Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تقترب الحرب من نهايتها مع مقتل السنوار؟

إنه حدث جلل من النوع الذي يمكنه أن ينهي النزاع لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بالفعل أن يمضي قدماً

يحيى السنوار، يلتقط صورة "سيلفي" مع أنصاره أثناء جولة له في حي الرمال في مدينة غزة، في 26 مايو 2021 (أ ف ب)

ملخص

يشكل مقتل يحيى السنوار حدثاً هاماً من النوع الذي من شأنه أن يسرع نهاية الحرب في غزة مع أن حالة عدم اليقين التي يخلفها قد تعني أيضاً بأن الطريق لا يزال طويلاً.

قبل أن يتسلم زعامة حركة "حماس" هذا الصيف، ظل يحيى السنوار على مدار سنوات يرسخ سلطته بشكل سمح له ببسطها على نطاق أوسع من قادة آخرين.

ظل الرجل على رادار الإسرائيليين طيلة عقود، وقد وصفته تقاريرهم الاستخباراتية في عدة مراحل بأنه قاسٍ وعنيف لكن يتمتع بقدرة التحمل. وقد لُقب بـ"جزار خان يونس" بسبب بطشه بالفلسطينيين المتهمين بالعمالة لإسرائيل. 

أقنع السنوار الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، بضرورة تطهير الحركة من المخبرين العاملين لمصلحة إسرائيل. وأسسا آنذاك جهازاً أمنياً سُمي "مجد"، ترأسه السنوار. بعدما اعتقلته إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي، اعترف تحت التحقيق بقتل 12 متهماً بالعمالة. وصدر بحقه بعد ذلك أربعة أحكام بالسجن مدى الحياة لجرائم من ضمنها خطف وقتل جنديين إسرائيليين. وأثناء قضائه فترة حكمه في السجن، تعلم اللغة العبرية وبنى تصوراً عن المجتمع الإسرائيلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في عام 2008، نجا السنوار من سرطان دماغي خطير بعد تلقيه العلاج في مستشفى في تل أبيب. وأطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سراحه عام 2011 إلى جانب ألف سجين آخرين في صفقة تبادل أُبرمت لاستعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته "حماس" في هجوم شنته عبر الحدود قبل سنوات من ذلك. ووُجهت انتقادات لاذعة لنتنياهو عندها لأنه أطلق سراح عشرات الأسرى المسجونين لضلوعهم بهجمات قاتلة. 

ولذلك، لم يُدخر أي جهد في سبيل مطاردة السنوار بعد هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي يُعتقد بأنه هو العقل المدبر لها لما له من قبضة محكمة على "حماس" في مسقط رأسه، غزة. قُتل عندها نحو 1200 إسرائيلي وأُسر 251 آخرين، وقالت إسرائيل بأن السنوار يختبئ بين الرهائن كي يضمن أن إسرائيل لن تغتاله.

بالنسبة إلى نتنياهو، يبدو أن الأسلوب اللاذع والناقم الذي يتبناه عند الحديث عن السنوار يأخذ منحى شخصياً، وهذا أمر منطقي. فقد شهد الزعيم الإسرائيلي على صعود السنوار إلى أعلى قائمة المطلوبين في إسرائيل. في إحدى المرات، ختم السنوار الذي كان دائماً يتخذ موقف المتحدي، أحد خطاباته العلنية القليلة بدعوة إسرائيل إلى اغتياله، مصرحاً في غزة "بعد هذا الاجتماع، سوف أعود إلى المنزل سيراً على الأقدام". وهذا ما فعله، وأخذ يصافح الأيدي ويلتقط صور سيلفي مع أشخاص في الشارع.

كانت آخر تسجيلات الفيديو التي تظهر السنوار داخل أنفاق غزة، نشرها الجيش الإسرائيلي في فبراير (شباط) فيما يعود تاريخها الفعلي إلى الأيام التي تلت السابع من أكتوبر، واحدة من المرات العديدة التي أشار فيها الإسرائيليون إلى أنهم يطبِقون على مخبئه. لكنه قُتل الآن في مواجهة وقعت بالصدفة على ما يبدو مع الجنود الإسرائيليين في جنوب غزة. أصعب هدف بالنسبة لإسرائيل جرت تصفيته، وفقاً للمصطلحات العسكرية الإسرائيلية.   

ماذا سيحدث الآن إذاً؟ دعت عائلات الرهائن وساسة المعارضة الإسرائيلية إلى وقف لإطلاق النار وإبرام صفقة من أجل إطلاق سراح الرهائن الآن، إذ ما زال في غزة 101 رهينة مع أنه يُعتقد بأن أكثر من 30 من بينهم قد توفوا. بالنسبة إلى نتنياهو، هذه فرصة لتعزيز شعبيته بعد الانتقادات المتزايدة التي واجهها داخلياً ودولياً على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى في غزة، والتي تبلغ 42 ألفاً وهي في تزايد وفقاً لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تديره "حماس". قال نتنياهو بالفعل إن حرب إسرائيل لم تنتهِ، لأسباب أهمها الغزو البري ضد "حزب الله" في لبنان. ونظراً للدعم الإيراني للطرفين، يعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه يخوض معركة مع طهران وسوف يرغب بتحقيق الاستفادة القصوى من اليد العليا التي يرى أنه يملكها حالياً. 

كانت إحدى الأمور التي تحول دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار هي رفض السنوار المتشدد ونتنياهو الواقع تحت الضغط لأي تسوية. ولا بد أن المسؤولين في الولايات المتحدة والغرب بشكل أوسع سيأملون في أن تكون هذه هي اللحظة التي تجلس الأطراف إلى الطاولة على إثرها. فنتنياهو سيكون منتشياً فيما سيعلم الأشخاص الذين قد يخلفون السنوار كما قيادة "حماس" الأوسع بأن لا أحد سيكون لديه المكانة نفسها مثل السنوار من أجل تسيير الأمور.

تعد وفاة السنوار الضربة الأقسى التي تلقتها "حماس" طيلة أكثر من عام على الحرب، وتبعاتها على قواتها المتبقية في غزة أخطر من اغتيال الزعيم السياسي السابق إسماعيل هنية الذي كان أقل ارتباطاً بإدارة الصراع اليومية. وهو صراع يعتقد المسؤولون في الولايات المتحدة بأن السنوار أراد له أن يستمر من أجل تدمير سمعة إسرائيل دولياً وإلحاق الضرر بعلاقتها بواشنطن، حليفتها الرئيسة. 

من جهة أخرى، وجه منتقدو نتنياهو اتهامات له بالرغبة في إطالة أمد الحرب لكي يظل في موقعه، بدل أن يواجه احتمالات إجراء انتخابات بعد نهايتها. فأحد الأهداف الأساسية التي ظل يلوح بها هي الحاجة لتدمير قيادة "حماس"، وقد يقول البيت الأبيض الآن إن ذلك تحقق بوفاة السنوار.  

يشكل مقتل السنوار حدثاً جللاً من النوع الذي من شأنه أن يسرع نهاية الحرب في غزة مع أن حالة عدم اليقين التي يخلفها قد تعني أيضاً بأن الطريق لا يزال طويلاً. كل الأطراف المشاركة في الصراع سوف تريد أن تحدد موقفها ووضعها بسرعة- مع أن نتنياهو سيحاول المضي قدماً في غزة ولبنان قدر المستطاع. وحده الزمن كفيل بإيضاح مآل الأمور.

© The Independent

المزيد من تحلیل