Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قُتلوا في غزة قبل تلقيهم الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يتساءل عن جدوى التلقيح اليوم إذا كان الملقحون سيُقتلون غداً

زكية الوصيفي، جدة أطفال قُتلوا قبل تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، تحمل قطعة من ملابسهم (رويترز)

ملخص

طالبت زكية، التي فقدت عشرة على الأقل من أفراد عائلتها، بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والتي خربت القطاع الصغير البالغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة. وقالت "لا نريد شرباً ولا مساعدات. فليعطونا الأمن والأمان. وتنتهي الحرب، هذا يكفي".

أخذت أسماء الوصيفي وهي أم من غزة تحتضن دمية ابنها ودموعها تنهمر على وجنتيها حزناً على صغيرها، البالغ من العمر عشر سنوات، الذي لقي حتفه في ضربة إسرائيلية قبل أن يتلقى الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال.
وبدأت الأمم المتحدة الإثنين الماضي، الجولة الثانية من حملتها للتطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الوسطى من قطاع غزة على رغم أن العديد من سكان القطاع قالوا إن تلك الجهود عديمة الجدوى مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية للقضاء على حركة "حماس".
وقالت أسماء وهي تبكي وتتحسس ملابس ابنها وكتبه المدرسية، "جاء التطعيم التاني وكانوا كلهم اصطفاهم الله، أولاد خاله وأولاد خاله الآخرين وأولاد خالته، كلهم راحوا... كلهم أطفال أبرياء. نريد أن نحمي أطفالنا من الاحتلال وليس من الأمراض".
وقُتل يامن إلى جانب أربعة من أبناء أخواله وأبناء خالته، أكبرهم يبلغ من العمر عشر سنوات، عندما قصفت إسرائيل منزل عائلته في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي بمخيم النصيرات وسط غزة.
وتلقى الأطفال جرعتهم الأولى من لقاحات شلل الأطفال قبل ثلاثة أسابيع في إطار حملة للأمم المتحدة أدت إلى هدن موقتة ونادرة الحدوث في القتال بين إسرائيل ومسلحي "حماس" في مناطق محددة.
وبدأت الحملة بعد إصابة طفل بشلل جزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أغسطس (آب) الماضي، وهي أول حالة من نوعها في الأراضي الفلسطينية منذ 25 سنة.
وطالبت زكية، جدة يامن، التي فقدت عشرة على الأقل من أفراد عائلتها، بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والتي خربت القطاع الصغير البالغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة. وقالت "لا نريد شرباً ولا مساعدات. فليعطونا الأمن والأمان. وتنتهي الحرب، هذا يكفي".
ولا تزال جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار متعثرة لأن إسرائيل و"حماس" لم تتمكنا بعد من الاتفاق على مطالب رئيسية.
وقال أسامة، ابن الجدة زكية وعمره 35 سنة، إنه أضحى من المستحيل التعرف إلى جثمان زوجته بعد الغارة التي أودت أيضاً بحياة أطفالهما الأربعة. وأضاف أن الأطفال كانوا قد قصوا شعرهم استعداداً للمدرسة.

منظمة الصحة العالمية

وطالبت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إسرائيل بتمكينها من استكمال حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال بشكل آمن في غزة، بخاصة في شمال القطاع.
وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس ان ما يقارب من 160 ألف طفل في وسط القطاع تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم بعد يومين من بدء الحملة الجديدة.
وشدد تيدروس في مؤتمر صحافي على أن "جرعتين من اللقاح على الأقل ضروريتان لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال. ولن يتحقق هذا الهدف إلا إذا تم تلقيح 90 في المئة على الأقل من جميع الأطفال".
وبدأت الحملة الثانية من التلقيح الإثنين في وسط غزة، لتطعيم حوالى 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء القطاع.
وكما الحملة الأولى في سبتمبر، من شأن "الهدن الإنسانية" في المناطق المحددة أن تسمح بتطعيم الأطفال على ثلاث مراحل: 180 ألف طفل في وسط قطاع غزة، و293 ألف طفل في الجنوب، و119 ألف طفل في الشمال وهي المنطقة الأكثر صعوبة للوصول إليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الحاجة إلى هدن إنسانية

وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، عبر الفيديو من قطاع غزة، "نشعر بالقلق من الوضع في الشمال بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تشمل المستشفيات والسكان".
ويتم تنسيق العملية خلال اجتماعات تُعقد يومياً مع الأمم المتحدة والسلطات الإسرائيلية.
وقال بيبركورن، "خلال نقاشاتنا أوضحنا نحن، منظمة الصحة العالمية واليونيسف أننا سنحتاج إلى هدنة إنسانية محددة في بعض المناطق. ونفترض أننا سنحصل على هدنة إنسانية محددة في شمال غزة بأكمله".
وأشاد ببدء الحملة مؤكداً أن عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم يمثل 75 في المئة من الهدف في وسط قطاع غزة.
خلال الحملة الثانية، يتم أيضاً إعطاء الأطفال "فيتامين أ" لتقوية جهاز المناعة لديهم، وتلقاه أكثر من 128 ألفاً منهم في اليومين الأولين.

وقال تيدروس "إن السلام أفضل علاج".
وتساءل "الأشخاص الذين أنقذناهم اليوم أو قمنا بتلقيحهم اليوم سيُقتلون غداً. فما الفائدة إذاً؟".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير