Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توخيل "عبقري المواجهة" الذي يفوز بالألقاب ويخسر الأصدقاء

فاز الألماني بسلسلة من الألقاب مع أندية كبرى في جميع أنحاء أوروبا إذ توج ببطولة دوري الأبطال في غضون ستة أشهر مع تشيلسي، لكن أساليبه الغريبة وشخصيته القاسية تسببت في أضرار على طول الطريق

توماس توخيل المدير الفني الجديد للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يبدأ المدرب الألماني المثير للجدل توماس توخيل رحلة تدريبية غير مسبوقة في قيادة المنتخب الإنجليزي المتعطش للألقاب الجماعية

كان لدى توماس توخيل عديد من التأثيرات والموجهين خلال الأعوام الأولى من مسيرته التدريبية وأبرزهم رالف رانغنيك ويورغن كلوب، لكن ربما كان الأكثر إثارة للاهتمام هو العالم الألماني البروفيسور فولفغانغ شولهورن.

دافع شولهورن عن فوائد "التعلم التفاضلي" إذ يتم إزعاج بيئة الطالب باستمرار وتعطيله خلالها، مما يجبر الطلاب على التوصل إلى حلول جديدة بدلاً من مجرد تكرار نفس الحركات.

وكانت مقولة شولهورن "إذا أردنا أن نحقق أداء استثنائياً، فنحن في حاجة إلى التدريب بصورة غير عادية".

وتبنى توخيل هذا النهج في وظيفته الإدارية الثانية عندما كان مسؤولاً عن نادي ماينز في الدوري الألماني، في نفس المدينة التي كان مقر شولهورن فيها، وقال "لقد دارت بيني وتوخيل عديد من المحادثات التفصيلية" التي قال عنها توخيل "لقد غيرت منهجي كمدرب بصورة كاملة، وبدأت أتجه أكثر فأكثر نحو حقيقة مفادها أن التدريب يوفر للاعبين مسؤوليات أكثر تعقيداً مما توفره المباراة، يجب أن تبدو المشكلات التي يخلقها الخصم في اللعبة سهلة قدر الإمكان بالنسبة إليهم".

وكان توخيل يجبر لاعبيه على التدريب على ملاعب صغيرة وضيقة مع الضغط المستمر على حامل الكرة وكان يضع قواعد عشوائية لإرباك اللاعبين وتضييق الخناق عليهم، مثل حظر التمريرات عبر دائرة الوسط أو منع اللاعبين من استخدام الجناح الأيسر، وقد اشتكى لاعب خط الوسط إيوغين بولانسكي قائلاً "أنت في حاجة إلى مستوى متقدم لبعض هذه التمارين".

وخلال اليوم السابق لمباراة ضد شتوتغارت حوَّل ملعب التدريب الخاص به إلى شكل الساعة الرملية بهدف فرض اللعب من خلال وسط ملعب خصومه الضعيف، وهي النقطة التي تم تجاوزها إلى أقصى الحدود، لقد جعل جلسات التدريب الخاصة به مرهقة ذهنياً لدرجة أن المباريات نفسها بدت بسيطة للاعبيه.

إن ذلك مثال على الأفكار المتطرفة والغريبة التي كان يذهب إليها لإعداد فريقه، فبالنسبة إلى توخيل كان علم النفس بنفس أهمية المهارة الفنية. ووصف لاعب خط وسط ماينز أندرياس إيفانشيتز مدربه بأنه "عبقري" ووصفه زميله نيكولسي نوفيسكي بأنه "كمالي"، على رغم أن توخيل وصفه لاعبون سابقون أيضاً بأنه "شديد" و"مواجه"، ويضغط على الأزرار عمداً ويتدخل في العقول بينما غاريث ساوثغيت لم يكن كذلك.

لقد ذهبت أساليب توخيل في بعض الأحيان إلى مناطق أبعد من اللازم، فقد اشتكى لاعبو دورتموند من العقوبات المهينة التي فرضها توخيل وطاقمه والتي يزعم أنها تضمنت إجبار اللاعب التركي الشاب إيمري مور على الزحف على أربع في جميع أنحاء الملعب لفشله في العمل بجدية كافية.

