Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض فرانكفورت للكتاب يستضيف إيطاليا ويناقش قضايا المرحلة

مارتينا هفتر فازت بجائزة الأدب عن رواية تتناول ازدواجية الحياة

انطلاق معرض فرانكفورت للكتاب في دورة 2024 (خدمة المعرض)

ملخص

عشية افتتاح معرض فرانكفورت للكتاب أعلنت لجنة تحكيم جائزة الكتاب الألماني عن فوز رواية "هاي، صباح الخير، كيف حالك"، الصادرة عن دار كليت كوتا، للكاتبة الألمانية مارتينا هفتر (1965) بجائزة هذا عام 2024، بعد تنافسها مع 180 رواية صدرت عن 106 دور نشر.

باختيار لجنة تحكيم جائزة الكتاب الألماني، وهي أهم جائزة للأدب في الدول الناطقة باللغة الألمانية وتبلغ قيمتها المادية 25 ألف يورو، رواية "هاي، صباح الخير، كيف حالك؟" تكون قد انحازت إلى القضايا الشخصية واليومية في مقابل السياسة والأيديولوجيا والهويات الكبرى. فقد وصلت إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة ست روايات، نال صاحب كل واحدة منها 5 آلاف يورو. وهي روايات مختلفة في تناولاتها وأفكارها، فمنها ما تناول الإبادة الجماعية المعاصرة التي لحقت بالإيزيديين في شمال العراق في صيف عام 2014، كرواية "74" لرونيا عثمان (1993)، ومنها ما تناول صعود الأيديولوجيا المحلية والأوروبية وانسحاق الإنسان والمكان تحت عنفها وقسوتها، كرواية "برجكتورات" للمسرحي والسيناريست والروائي كليمينس ماير (1977)، ورواية "من الشمال يتدحرج الرعد" للكاتب ماركوس تيلمان (1992)، وما تناول الهوية المحلية مثل رواية "التزامات" للكاتبة إيريس فولف (1977)، والفانتازيا مثل رواية "هازن بروزا" أو "سرد/نثر الأرانب" للكاتبة والمترجمة مارين كاميس (1984).

تتناول مارتينا هفتر في روايتها الجديدة، وهي الرابعة، حياتين لبطلتها "يونو" التي في منتصف الخمسينيات من عمرها. الحياة الأولى هي حياتها الشخصية الواقعية التي تقضيها متنقلة بين العمل كفنانة أداء، وفي البيت للاعتناء بزوجها "جوبيتر" المصاب بمرض خطر في الأعصاب، بحيث لا تملك أي حرية شخصية أو ذاتية في تلك الحياة اليومية. فهي تنفذ رغبات مديريها في العمل، للحصول على المال، وإرشادات الأطباء لإبقاء زوجها على قيد الحياة، وعدم تدهور حالته الصحية.

في الحياة الثانية تعيش "يونو" حياتها الافتراضية على الإنترنت، فتحادث رجالاً "يبدعون في الإيقاع بالنساء وأموالهن". تعيش مغامرات افتراضية مبنية على الكذب واختراعاته، لكنها تملك حرية الاختيار وحرية الاحتيال وحرية الرغبات، حتى تبدأ الحديث مع شخص نيجيري، محتال مثلها، اسمه "بينو" يسعى إلى سرقة أموالها، وتشاء الأقدار أن يلتقيا، فيطمس هذا اللقاء الحدود بين الواقع والأكاذيب.

اللغة والسرد

استطاعت مارتينا هفتر أن تسرد على القارئ حياتين منفصلتين لشخصيتها الرئيسة على القارئ، شارحة العيش الحقيقي اليومي، بكل تفاصيله التي تفرضها الالتزامات الثقيلة في حمولتها والباردة في عاطفتها، وعيش المغامرات بكل تفاصيلها الحارة في العواطف، التي تصل حد النشوة والشبق، والخفيفة من الالتزامات الحقيقية. والرواية تطرح أسئلة كثيرة، مثل من يستغل من؟ وماذا يحدث عندما تصبح الحدود بين الحياة الافتراضية والحياة الحقيقية غير واضحة؟

أشادت لجنة التحكيم بـ"لغة هفتر وسردها الذكيين"، وبأنها استطاعت بطريقة "مثيرة للإعجاب سرد حياتين في شكل شاعري وتأملي وشهواني وصادم". وجاء تنقلها بين المتضادات ذكياً، عندما تنقلت بسلاسة بين "الحياة اليومية القاسية والحياة الافتراضية"، وكذلك بين "الكآبة والنشوة" مزحزحة الفروق بين "الثقة والخداع".

