ملخص
أسقطت طائرات إسرائيلية منشورات على جنوب قطاع غزة حملت رسالة تقول فيها "’حماس‘ لن تحكم غزة بعد الآن"، وذلك في تكرار للغة التي استخدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم السبت إن مئات المدنيين بدأوا مغادرة مخيم جباليا بعد ممارسة ضغوط مستمرة عليهم، مشيراً إلى اعتقال "عدد من المخربين وجرى توقيفهم للتحقيق".
وأشار أدرعي في منشور على منصة "إكس" إلى أنه في إطار عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) الليلة الماضية و"بعد أن عملت قوات الفرقة 162 ضد المخربين والبنى الإرهابية في منطقة جباليا، بدأ مئات المدنيين إخلاء المنطقة".
صور لجثة السنوار
وأسقطت طائرات إسرائيلية منشورات على جنوب قطاع غزة اليوم تظهر عليها صورة يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة "حماس" إضافة إلى رسالة "’حماس‘ لن تحكم غزة بعد الآن"، وذلك في تكرار للغة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر سكان من مدينة خان يونس جنوب القطاع وأظهرت صور متداولة عبر الإنترنت أن المنشورات المطبوعة باللغة العربية كتب عليها "من يلقي سلاحه ويعيد المخطوفين إلينا، سنسمح له بالخروج والعيش بسلام".
وتأتي صياغة المنشورات من بيان ألقاه نتنياهو أول من أمس الخميس بعد مقتل السنوار على يد جنود إسرائيليين ينفذون عمليات في رفح الأربعاء الماضي.
400 قتيل
أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم السبت مقتل أكثر من 400 فلسطيني في شمال القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي حملة تستهدف الشمال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنه انتشل أكثر من 400 قتيل من أماكن الاستهداف المختلفة في محافظة شمال قطاع غزة التي تضم جباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون، منذ بدء العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي خلال السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
حصار المستشفيات
في الوقت نفسه قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 32 شخصاً في الأقل قتلوا إثر غارات إسرائيلية على أنحاء غزة اليوم، بينما شددت قوات إسرائيلية حصارها على مستشفيات في جباليا داخل شمال القطاع.
وأودى قصف إسرائيلي لمنزل في مخيم المغازي بوسط القطاع بحياة 11 شخصاً في حين أدت ضربة أخرى استهدفت مخيم النصيرات القريب إلى مقتل أربعة آخرين.
وقال مسعفون إن خمسة آخرين قتلوا في ضربتين منفصلتين بمدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة في حين قتل سبعة آخرون في مخيم الشاطئ بشمال القطاع. وأوضحوا أنه في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة قتل 33 شخصاً في الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 85 آخرون عندما أدت ضربات إسرائيلية إلى تدمير ثلاثة منازل في الأقل داخل جباليا.
وبدوره قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "تعمل حالياً في منطقة جباليا ضد البنية التحتية الإرهابية لـ’حماس‘ وإرهابييها. ليس لدينا علم بهذه الواقعة". وأضاف أن القوات تواصل عملياتها ضد "حماس" في أنحاء القطاع مما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين في رفح وجباليا وتفكيك البنية التحتية العسكرية. وقال مسعفون فلسطينيون إن خمسة آخرين قتلوا في جباليا اليوم.
ونبه سكان ومسعفون إلى أن القوات الإسرائيلية شددت حصارها على جباليا، أكبر المخيمات الثمانية القديمة في القطاع، وطوقته بإرسال دبابات إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا المجاورتين وأصدرت أوامر للسكان بالإخلاء.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهدف من أوامر الإخلاء هو فصل مقاتلي "حماس" عن المدنيين، ونفوا وجود أية خطة منهجية لإخراج المدنيين من جباليا أو غيرها من المناطق الشمالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن سكاناً ومسؤولين في القطاع الطبي يقولون إن القوات الإسرائيلية تقصف المنازل وتحاصر المستشفيات وتمنع دخول الإمدادات الطبية والغذائية لإجبارهم على مغادرة المخيم.
كيف قتل السنوار
توعدت كل من إسرائيل وحركة "حماس" وجماعة "حزب الله" اللبنانية بمواصلة القتال في غزة ولبنان الجمعة، وهو ما بدد الآمال في أن يساعد موت زعيم "حماس" يحيى السنوار في إنهاء الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط منذ أكثر من عام.
وقُتل السنوار، أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي فجر الحرب في قطاع غزة، على يد جنود إسرائيليين في القطاع الأربعاء.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل السنوار بأنه علامة فارقة لكنه توعد بمواصلة الحرب التي اتسع نطاقها في الأسابيع القليلة الماضية من قتال حركة "حماس" في غزة إلى التوغل في جنوب لبنان وقصف مساحات واسعة منه لملاحقة "حزب الله".
وتوصل تشريح إسرائيلي لجثة السنوار إلى أن رصاصة في الرأس تسببت بمقتله، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة.
وقال الدكتور تشين كوغل الذي أشرف على تشريح الجثة للصحيفة الأميركية، إن السنوار أصيب أولاً في ذراعه بشظية ربما ناتجة عن صاروخ أو قذيفة دبابة.
وأضاف مدير المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب أن السنوار استخدم سلكاً كهربائياً لربط ذراعه على ما يبدو، لكنه "لم يكن قوياً بما يكفي، وتهشم ساعده".
وأكد كوغل أن طلقة نارية قتلت السنوار، لكن "نيويورك تايمز" أشارت إلى أنه من غير الواضح من أطلق الرصاصة ومتى تم ذلك وما السلاح المستخدم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن السنوار قتل على يد عناصر دورية روتينية الأربعاء.
ونعت حركة "حماس" الجمعة السنوار الذي يشكل مقتله ضربة قاسية للحركة الفلسطينية، مؤكدة أنها لن تفرج عن الرهائن المحتجزين منذ أكثر من سنة قبل أن توقف إسرائيل حربها في قطاع غزة.
مقتل حارس السنوار
وقال الجيش الإسرائيلي إن الحارس الشخصي للسنوار، قُتل على يد قواته في جنوب غزة الجمعة، قرب المكان الذي قتل فيه السنوار قبل يومين. وأورد بيان عسكري "اليوم (الجمعة)، قُتل محمود حمدان (...) خلال مواجهة (...) على بعد نحو 200 متر من المكان الذي قُتل فيه السنوار".
وأشار الجيش إلى أن حمدان كان مسؤولاً عن حراسة السنوار وكان أيضاً قائد كتيبة "تل السلطان" التابعة لـ"حماس". ولاحقاً، نعت "حماس" قائد كتيبة "تل السلطان" مشيرة إلى أنه قُتل مع السنوار.
تابعوا تطورات مقتل السنوار على اندبندنت عربية: