Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب "إسرائيل - حزب الله" ترخي بثقلها على أزمة السكن في سوريا

يؤكد المتخصصون العقاريون ارتفاع إيجارات المنازل بصورة غير مسبوقة

قاسى النازحون السوريون في رحلة العودة للديار، وكذلك اللبنانيون، الأمرّين للعثور على المأوى والاستقرار (اندبندنت عربية)

ملخص

معلوم أن القطاع السكني في سوريا عانى كثيراً أثناء الحرب، إذ تضررت مناطق ومدن ومجمعات سكنية على امتداد الجغرافيا السورية، وزاد الأمر سوءاً عدم الشروع في إعادة الإعمار بالمناطق المستقرة بعد الحرب.

معاناة كبيرة يتحملها النازحون في لبنان جراء المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله"، لا سيما بعد اشتعال الجنوب اللبناني، والبقاع (شرق)، وأيضاً ضاحية بيروت الجنوبية، نتيجة الغارات والهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وقد تحولت سوريا، التي عانت ما عانته جراء حرب امتدت عقداً من الزمن، إلى إحدى الوجهات الأساسية لهؤلاء النازحين، فضلاً عن النزوح داخل لبنان من منطقة على أخرى.

 

رحلة العودة

وقاسى النازحون السوريون في رحلة العودة للديار، وكذلك اللبنانيون، الأمرّين للعثور على المأوى والاستقرار حين اجتيازهم المعابر البرية الحدودية بين لبنان وسوريا، بخاصة لم تسلم هذه الحدود من الغارات الإسرائيلية التي أدت إلى قطع بعضها.

ونحو دمشق لم تكن الرحلة من لبنان باتجاهها سهلة، فالنازح السوري الذي عاد من لبنان إلى دياره تكبد مشقة البحث عما يؤويه بين جدران منزله المهدمة، وفرصة عمل تعينه على تأمين مصدر الرزق.

مراكز إيواء

وتوجه الوافد اللبناني إلى البيوت والشقق المفروشة المخصصة للإيجار، أو إلى مراكز إيواء، إذ خصصت مدارس ومراكز تعليمية ومعسكرات لاستقبال الوافدين اللبنانيين، وتعد محافظات حمص ودمشق وطرطوس أكثر المحافظات التي اتجه إليها النازحون من لبنان.

يروي أبو قاسم، من النبطية إحدى قرى الجنوب اللبناني، ما جرى معه خلال رحلة البحث عن مأوى لأولاده وأحفاده الذين قدموا إلى دمشق، وقد استشعر غلاء الأسعار، ولا سيما بدل إيجارات المساكن ليحزم حقائبه، بعد لجوئه إلى أحد الأقرباء، ويتجه نحو منطقة ريفية في طرطوس (مدينة ساحلية، تقع على المتوسط، تبعد 250 كيلومتراً عن العاصمة دمشق).

 

أعباء مالية

يقول أبو قاسم، "وجدت بيتاً ريفياً ببدل إيجار مقبول، لا يمكن تحمل الإيجارات المرتفعة في دمشق، جميع النازحين غادروا، مع عائلاتهم، بالثياب التي يرتدونها فحسب، وبعض المال، أو المدخرات التي لا تكفيهم سوى لأشهر معدودة، وقد تطول الحرب إلى وقت بعيد، وهذا الأمر يقلقنا جداً فمدخراتنا لا تكفي". ويعبر أبو قاسم عن مأساة حقيقية تعيشها عائلات الجنوب اللبناني من النازحين، "ولدى معظمهم أرزاق وأراضٍ زراعية ومواش في قراهم وبلداتهم".

أما هدى، الملقبة بأم رضا، فاختارت التوجه إلى مدينة حمص للعيش في بيت مستأجر مع عائلتها، ثم تشاركت السكن مع ثلاث عائلات من أقاربها، لتخفيف الأعباء المالية بعد رفع إيجار المنازل، وفرض أصحاب الشقق المفروشة "الدفع المسبق شهرين أو ثلاثة سلفاً".

ارتفاع إيجارات المنازل

ويؤكد المتخصص العقاري حسام الأطرش ارتفاع إيجارات المنازل، بصورة غير مسبوقة، لا سيما المفروشة منها، إذ "تجاوزت حدود الـ40 إلى الـ60 في المئة إثر وصول الوافدين اللبنانيين إلى سوريا، وبالتحديد في مدن دمشق وريفها". ويعزو الأطرش ارتفاع الإيجارات إلى عوامل عدة منها "زيادة الطلب على المنازل المفروشة، وقلة العرض، بخاصة أن المدن الآمنة مثل دمشق وغيرها من المدن الرئيسة، ما زالت مقصد الفارين من أهالي المناطق الساخنة أو التي تشهد توتراً".

ولم يخفِ المتخصص العقاري تحرك تجار الأزمات والسماسرة "لجني مكاسب من هذا الأزمة السكنية الطارئة، والتي تفاقمت مع عودة السوريين النازحين أيضاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

موجة نزوح

في هذا الوقت يتوقع مراقبون للعمليات الجارية في الشمال السوري حدوث موجة نزوح إثر معلومات عن عملية عسكرية واسعة النطاق لجيش النظام السوري في مواجهة الفصائل والتنظيمات التي تحكم سيطرتها على الشمال الغربي للبلاد.

وتحدثت مفوضية اللاجئين الأممية عن إقامة معظم اللبنانيين إما مع أقاربهم أو مع عائلات سورية مضيفة، فضلاً عن إقامة آخرين في مراكز استضافة، وبحسب بيان للمنظمة "يوجد أكثر من 25 مركزاً للاستضافة في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية، بسعة إجمالية تبلغ 10 آلاف شخص".

وسط هذه الأجواء بلغ عدد النازحين السوريين واللبنانيين إلى سوريا ما لا يقل عن 400 ألف بحسب إحصاءات وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وتركز العدد الأكبر منهم في ريف دمشق ثم حمص وسائر المحافظات.

وأعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة في وقت سابق تخصيص 20 مركزاً للإيواء منها 16 مركزاً استقبلت وافدين.

مناطق سيطرة المعارضة السورية

على الجانب الآخر وصل إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، في الشمال الغربي، نحو 3 آلاف سوري، وما يقارب الـ20 ألفاً في مناطق الإدارة الذاتية الكردية، وسط معاناة قاسية لتأمين موارد العيش.

من جهته يتحدث تاجر العقارات خليل الحسيني عن أزمة سكن تفاقمت، منذ أشهر، ويقول "تشهد السوق العقارية اليوم طلباً متزايداً للشقق المفروشة في موازاة امتلاء الفنادق بالضيوف اللبنانيين، ومع الطلب المفاجئ والعاجل للمنازل، واستغلال التجار الأزمة، من المتوقع أن تفي المبادرات الأهلية، ومراكز الضيافة، بالغرض ريثما تستقر الأوضاع في البلد الجار".

معلوم أن القطاع السكني في سوريا عانى كثيراً أثناء الحرب، إذ تضررت مناطق ومدن ومجمعات سكنية على امتداد الجغرافيا السورية، وزاد الأمر سوءاً عدم الشروع في إعادة الإعمار بالمناطق المستقرة بعد الحرب، إذ تصل كلفة إعادة الإعمار نحو 400 مليار دولار، بحسب دمشق.

المزيد من تقارير