 ولدت مارتينا هفتر في مدينة بفرونتين جنوب بايرن، على الحدود الألمانية النمسوية، ودرست في معهد الأدب الألماني في لايبزيغ التي تقيم فيها منذ عام 1997، وتعمل فيها كفنانة أداء وكاتبة للشعر والرواية، ويتميز شغلها بأنها تجمع في أعمالها، العناصر اللغوية والجسدية، ومن هنا انطلق مشروعها الإبداعي "كتابة (أو تسجيل) الحركة، لقاء الشعر والرقص" منذ عام 2012.

وحصلت هفتر التي رشحت عام 2005 لنيل جائزة إنغبورغ باخمان، على منح وجوائز أدبية عديدة، منها جائزة مدينة ميران للشعر (2008) وجائزة الشعر في ميونيخ (2018). ويبدو أن العام الحالي (2024) هو عام الجوائز لمارتينا هفتر، فهي حصلت على الجائزة الكبرى لصندوق الأدب الألماني، وجائزة الأدب لولاية فيسبادن وجائزة الكتاب الألماني.

معرض سياسي

وبإعلان الفائز بجائزة هذا العام، تكون أعمال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب قد بدأت دورتها الـ76 التي تستمر إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يعد من أهم المعارض الأدبية الدولية لصفقات الكتب والنشر والترجمة واللقاءات الأدبية، ولكنه يعتبر، في الوقت ذاته، معرضاً سياسياً عالمياً، إذ لم تغب أبداً عن برنامجه المواضيع والمناقشات السياسية مثل الحرب الباردة والنازيين الجدد والرقابات. يعد المعرض "مسرحاً عالمياً للاحتجاجات" كما عنونت الكاتبة إليزابيث جرونر مقالتها في "الدويتش فيليه"، مستعيدة ذكريات عن الدورات السابقة للمعرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المتوقع أن يزيد عدد زوار هذا المعرض على 200 ألف، بخاصة أن عدد زوار معرض العام الماضي كان قد بلغ 215 ألفاً، إضافة إلى الآلاف من الناشرين والمؤلفين ووكلاء المكتبات والكتاب والوكلاء الأدبيين ومقدمي البرامج وصحافيي الوسائط المتعددة، من أكثر من 100 دولة، كضيوف على المعرض.

إيطاليا ضيفة المعرض

وتمت دعوة عدد من المشاهير الألمان لحضور المعرض ولقاء الجمهور، مثل الإعلامي والممثل والكاتب والسيناريست الألماني توماس جوتشالك والمغني وكاتب الأغاني الألماني ماكسيميليان موتسكي والكاتب الألماني، البيست سيلر، آرنو شتروبل والممثل الكوميدي الشهير بولنت سيلان وغيرهم، إضافة إلى الكاتبة التركية أليف شفق والكاتب البوسني ساشا ستانيزيتش.

ويحل الأدب الإيطالي ضيف شرف لهذا العام، مما جعل دور النشر الألمانية والنمسوية والسويسرية تقوم بالتواصل مع عشرات الكتاب الإيطاليين، وورثة المتوفين منهم، وهي سارعت قبل أشهر طويلة في ترجمة عشرات الكتب من اللغة الإيطالية إلى الألمانية. ويقوم وزير الثقافة الإيطالي الجديد أليساندور جيولي، مع وزيرة الثقافة الألمانية كلوديا روث، بافتتاح معرض هذا العام، وقد اصطحب معه وفداً من 90 مؤلفة ومؤلف إيطالي، وستجري معهم حوارات ولقاءات مختلفة، إضافة إلى القراءات وحفلات توقيع الكتب.

أكثر من 4 آلاف ناشر سيقدمون للجمهور إصداراتهم الجديدة من روايات وقصص وأشعار وكتب للأطفال، وكذلك الكتب الفكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات، وسيرافق ذلك قراءات وحفلات توقيع لأكثر من 1000 كاتبة وكاتب.

أما اختتام المعرض في 20 أكتوبر الجاري فسيكون بتسليم جائزة السلام التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان، في كنيسة بولس للمؤرخة والصحافية البولونية الأميركية آن أبليباوم (1964)، وهي خبيرة معروفة في تاريخ أوروبا الشرقية، ولها مؤلفات عدة، حذرت في بعضها في شكل مبكر من سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسعية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة