الولايات المتحدة بين عامي 1998 و2018، مما أسفر عن إصابة 2645 شخصاً، ونقل 228 إلى المستشفى، ووفاة ثلاثة أشخاص.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي إلى الإصابة بعدة أنواع من العدوى، وغالباً ما تبدأ بأعراض معوية تقليدية مثل الإسهال والغثيان وتقلصات المعدة. وفي بعض الأحيان، قد تتطور هذه العدوى إلى مضاعفات خطرة، مثل ضعف العضلات أو الشلل أو الفشل الكلوي أو التهابات حادة في الدم.

وبغض النظر عن مدى الاهتمام بنظافة المزرعة أو دقة صيانتها، يحذر المسؤولون من أن التلوث قد يحدث في أي وقت. فالحليب غالباً ما يكون عرضة للبكتيريا الضارة خلال مراحل الجمع أو التخزين أو النقل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة