ملخص
على رغم أن اتفاق الطائف شكل عام 1989 بداية نهاية الحرب الأهلية في لبنان، إلا أن غالبية بنوده لم تطبق، بل على العكس استفحل الفساد والسلاح وتحلل الدولة أكثر في السنوات التي تلته، وصولاً إلى الحرب التي تعيشها البلاد اليوم.
يعرف اللبنانيون جيداً اتفاق الطائف وكذلك الدول العربية والعالم، فهو "وثيقة الوفاق الوطني" التي أجمع عليها الفرقاء في لبنان وأنهت الحرب الاهلية التي دامت 15 عاماً، واليوم في الـ22 من أكتوبر (تشرين الأول) تمر الذكرى الـ35 لتوقيع هذا الاتفاق، في مدينة الطائف في السعودية.
أبرز ما جاء في بنود هذا الاتفاق تأكيد استقلال لبنان وهويته العربية وشكله السياسي كدولة جمهورية برلمانية ديمقراطية، كما نصت الفقرات على مجموعة من الإصلاحات السياسية التي اتفق عليها كتوزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين إضافة إلى إصلاحات أخرى، وفي مادته الثانية نص على بسط كل سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية وحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتعزيز قوى الأمن الداخلي والقوات المسلحة. كذلك أتى في مضمونه تأكيد على ضرورة العمل على تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 425.
بداية نهاية الحرب الأهلية
على رغم أن هذا الاتفاق شكل عام 1989 بداية نهاية الحرب الأهلية في لبنان، إلا أن غالبية بنوده لم تطبق، بل على العكس استفحل الفساد والسلاح وتحلل الدولة أكثر في السنوات التي تلته، وصولاً إلى الحرب التي تعيشها البلاد اليوم.
يقول أستاذ القانون الدستوري الدكتور أنطوان صفير في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن اتفاق الطائف هو وثيقة الوفاق الوطني وهذا الوفاق لم يحترم باعتبار أنه حصل "صيف وشتاء" تحت سقف واحد، ولم يطبق الاتفاق كما يجب لا بروحه ولا بنصه وبقيت الأمور وكأنه نقلنا عصر الميليشيات إلى الدولة، مما أدى إلى تفكك وتحلل الدولة اللبنانية وتحولها إلى محاصصة دائمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
Listen to "اتفاق الطائف الذي وقعه اللبنانيون ولم يطبقوه" on Spreaker.يضيف صفير أن "بنوداً أساسية منها ما يتعلق بحل كل الميليشيات لم تطبق، وكذلك موضوع الحدود واحترامها واحترام المواثيق الدستورية، كما أن الاتفاق طبق بطريقة ملتوية أدت إلى اعتبار أن الطائف سيئ، وهو غير سيئ بالمطلق، ولكن فيه مشكلات تكوينية، وهذا ظهر مع الوقت".
يعتبر المحامي في بيروت وباريس أن لبنان اليوم بحاجة بعد انتهاء الحرب إلى إعادة تحديث النظام السياسي من دون تغييره، إنما تحديث النص الدستوري حتى يتلاءم مع الواقع والمسائل العملية، ويقول "بعد 35 سنة رأينا أن هناك كثيراً من النصوص لا تطبق، وهناك نصوص تطبق بطريقة غير واضحة أو غير صالحة، إضافة إلى بعض النصوص الملتبسة التي تحتاج إلى تطوير".
ويختم معتبراً أن اتفاق الطائف يبقى حتى الساعة أفضل الممكن في سبيل تطوير النظام السياسي نحو الأفضل.
Listen to "اتفاق الطائف الذي وقعه اللبنانيون ولم يطبقوه" on Spreaker.