ومع ذلك لا يمكن إنكار الكم الهائل من البطولات والجوائز في سيرته الذاتية، خلال ستة أعوام بين 2017 و2023 فاز توخيل بتسعة ألقاب رئيسة في المجموع بينها ثلاثة ألقاب دوري وثلاثة كؤوس محلية ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، ولم يفز توخيل بأكثر من ذلك خلال فترة كان من الممكن فيها اعتبار توخيل بحق من بين أكثر المدربين موهبة في أوروبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه يتمتع بتنوع تكتيكي يجعل من الصعب إيقافه، إذ نجح في استخدام خمسة لاعبين في الخلف وأربعة لاعبين في الخلف، مع تكتيكات الضغط العالي واستراتيجيات أكثر تحفظاً.

وكان يميل إلى استخدام الرسم التكتيكي (4 - 2 - 3 - 1) في دورتموند لكنه تحول إلى (4 - 3 - 3) المهيمن في باريس سان جيرمان، والذي حقق الثلاثية المحلية في موسمه الأول.

لقد قلب تشيلسي إلى الظهيرين عندما وصل خلال يناير (كانون الثاني) 2021 وحول الفريق من فريق متعثر داخل منتصف الجدول إلى أبطال أوروبا خلال خمسة أشهر.

يشعر توخيل بالانزعاج من فكرة أنه "دفاعي" أو "حذر"، لكن لا شك أن كرة القدم التي يقدمها أكثر براغماتية من المدرب الذي يقارن به غالباً وهو كلوب، الذي حل محله توخيل في ماينز ومرة ​​أخرى في دورتموند. لقد شهد كل ناد شيئاً مختلفاً بعض الشيء، وهذا يعني أن مشجعي إنجلترا يجب أن ينتظروا لمعرفة بالضبط ما سيحصلون عليه من الرجل الذي أطلق عليه مشجعو تشيلسي لقب "تكتيكات تومي" بسبب حيله المعقدة.

وإلى جانب الألقاب من المستحيل أيضاً تجاهل الكم الهائل من الأندية في سيرته الذاتية على مدار العقد الماضي.

لم يمض توخيل أكثر من موسمين في بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وتشيلسي وبايرن ميونيخ، إذ يصل بابتسامة مليئة بالسحر والكاريزما لكنه يغادر حتماً وسط تداعيات أخرى رفيعة المستوى، وفي كل ناد يميل المستوى إلى الانخفاض خلال أشهره الأخيرة.

قال الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند هانز يواكيم فاتسكه أخيراً "توماس شخص صعب، لكنه مدرب رائع".

كان نجم بايرن ميونيخ لوثار ماتيوس مذعوراً في تقييمه لتوخيل بعد رحيل المدرب المرير عن النادي الموسم الماضي، وقاد توخيل بايرن للفوز بلقب الدوري الألماني في موسمه الأول لكنه لم يحقق أي لقب في موسمه الثاني، إذ فشل بايرن في الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى بعد عقد من الهيمنة، ويمكن لمنتخب إنجلترا أن يستمد التشجيع من سجل هاري كين الذي سجل 44 هدفاً في 45 مباراة، لكن ماتيوس أشار إلى "المشكلات" التي تأتي مع المدرب.

وقال ماتيوس لصحيفة "بيلد"، "لم يشعر اللاعبون بالحرية تحت قيادة توماس توخيل. ليس لدي أي شيء ضد توخيل... لكن هذا لم ينجح مع بايرن ميونيخ، وكنا نعرف ذلك مسبقاً. ليس الأمر وكأن بايرن لم ير المشكلات التي واجهها في دورتموند وباريس، وما هي المشكلات التي واجهها في تشيلسي؟ على رغم فوزه بدوري أبطال أوروبا لا بد أن شيئاً قد حدث، لقد قال لي رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي ’لوثار، لا أفهم لماذا تعاقد بايرن مع توماس توخيل‘ هذا تصريح واضح".

الآن يخوض اتحاد كرة القدم نفس المخاطرة، ويعرض على توخيل أول وظيفة دولية له ومن المؤكد أن هناك احتكاكاً على طول الطريق مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والأندية ومع اللاعبين، لكن توخيل يجلب أيضاً كثافة كبرى وعقلية فوز لا يستطيع سوى عدد قليل من المدربين في كرة القدم العالمية أن يضاهيها.

سيكون بمثابة صدمة للنظام، وبعد أعوام عدة من الفشل الذريع قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن هذا هو بالضبط ما تحتاج إليه إنجلترا.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة